قال الأستاذ جابر بن ناصر المري، مدير تحرير «العرب» إن أفضل منبر لحل الأزمة الخليجية هو الأمم المتحدة، ولا سيما أن الدول الكبرى، ومن بينها الولايات المتحدة، تدرك أهمية منطقة الخليج، بوصفها المصدر الرئيسي للطاقة في العالم، وأضاف: إن استقرار هذه المنطقة يأخذ أهمية قصوى عند المجتمع الدولي، الذي يحاول الضغط على دول الحصار، حتى تقبل بالحوار والتفاوض لإنهاء الأزمة.وأوضح المري لبرنامج «الحقيقة» بتلفزيون قطر، مساء أمس، أن الخطاب الإعلامي لدول الحصار يركز دائماً على كل ما تميزت به قطر، وأن حديثهم عن وجود خلاف سياسي مردود عليه، فالواضح من الخطاب السياسي الإعلامي لدول الحصار أنها تستهدف قطر الكيان، بكامل مكوناته، ولا يحصر الهجوم على نقاط محددة. وأضاف أن الخطاب الإعلامي لـ «أبوظبي» كمثال، يستهدف قطر بصورة ممنهجة، مشيراً إلى أن هذا الخطاب يقوم على محورين، داخلي وخارجي، مستدلاً بأن الخطاب الذي تقوله للخارج، مثل رغبتها في تحويل المنطقة إلى منطقة علمانية في ظرف السنوات القادمة، لا تستطيع أن تقوله في الداخل، وخصوصاً في السعودية. وأوضح المري أن جعل الخطاب الإعلامي علمانياً في المنطقة غير مقبول، لافتاً إلى أن الخطاب الإعلامي الداخلي يهدف إلى استهداف مكتسبات قطر التي أهلتها لمكانة متقدمة وسط الشعوب العربية. وأكد مدير التحرير أن سياسة «أبوظبي» للهجوم على قطر قديمة، مرجحاً استدعاء التاريخ من قبل الإماراتيين وإسقاطه على الحاضر، وأوضح أنه أدرك بحدسه عقب انتهاء أزمة سحب السفراء، أن الأمر لن يقف عند هذا الحد، ولا سيما أن قطر كسبت الجولة، ولم تحقق الإمارات أي انتصار يذكر، ما جعلها ترتب لجولة قادمة، واستدل على ذلك بالاعترافات التي انتزعت من الدكتور محمود الجيدة منذ سنوات، وبثت في الأيام السابقة، والتي كانت عبارة عن جزء من التحضير للعدوان الحالي، وأضاف: موقف أبوظبي قديم ومعروف، ولكن الجديد هو موقف السعودية، التي دخلت المواجهة وبشكل علني، بينما كانت تصدر أبوظبي في أوقات سابقة، حفاظاً على ما تبقى لها من قيمة سياسية وتاريخية وعاطفية عند الشعوب. وأعرب مدير التحرير عن أسفه لارتهان القرار السياسي السعودي لدى أبوظبي، ما تسبب في إسقاط السعودية من عقول وقلوب الناس. وعدّ المري الاتهامات التي وجهت لقطر -التي خاضت المعركة المصيرية مع عاصفة الحزم بقوات النخبة القطرية، والتي أبلت بلاء كبيراً بشهادة المقاتلين في الميدان- بتسريب الإحداثيات للأعداء أمراً مقززاً، لأن مثل هذا الكلام لم يصدر حتى من قبل الأعداء الحقيقيين. وأكد المري أن الاختلاف الأساسي بين قطر وأبوظبي هو أن الأخيرة لا تملك مشروعاً سياسياً، لذلك فإن تحالفاتها دائماً مؤقتة من أجل إنجاز أشياء محددة تقع في دائرة التخريب، موضحاً أن أبوظبي تتحرك من منطقة إلى أخرى بسرعة، فمن مصر إلى ليبيا، ومن ليبيا إلى اليمن، دون إنجاز أي مشروع على أرض الواقع، ويتجلى هذا في المشروعات التي وعدت بها مصر، والتي لم تقبض منها الأخيرة شيئاً.;
مشاركة :