«المعسر أحق بالصدقة من المتسول» | حسن ناصرالظاهري

  • 8/16/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كان خبر المتسولة التي جرى القبض عليها في الرياض، والتي ناشدت رجال الشرطة تركها لتجمع عشرة آلاف ريال حدثًا يبعث على الضحك والأسى في آن، إذ يبدو أنها قنوعة، ولا تتطلع إلى ما يتطلع إليه رفقاؤها وزملاء المهنة الذين أثبتت دراسات أجريت على هذه الظاهرة بأن دخل الفرد منهم يصل إلى (3000) ريال في اليوم الواحد خلال شهر رمضان. هذا العام لم يكن أحسن حالًا من الأعوام الماضية، إذ زادت أعداد المتسولين ووصلت إلى أرقام تبعث على الخوف وليس الإزعاج فقط، الأمر الذي يؤكد بأن خلفهم منظمات تقوم بتوزيعهم والإشراف عليهم في ظل السبات الذي تعيشه إدارة مكافحة التسول، ومما زاد في هذه المخاوف هي النتائج التي توصلت إليها بعض الدراسات الميدانية التي جاء فيها «بأن عدد المتسولين وصل إلى 300 ألف متسول، وأن حجم الإنفاق السنوي على أولئك بلغ أكثر من 900 مليون ريال».. وبعض قنصلياتنا في إفريقيا تصدر تأشيرات لأصحاب العاهات بسخاء؛ رغم أن الجميع يعلم أنهم قادمون من أجل التسول. الأرصفة وكذلك الشوارع الرئيسة ضاقت بالمتسولين لكثرتهم، والإشارات الضوئية تحولت إلى (مشاجب) مربوط بها مقتنياتهم وزادهم كما تظلل أطفالهم الرضع، صور شتى لأبدان بُترت أجزاء منها وشُوه البعض الآخر تستدر العطف، ولا يقبل أصحابها (الريال)، فالمردود المادي العالي يُشجّعهم على أن يظلّوا طوال السنة يمدّون (أكفهم) للمارين. أعرف أننا شعب عطوف وكريم، نضعف أمام تلك الصور، لكن واجبنا يملي علينا أن نحذو حذو (فاعل الخير) الذي ذكرت إحدى الصحف بأنه قام بإهداء الحرية لعدد من أعسروا وسُجنوا في قضايا الحق المالي بعد أن تبرع بـ(5ر1) مليون ريال، فأدخل السعادة والفرح إلى قلوب أهالي تلك الأسر، فمَنْ هم يا ترى أحق بالعطاء الخيري، المتسولون أم السجناء المعسرون؟!.. أسأل الله أن يغنينا جميعًا ويجنبنا ذل السؤال. halharby@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :