أين تكمن جذور ذلك الكفن..؟ - د.هيا عبد العزيز المنيع

  • 7/8/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بكل وضوح وبعد أن تناولتها وسائل الإعلام بنقد لاذع ومستنكر نفت لجنة اصدقاء المرضى بالرياض صلتها او معرفتها بعملية توزيع الاكفان التي اجتهد بعض الافراد بتوزيعها على المرضى في بعض مستشفياتنا.. أصدق نفيهم وايضا ارفض ذلك الاجتهاد الفردي.. وبعيدا عن حالة النفي والممارسة العملية لمفهوم العمل الخيري اجد ان كثيرا من الجمعيات واللجان الاهلية تخضع للاجتهاد الفردي وتخترق الكثير من تنظيم العمل.. البعض مازال يرى في اداء السلام الوطني بدعة ويرفض ان يفتتح به نشاطه وفعالياته الخيرية.. اشكالية الوضع ان الكثير من المؤسسات الاهلية وبعض الحكومية انها تخضع لرأي الفرد.. والشاهد على ذلك زيارة بعض منتسبي لجنة اصدقاء المرضى لبعض المنومين في المستشفيات واهداؤهم اكفانا والتباهي بذلك وتصويره.. فيما يستحب ومن منطلق انساني يرتكز على روح اسلامية بث روح الامل فيهم وتعزيز القوة والثقة بالله وقدرته على شفائهم.. ولكن للاسف ثقافة الموت تسيطر على اجتهاد بعضنا بشكل بات مخزيا ومؤلما وكارثيا.. في سنوات سابقة ابدع الراحل غازي القصيبي حين اكد على وضع آية قرآنية كريمة في المستشفيات (واذا مرضت فهو يشفين) آية في سورة الشعراء من القرآن الكريم تكشف عن عمق الايمان بالله والثقة بسعة رحمته وقدرته على الشفاء ضمن جزيل نعمه التي لا تعد ولا تحصى. لا اريد ان أسأل عن رد فعل المسؤولين في تلك اللجنة.. ليس لانه لايهمني ويهم القارئ ولكن لثقتي انه لن يكون اكثر من توجيه ومناصحة.. وايضا لان الامر اكبر من ذلك انه يعكس عمق مشهد الاجتهاد الفردي ليس في طرح الاراء والمقترحات لتطوير العمل، ابدا بل الاجتهاد الفردي في اختراق منظومة العمل برؤية فردية تنطلق من بعد ايدلوجي اكثر منها رؤية مؤسسية بمعنى انهم لا يبتكرون برامج تطويرية لمؤسساتهم او تتسق مع رؤية ورسالة تلك المؤسسة بل هم فقط يدورون في فلكهم الكاره للحياة حيث تجدهم يخيفوننا من الضحك تارة في العزاء حيث ألم الوفاة والفقد تجدهم يغرسون رماحهم بالتخويف لا الترغيب.. في صالات الافراح تمتد أذرعتهم بالتحريم لكل اشكال الفرح في النشاط المدرسي لا يعرف الصغار الا أناشيد الموت والجهاد وعذاب القبر.. في الجامعة رماحهم اكثر طولا وتنوعا، ومحورهم لا يختلف لا للحياة نعم للموت.. ليس من المجدي أن نقف عند ذلك المشهد بل الاهم ان نبحث عن اسبابه ومن اين انطلقت فكرة تلك الهدية.. وهل هي تمثل اجتهادا فرديا لعدد قليل ومحصور فيمن قام به.. ام هي ثقافة منتشرة باتساع جغرافية البلاد..؟ بمعنى انها جزء من منظومة الفكر المهيمن على وجدان اغلبنا حيث تكريس ثقافة الموت والعقاب بشكل يصل لليأس من رحمة الله احيانا والعياذ بالله.. ليس مهماً أن نقف عند صورة الكفن هدية لمريض ولكن من الضروري ان نبحث عن جذور فكر تلك الهدية فربما نجدها في مدارسنا وجامعاتنا ومنابر مساجدنا. من منطلق انساني فانت تقدم للمريض هدية تنعش روحه وتزيد من امله في الشفاء ليس بالضرورة ان تكون باقة ورد او علبة حلوى ولكن من المهم ان تحمل في مضامينها روح الامل والثقة بالله في الشفاء.

مشاركة :