انتخابات محلية بشمال سوريا ترسم ملامح اقليم كردي مستقل

  • 7/30/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - قال مسؤول كردي السبت إن الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال سوريا ستجري انتخابات للمجالس المحلية ومجلس لإدارة الإقليم كله في ما يبدو أنه تحرك لدعم حكمها الذاتي للمنطقة. وتسيطر جماعات كردية وجماعات متحالفة معها على مساحات من الأراضي في شمال سوريا في مناطق خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة وهي تحالف لفصائل مسلحة تقوده وحدات حماية الشعب الكردية. لكن الحكم الذاتي للأكراد يثير قلق تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية وذراعها السياسي المتمثل في حزب الاتحاد الديمقراطي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا ضد أنقرة منذ ثلاثة عقود. وقال المسؤول عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي إن الانتخابات ستجرى في أواخر الصيف لاختيار هيئات تدير المجالس المحلية ثم في نوفمبر/تشرين الثاني لاختيار الهيئات التي تدير مناطق أوسع ثم في يناير/كانون الثاني لانتخاب أعضاء المجلس الذي يدير الإقليم بكامله. ووافق مجلس أُنشأ في ديسمبر/كانون الأول 2016 بهدف تشكيل مؤسسات الحكم والتحضير للانتخابات على مواعيد وقواعد إجراء الانتخابات. ومنذ بدء الحرب الأهلية أقامت الجماعات الكردية المسيطرة في شمال سوريا مناطق تتمتع بحكم ذاتي، لكنها قالت إنها لا تسعى للاستقلال عن دمشق. وتسامح الرئيس السوري بشار الأسد مع السيطرة الكردية على مناطق في شمال سوريا لكنه يقول إنه يعارض نظام الحكم الاتحادي اللا مركزي الذي يؤيده الأكراد واصفا تلك المجالس المحلية بأنها "هياكل مؤقتة". ومن المتوقع أن تثير الخطوة غضب تركيا التي سبق لها أن هددت بشن هجمات على مناطق يسيطر عليها أكراد سوريا. وتوعدت أنقرة باتخاذ خطوات أحادية الجانب في حال وجود أي خطر يتهدد أمنها القومي، وسط قلق متنامي من التمدد الجغرافي للأكراد المدعومين من الولايات المتحدة. وتخشى تركيا من قيام كيان كردي مستقل على حدودها ما يحفز النزعة الانفصالية لدى أكرادها في شرق البلاد. وأصبح وضع أكراد سوريا خلال الحرب الأهلية الدموية مختلفا تماما عما كان عليه قبل نحو ست سنوات، حيث باتوا أكثر قوة وتنظيما وتسليحا. كما أتاحت لهم الحرب رسم الملامح السياسية لكيان كردي شبه مستقل. وساعد الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية ضمن جهود التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية، على تمدد أكراد سوريا إلى ابعد ما كانوا يطمحون له. وحاولت الولايات المتحدة مرارا طمأنة الحليف التركي بأن اعلنت أنها ستستعيد ترسانة الاسلحة التي دعمت بها الأكراد بعد هزيمة الدولة الاسلامية. لكن أنقرة شككت في قدرة واشنطن على الوفاء بوعدها في ظل مؤشرات على الأرض تشير إلى أن الوحدات الكردية ماضية في مخطط الانفصال أو على أقل تقدير في تعزيز وتثبيت مناطق حكمها الذاتي.

مشاركة :