لماذا هذا النسيان القاسي بقلم: أزراج عمر

  • 7/28/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك أن ثمة العشرات من الأسماء الأخرى التي عاشت وعملت في الجزائر ولعبت أدوارا بارزة في تغذية الحركة المسرحية الجزائرية منها على سبيل المثال لا الحصر المسرحيون المصريون سعد أردش وكرم مطاوع وألفريد فرج.العرب أزراج عمر [نُشر في 2017/07/28، العدد: 10705، ص(15)] على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمان لم أقرأ كتابا جديا يؤرخ لتفاصيل أسماء الكتاب والأدباء الذين ساهموا في ميلاد وتنشيط الحركة الأدبية في الجزائر وخاصة في الفترة الممتدة من السنوات الأولى للاستقلال عام 1962 إلى يومنا هذا. من المعروف أن التأريخ للأدب يلعب دورا مهما في تثبيت أسماء الأدباء وأعمالهم في الذاكرة الثقافية الفردية والجماعية، ولكن يلاحظ أن الجزء الأكبر من نشاطات الباحثين الأكادميين المنخرطين في عمليات البحث في الحقل الأدبي بالجامعات الجزائرية يدور على نحو انتقائي في فلك دراسة بعض النصوص الشعرية والروائية والقصصية والمسرحية ولا يهتم برصد سير أولئك الأدباء الذين قاموا بصنع الحركة الأدبية ووفروا المناخ الإنساني والابداعي الذي نشأت فيه هذه المؤلفات الشعرية أو ذاك الاتجاه النقدي الأدبي أو تلك النصوص المسرحية. وبالفعل فإن إهمال هذا النوع من التأريخ قد تسبب ولا يزال يتسبب في دفن العشرات من الشعراء والروائيين والنقاد والقصاصين الذين أنعشوا الحركة الأدبية الجزائرية سواء كانوا جزائريين أو مغاربة أو مشارقة أو أوروبيين. وفي هذا الخصوص أذكر عددا من الشعراء والأدباء غير الجزائريين الذين أقاموا لفترات في الجزائر وساهموا في بلورة المشهد الأدبي الجزائري بإبداعاتهم أو بواسطة احتضانهم أيضا للمواهب الأدبية الجزائرية، ومن هؤلاء الشاعر التونسي منوّر صمادح الذي عاش في الجزائر في أواخر الستينات من القرن العشرين والذي كنا ننشر قصائدنا إلى جانب أشعاره على صفحات جريدة الشعب الجزائرية وكنّا نرى فيه أحد الرموز الأدبية الحرّة التي تمردت على عسف السجون وطغيان السلطة. ومع الأسف فلا أحد في الجزائر يذكر الآن هذا الشاعر ودوره في الحياة الأدبية الجزائرية. هناك أيضا الشاعر السوري البارز شوقي بغدادي الذي قضى عدة سنوات في الجزائر العاصمة كأستاذ وتخرج على يديه كتاب ومثقفون وأدباء، وهناك أيضا الأديب والإعلامي المغربي محمد علي الهواري الذي أشرف على مدى سنوات طويلة على القسم الثقافي والأدبي بجريدة الشعب الجزائرية وساعد عشرات المواهب الأدبية الشابة على نشر إنتاجها، كما كان هناك الدارس الفرنسي الدكتور جان ديجو الذي أنجز عددا من الكتب عن الأدب الجزائري الناطق بالفرنسية والعربية مثلما قام بترجمة أنطولوجيا شعر الشعراء الشبان الجزائريين الناطقين باللغة العربية. لا شك أن ثمة العشرات من الأسماء الأخرى التي عاشت وعملت في الجزائر ولعبت أدوارا بارزة في تغذية الحركة المسرحية الجزائرية منها على سبيل المثال لا الحصر المسرحيون المصريون سعد أردش وكرم مطاوع وألفريد فرج، ولكن هؤلاء وغيرهم أصبحوا منسيين الآن ولم يعد الإعلام أو الشارع الثقافي بالجزائر يذكرها أو يكرم أفعالها الطيبة. كاتب جزائريأزراج عمر

مشاركة :