أكد مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي أن المملكة تدين بلا تحفُّظ جميع الأعمال الإرهابية، أيًّا كان مبررها أو ضحاياها، وتدين كل الدول والجماعات والأفراد التي تمارس الإرهاب أو تتغاضى عنه أو تساعد على تمويله، موضحًا أن جهود المملكة المضاعفة في الحرب ضد الإرهاب لم تقتصر على الجوانب الأمنية، بل تجاوزتها لمجابهة الفكر المتطرف العنيف. وقال مندوب المملكة، في كلمته أمس الجمعة، أمام الجمعية العامة خلال تقرير الأمين العام حول استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب: “أود أن أشكركم على عقد هذا الاجتماع، وأشكر الأمين العام، على اهتمامه الحثيث بتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة منذ توليه مهامه كأمين عام، ومساهمته في مساعدة الدول الأعضاء في تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب من خلال ركائزها الأربعة بطريقة متوازنة وشاملة، وكذلك مشاركة الدول الأعضاء في مشاورات مستمرة كانت نتائجها تأسيس مكتب مكافحة الإرهاب”. وأضاف بهذه المناسبة: “أود أن أرحب بالسفير فلادمير فورنكوف رئيس مكتب مكافحة الإرهاب”، متمنيًا له التوفيق في مهام عمله الجديد ساعيًا إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية في الأمم المتحدة وشركائها العاملين في جميع أنشطة مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى السعي لتطوير الأعمال التي أنجزها مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومراعاة إعطاء الأولوية لجهود بناء القدرات وزيادة عدد الشركاء المانحين بالمركز. وأوضح السفير المعلمي أن تنظيم أنشطة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة وتوحيد الجهود، يحظى باهتمام مشترك، مشيرًا إلى أن هذا ينبغي أن ينعكس إيجابًا على منظومة الأمم المتحدة والشركاء الذين تسعى الأمم المتحدة إلى التعاون معهم في هذا المجال. وأضاف أن مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب جهودًا حثيثة ومتواصلة من خلال العمل الجماعي والتنسيق والتعاون بين الدول والمراكز المختصة في سبيل مكافحة الإرهاب وتداعياته، ووضع برامج ومشاريع مدروسة لتنفيذها في إطار الأهداف المشتركة والركائز الأربع للاستراتيجية العالمية؛ ما سيحقق كثيرًا من النجاحات لمعالجة العديد من التحديات الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وأبان أن المملكة العربية السعودية تدين بلا تحفظ جميع الأعمال الإرهابية، أيًّا كان مبررها أو ضحاياها، وتدين كل الدول والجماعات والأفراد التي تمارس الإرهاب أو تتغاضى عنه أو تساعد على تمويله. “وإننا نؤمن بأنه ليس هناك مبرر للأعمال الإرهابية أو مسوغ”. وأكد مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة أن “الحرب ضد الإرهاب طويلة الأمد، وأنها لا تقتصر أبدًا على الوسائل الأمنية، بل إن جانبها الفكري هو أمر هام ومفصلي إذا أردنا نجاح جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه. ومن هذا المنطلق فإن المملكة العربية السعودية بذلت جهودًا مضاعفة لم تقتصر على الجوانب الأمنية، بل تجاوزتها لمجابهة الفكر المتطرف العنيف، ومن ذلك إنشاء مركز (اعتدال) وما سبقته من جهور نالت الاستحسان العالمي، وكانت قدوة ومبادرة خلاقة في سبيل إعادة تأهيل المتطرفين ومنع التطرف من خلال مراكز المناصحة. وفِي قلب هذه الجهود، ضرورة العمل على معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب، وأهمها الاحتلال والتهميش والإقصاء ونشر الفكر الطائفي، وهي أمور تستوجب العمل الدولي المشترك والتنسيق وتضافر الجهود للوصول إلى أفضل النتائج المرجوة”.
مشاركة :