نشرت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" مقالا لمارينا ليموتكينا عن دور "رباعية نورماندي" في تسوية الأزمة الأوكرانية، تشير فيه إلى أن الخبراء يعدُّونها مضيعة للوقت. كتبت ليموتكينا: بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على آخر اتصال بين رؤساء دول "رباعية نورماندي"، جرى اتصال هاتفي يوم 24 يوليو/تموز الجاري بين الرؤساء بوتين وماكرون وبوروشينكو والمستشارة الألمانية ميركل بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية. وقد أعلن الرئيس فلاديمير بوتين خلال هذا الاتصال الهاتفي عن "فشل جدي" في تنفيذ اتفاقيات مينسك. أما بوروشينكو فأكد أن المرحلة الحالية هي الأكثر "دموية" خلال هذه السنة. في حين أن الخبراء يسألون عما إذا كانت هناك حاجة إلى الرباعية من حيث المبدأ. ولم تُكشف تفاصيل ما جرى خلال الاتصال الهاتفي، بيد أن ما تسرب منه إلى وسائل الإعلام يشير إلى أن "الجبل تمخض فولد فأرة". يقول المدير العام لمركز المعلومات السياسية أليكسي موخين في تصريح للصحيفة أن "هناك شعورا يترسخ بأن الشركاء الأوروبيين لا يريدون تنفيذ التزاماتهم بشأن مراقبة إجراءات تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا. فبدلا من الضغط على القيادة الأوكرانية، التي لا تفكر بتنفيذ قرارات تسوية الأزمة، يندهش السيد ماكرون وتنأى ميركل بنفسها لكيلا تعقِّد علاقاتها أكثر مع الولايات المتحدة. وبالنتيجة خرجت كييف، المدعومة من جانب المشرفين الأمريكيين، عن إطار اللياقة. RT arabic.rt.com اليكسي موخين وفضلا عن ذلك، يبدو أنه لم تعد هناك حاجة إلى "رباعية نورماندي"، لأن أوروبا تريد الابتعاد عن مشكلة دونباس. و"الرباعية" خلافا لـ "اتفاقات مينسك" المتضمنة نقاطا محددة، تقتصر على الكلام فقط. أي أنها مضيعة للوقت. ومع ذلك، يجب عدم الانسحاب من الرباعية لسبب وحيد هو "كونها جسرا إضافيا قائما"، كما يقول موخين. ويضيف الخبير: "بالطبع ما دام الشركاء الأوروبيون لا يضغطون على كييف للحوار مع دونباس، فإن هذه الاتصالات لن تتمخض عن أي نتيجة. لكن الأوروبيين اتخذوا نهجا آخر، حيث يتعاطفون مع كييف ومنحوا مواطني أوكرانيا حق التنقل من دون تأشيرات. وبفضل ذلك، تشعر القيادة الأوكرانية بالإفلات من العقوبة، لذلك لا تفكر في تنفيذ أي اتفاق بهذا الشأن". أما رئيس كرسي الأمن الأوروبي في معهد أوروبا التابع للأكاديمية الروسية للعلوم دميتري دانيلوف، فيقول إن "رباعية نورماندي" دخلت في طريق مسدود، وليس هناك ما يشير إلى إمكان الخروج منه. لذلك، يستحيل استمرارها بهذه الصورة، ولكنها يمكن أن تستمر كمنصة للحوار السياسي فقط، وليس كمنصة لاتخاذ قرارات جدية وتوصيات. لذلك يجب أن نفهم ما الذي يمكن عمله لاحقا، وخاصة على ضوء تغير رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا واقتراب الانتخابات الألمانية، حيث قد تظهر فرصة لعمل اللجان المختصة المشكَّلة. ترجمة وإعداد: كامل توما
مشاركة :