التراجع الإسرائيلي في القدس يظهر نجاعة المقاومة الشعبية السلمية

  • 7/28/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في أحاديث منفصلة مع وكالة "الأناضول"، إن نتائج الجولة الأخيرة تشير إلى ضرورة إعادة الاعتبار إلى أسلوب "المقاومة الشعبية السلمية". وصباح أمس، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها أزالت في ساعات الليل "كافة التدابير الأمنية" التي تم وضعها على مداخل المسجد الأقصى منذ الرابع عشر من الشهر الجاري. وعلى مدار أسبوعين، تجمع الفلسطينيون "سلميا" أمام باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، للمطالبة بإزالة جميع الإجراءات الإسرائيلية على مداخل المسجد الأقصى. ويرى طلال عوكل الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" المحلية الصادرة من الضفة الغربية، أن التراجع الإسرائيلي أظهر أهمية الاحتجاجات السلمية، والنتائج التي يمكن أن تسفر عنها في حال حظيت بالإجماع الرسمي والشعبي والفصائلي. وقال لوكالة الأناضول: "احتجاجات أهالي القدس السلمية، والإجماع الشعبي والرسمي والفصائلي بضرورة إزالة كل البوابات والأعمدة الحديدية من حول مداخل المسجد الأقصى حقق هذه النتائج". لكنه رأى أيضا أن إسرائيل قد خضعت لضغوط أمريكية لإزالة إجراءاتها الأمنية. وقال في حديث مع وكالة "الأناضول": "لا أحد يجبر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن يتجرع هزيمة كهذه سوى الإدارة الأمريكية". بدوره، يرى مصطفى الصواف المحلل والكاتب السياسي في صحيفة "الرسالة" نصف الأسبوعية الصادرة من قطاع غزة، أن توحد المقدسيين وراء الاحتجاجات السلمية كان له الدور الأكبر في "هذا الانتصار". وأضاف متحدثا لوكالة "الأناضول": "وحدة المقدسيين وإصرارهم على تحدي الاحتلال ومواجهته هو السبب الأساسي في تراجع الاحتلال عن إجراءاته". واستدرك الصواف: "كما أن إسرائيل تخشى تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة القدس والضفة الغربية، لأن ذلك ينذر بانفجار واسع في المنطقة، وسيؤثر على مخططاتها". وأردف: "اشتعال الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة سيؤثر على كل المنظومة الإسرائيلية التي كان يخطط لها الاحتلال من تهويد للقدس، وبناء للهيكل المزعوم، وهدم المسجد الأقصى". وأشار الصواف إلى أن من أحد الأسباب أيضا أن إسرائيل كانت تخشى أن تمتد الانتفاضة الشعبية لتشمل ساحات إقليمية مجاورة لها. ويرى الصواف أن تراجع إسرائيل حاليا لا يعني "هزيمتها، وإنما ستبحث عن وسائل أخرى عديدة لتحقيق ما تريد". بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت جهاد حرب، إن "العقل والعمل الجماعي والسلمي في قضية القدس" أنتج "انتصارا وأرغم السلطات الإسرائيلية على الخضوع لإرادة الشعب الفلسطيني والمقدسيين". وأضاف لوكالة "الأناضول": "تراجع إسرائيل عن خطواتها في التضييق على المصلين وحصار المسجد الأقصى، وانتصار المقدسيين، يجب أن يعطي الاعتبار للمقاومة الشعبية السلمية". وتابع حرب: "المقدسيون كانوا يقاتلون بالصلاة، ونجحوا في ذلك، وهذا يمنح العمل السلمي مزيدا من الاعتبار في مواجهة الاحتلال". ويرى حرب أن ما حدث في القدس يعطي الفلسطينيين "درسا بعدم المراهنة على الجهات الخارجية، وتعزيز الترابط فيما بينهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي". وإثر هجوم أدى إلى مقتل 3 فلسطينيين وشرطيين إسرائيليين اثنين، أغلقت إسرائيل الأقصى في 14 من الشهر الجاري ومنعت الصلاة فيه للمرة الثانية منذ احتلالها مدينة القدس الشرقية عام 1967، ثم أعادت فتحه جزئيا بعد يومين، واشترطت على المصلين الدخول عبر بوابات فحص إلكتروني ركبتها، وهو ما قوبل برفض فلسطيني. وشرعت إسرائيل فجر الثلاثاء الماضي في إزالة البوابات الإلكترونية (الكاشفة عن المعادن) والكاميرات الذكية. وكانت المرجعيات الدينية في مدينة القدس قد وافقت على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، أمس، بعد رفع السلطات الإسرائيلية لكافة التدابير التي كانت قد وضعتها على مداخله. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :