مرفوض في أعمالنا مسموح في أعمالهم

  • 7/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مارلين سلومأجمل مسلسل، هو ذاك الذي تعيشه بمشاعرك، يحكي عنك دون استئذانك، تجد نفسك وأهلك وأصدقاءك ومجتمعك في كل صوره وشخصياته وحواراته.أجمل مسلسل تشاهده، هو الذي يقول ما يجول في خاطرك، ويخطف بعضاً من أحلامك وخيالك، ويضيف رشة من الفن الجميل لتصبح المشاهد مرّة وحلوة في آن.نختلف في اختياراتنا للأعـمال التلفزيونية، لكننا نتفق بشكل تلقائي حول المتميز منها، لأنه يفرض نفسه ويتقدم إلى الصدارة. ومن الأعمال التي شاهدناها مؤخراً، الكثير مما أحببناه، والذي عبر عن الحياة اليوم، خصوصاً تلك التي كتبها المؤلفون بلسان بيئتهم وأهلهم. ورغم اعتراض البعض على الألفاظ الجارحة وبعض العنف والخيانة والتحرش.. إلاّ أن التمييز بين المقبول منها الملامس للحقيقة الحية في كثير من مجتمعاتنا، وبين الفجّ المبالغ فيه المبتذل، ضروري.خيط يفصل بين الابتذال والفجاجة من جهة، وبين قول الحقيقة ونقل الواقع إلى الشاشة وإلى مسامع الناس من جهة أخرى. هناك من الألفاظ ما يعبر عن الغضب والكره لكنه لا يكون منفّراً جارحاً، وهناك ما يقدم العنف دون أن ينصره أو يجعل منه بطلاً مقبولاً في حياتنا. هناك من ينزل إلى الشارع لينقل صوراً حقيقية عن أكثر المناطق شعبية دون أن يشوّه المجتمع، ودون أن يجعل من الشاشة لعنة تحلّ على كل بيت، تنقل إليه التشاؤم والبؤس واليأس والإحباط.نريد من الفن أن يكون مثالياً نموذجياً، بينما الحياة ليست كذلك، ولا نعيش في المدن الفاضلة. ونريد من الفن أن يكون عفيفاً نقياً من كل الشوائب، بينما نتقبل ما يأتينا من الغرب مهما كان ملوثاً.مرفوضة الشتائم في المسلسلات العربية، لكنها مسموحة في المسلسلات والأفلام الأجنبية دون «توت» ولا يطولها مقص رقيب. منبوذة وملعونة في أعمالنا ونطالب بملاحقة كاتبها ومن يزجها في أي ورق درامي، لكنها تتسلل إلى صغارنا وشبابنا وكبارنا عبر الأعمال الأجنبية المحببة واللطيفة والجميلة فتترسخ في الأذهان ويرددونها كما وردت بنفس اللكنة واللفظ. نعترض عليها في أي أغنية عربية لأنها عنوان «للإسفاف»، بينما الأغاني الغربية الحديثة مليئة بالكلام الإباحي الصريح والشتائم، مع أن ظاهرها شبابي حيوي غير صاخب أو عنيف بالضرورة.لا نحب الكلمات الجارحة في أي عمل فني، نقف للمؤلفين بالمرصاد، ولكننا نغض الطرف عما يأتينا من الرياح الغربية، لأننا لا نملك سوى القبول به، والاكتفاء بقص المشاهد الإباحية والاعتراض على التجاوزات السياسية. يهمنا طبعاً أن نحافظ على صورتنا وأخلاقنا، ونطلب تهذيب العمل الفني ليهذب أخلاق الناس ويسهم في لعب دور إيجابي في مجتمعاتنا والارتقاء بالذوق العام، لكن المبالغة في رصد عيوب ما تنتجه الدراما العربية، يجعلنا نعيش الازدواجية الفنية بامتياز، وكأننا بشخصيتين ووجهين، أحدهما منفتح جداً والآخر يسعى إلى الانغلاق وإغفال الواقع وتلميع الصورة إلى أقصى حد. marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :