لندن - العربية.نت - بعد قرابة أربعة أشهر من جريمة السطو «المذهلة» كشفت الشرطة الألمانية الغطاء عن اعتقالها أعضاء مافيا لبنانية، إثر انكشاف أنهم من سطوا على قطعة النقد الذهبية التي اختفت من متحف ألماني في برلين، وهي بحجم إطار سيارة، ويبلغ وزنها 100 كيلوغرام وقيمتها 4 ملايين دولار تقريبا، وكانت الشرطة، في 12 الجاري، دهمت منزلا يقيم فيه اللصوص، وألقت القبض عليهم في عملية خاطفة.القطعة التي اختفت فجر 26 مارس الماضي من متحف Bodo الواقع في «جزيرة المتاحف» مقابل منزل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، مذكورة في كتاب «غينيس» للأرقام القياسية، كتذكارية تحمل صورة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، وأصدرها في 2007 المصنع الملكي الكندي لسك العملة بسمك 3 سنتيمترات وقطر 53 سنتيمترا، من ذهب نقاؤه 99.999 في المئة، ولا يوجد إلا 5 قطع منها، اشتراها مقتنون للعملات النادرة، كالمتحف الذي اقتناها في 2010 وأصبحت بين الأكثر أهمية لديه.القطعة النقدية، التي سماها مصمموها وصانعوها Big Maple Leaf لأنها تحمل في وجهها الآخر صورة لورقة من شجرة «القيقب» كبيرة، مع حفر لقيمتها النقدية، وهي مليون دولار كندي، كانت معروضة داخل صندوق زجاجي مقاوم للرصاص في المتحف الشهير باحتوائه على 500 ألف قطعة نقدية نادرة، منها 100 ألف من العصر اليوناني القديم وأكثر من 50 ألفا من العصر الروماني.وبثت الشرطة شريط فيديو، يتضمن فكرة وسيناريو حقيقياً لكيفية حدوث الجريمة، بالاستناد إلى ما التقطته كاميرات المراقبة، وتحقيقات مكثفة للشرطة، حيث يتبين أن السرقة كان بطلها 3 أشخاص، مع آخر عامل بالمتحف نفسه، وغير معروف حتى الآن، وهو «رجل الداخل» كما يسمونه، أو العنصر الذي زود السارقين بمعلومات وتسهيلات «لوجستية» أمنت نجاح سرقتهم بطريقة بدت وكأنها من أفلام هوليوود.ويظهر في الفيديو أحد السارقين مقيّدا يقتاده رجال الشرطة. كما يظهر مبنى المتحف والسلَّم الذي استخدمه الغانمون للقطعة النقدية للصعود إلى سطحه، والعبور منه نزولا بالحبال إلى حيث كانت «ورقة القيقب الكبيرة» في صندوق زجاجي تم تحطيمه بمطرقة. كما تظهر مشاهد التقطتها كاميرات مراقبة للثلاثة، وهم يخرجون من محطة مترو في طريقهم إلى المتحف وعلى رؤوسهم ووجوههم ما يخفي ملامحهم.والمعتقلون هم 4 أفراد من عائلة واحدة، أعمارهم تتراوح بين 18 و 20 سنة، غير أن الشرطة لم تذكر أسماءهم التي بحثت عنها «العربية.نت» بقراءتها لترجمات عدد من وسائل الإعلام الألمانية أتت على خبرهم، ومنها صحيفة Bild التي ذكرت الاسمين الأولين لاثنين منهم، لكن الشرطة ذكرت أنها اعتقلتهم في 12 يوليو الجاري أثناء دهم منزلهم في منطقة Neukoelln الشعبية ببرلين، من دون ذكر منها ذلك اليوم لجنسية بعضهم اللبنانية، والتي لم تعلن عنها إلا الخميس الماضي فقط، ووردت في خبر عن السرقة والمعتقلين نشرته صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية أول من أمس.في بيت المتهمين عثرت الشرطة على ما تحتاج إليه لإدانة من اعتقلتهم، وأهمها عدة السرقة، وقالت إنها أفرجت فيما بعد عن أحدهم، عمره 19عاماً، واتضح أنه بريء من المشاركة مع الآخرين، لكنها استمرت تشمله بتحقيقها وهو طليق، فيما أبقت على الثلاثة محتجزين، في وقت استمر التركيز على «رجل الداخل» الذي لولاه لما نجح السارقون في خطتهم.متحدث باسم الشرطة الألمانية ذكر أن اللصوص عبروا إلى المتحف من نافذة على سطحه مطلة على خط للسكك الحديد ثبتوا عنده سلما صعدوا به إلى السطح، مشيراً إلى أنه من غير المعروف بعد كيف تمكن السارقون من نقل القطعة النقدية التي يعتقدون أنه تم صهرها وتذويبها. أما نقلها من المتحف فربما تم باستخدام عربة صغيرة إلى حيث كانت سيارة بانتظارهم.وكشفت صحيفة Bild أن العصابة هم أفراد عائلة لبنانية اسمها يبدأ بحرف R موضحةً أن السارقين الثلاثة مباشرة للقطعة النقدية هم وسام (ر) البالغ 20 سنة، وشقيق له اسمه الأول Abdul أصغر سنا منه بعامين. أما الثالث الذي لم تذكر اسمه، فعمره 19 وكان «هو الوسيط»، في إشارة ربما إلى أنه كان حلقة وصل بين «رجل الداخل» وشقيقيه، والذي زود الجميع بتفاصيل ومعلومات عن المتحف وقطعته الذهبية ساعدتهم على الخروج منه بما يسيل له لعاب اللصوص.
مشاركة :