موسكو، واشنطن (وكالات) أمهلت روسيا الولايات المتحدة أمس فترة تزيد قليلا عن الشهر لرحيل بعض دبلوماسييها وقالت إنها ستضع يدها على عقارات دبلوماسية أميركية، رداً على عقوبات مقترحة وصفتها بأنها غير مشروعة. وورد الرد الروسي في بيان من وزارة الخارجية، وجاء بعد يوم من موافقة مجلس الشيوخ الأميركي على فرض عقوبات جديدة على موسكو، مما يضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في موقف صعب يستلزم منه الاختيار بين اتخاذ خط متشدد إزاء موسكو أو استخدام حق النقض لمنع التشريع وإغضاب حزبه الجمهوري. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال أمس الأول إن بلاده تلتزم حتى الآن بضبط النفس لكنه حذر من أنه سيتعين عليها الرد على الممارسات الأميركية التي وصفها بأنها فظة وتتخطى الحدود المعقولة. وتدهورت العلاقات بين البلدين، والتي كانت بالفعل في أسوأ مراحلها منذ ما بعد الحرب الباردة، بعد أن اتهمت المخابرات الأميركية روسيا بمحاولة التدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، وهو أمر تنفيه موسكو تماماً. وأمس أمهلت موسكو الولايات المتحدة حتى الأول من سبتمبر لخفض فريقها الدبلوماسي إلى 455 موظفاً، وهو نفس عدد الدبلوماسيين الروس الذين قالت إنهم بقوا في الولايات المتحدة بعد أن طردت واشنطن 35 روسياً في ديسمبر. وأضافت الخارجية في بيانها أن قرار الكونجرس فرض عقوبات جديدة يؤكد «تعديات الولايات المتحدة البالغة في الشؤون الدولية». وقالت الوزارة إن شعور الولايات المتحدة بالتفرد يدفعها لأن تتجاهل «بغطرسة أوضاع الدول الأخرى ومصالحها». وتابعت «تحت ذريعة التدخل الروسي في شؤونها الداخلية، والمختلقة تماماً، تواصل الولايات المتحدة بقوة ممارساتها الفظة المعادية لروسيا، الواحدة تلو الأخرى. وكل هذا يتعارض مع مبادئ القانون الدولي». وصرح مسؤول بالسفارة الأميركية في موسكو، طلب عدم نشر اسمه بأن هناك نحو 1100 دبلوماسي بالبعثات الأميركية في روسيا بمن فيهم المواطنون الروس. وقالت الخارجية الروسية إنها ستضع أيضاً يدها على مجمع في موسكو يستخدمه الدبلوماسيون الأميركيون في العطلات، وذلك اعتباراً من الأول من أغسطس وعلى مستودع دبلوماسي أميركي في موسكو. ونسبت وكالة إنترفاكس إلى مصدر قوله إن الولايات المتحدة ستضطر لسحب مئات من موظفي سفارتها في روسيا. وقال «لا نتحدث عن عشرات بل مئات الدبلوماسيين والموظفين الفنيين الذين يعملون في بعثات واشنطن في روسيا». وحذرت ألمانيا أمس أنها لن تقبل أن تطال العقوبات الأميركية الجديدة أي شركات أوروبية. وأكد وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريال على أهمية ممارسة ضغوط اقتصادية على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا، لكنه شدد على أن ألمانيا «لن تقبل تحت أي ظرف تطبيقاً خارج الحدود لهذه العقوبات يطال شركات أوروبية».
مشاركة :