دار نشر جديدة تصدر ثلاث سلاسل مكتوبة بخط اليد

  • 7/30/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:‏‏ محمد البرعي في عالم التحف والمقتنيات تتزايد قيمة التحفة المصنوعة يدوياً لأنها تحمل لمسات الفنان الذي صنعها وفي أحيان كثيرة يصل سعرها إلى أرقام فلكية، نظراً لقيمتها الفنية ولكونها النسخة الوحيدة لصانعها. الجديد الذي قدمه الفنان والروائي ماهر شريف هو إدخال فنون جديدة على صناعه الكتاب بحيث يتم تنفيذه من الألف إلى الياء بشكل يدوي، حتى أنه أسس داراً للنشر وأطلق عليها «يدوية». «الخليج» أجرت هذا الحوار مع ماهر شريف. * ماذا عن الكتاب اليدوي؟ الكتاب اليدوي هو إصدارات تتم صناعتها بشكل كامل يدوياً بعيداً عن أي شكل من أشكال الطباعة الآلية الحديثة من بداية كتابة النص ثم تلوينه وتغليفه وتقفيله بأسلوب الخياطة اليدوي. * كيف بدأت الفكرة؟ الفكرة بدأت في عام 1996 عندما كنت ألقي القصص التي أكتبها في ندوة أصيل الأدبية بالإسكندرية، وكنت أكتبها بخط يدي وأرسمها كذلك، وأعجب ذلك بعض الأصدقاء فطلبوا مني أن أكتب لهم أعمالهم بنفس الشكل، وبالفعل بدأ الأمر بأن كتبت أحد النصوص للصديقة الشاعرة شهدان الغرباوي، وكان هذا هو أول إصدارات «يدوية» ووقتها كنت أكتبها كلها يدوياً، وكنت أكتب عدداً محدوداً جداً من الكراسات لا يتخطى الخمس نسخ. * هل الفكرة من ابتكارك أم سبق تنفيذها من قبل؟ في مصر كانت فكرتي هي الأولى بهذا الشكل، أما في سبعينات القرن العشرين فقد كانت هناك مجلات الماستر، وفي بعض الأحيان كانت تتم كتابة النص الأصلي للمجلة بخط اليد، لكن كان هذا في أغلب الأحيان من باب فقر ذات اليد، وعموماً في كل الأحوال كانت تتم طباعة المجلة الماستر في المطبعة، أمّا أن تتم كتابة المطبوعة، ويتم تقفيلها كاملة بشكل يدوي ففي اعتقادي أنني كنت البادئ بذلك، وفيما بعد تم عمل مطبوعة بنفس الشكل سميت (نكش فراخ)، وكانت تصدر من القاهرة لكنها لم تستمر. * ما الفارق بين كتب التراث المكتوبة بخط اليد وبين مشروع «يدوية»؟ الفارق في الزمن والأسلوب والكيفية، ففي سلاسل «يدوية» لا أستنسخ نصوصاً قديمة أو مكتوبة مسبقاً بغرض الحفاظ عليها، وإنما أصدر نصوصاً حديثة بتصميمات عصرية ملائمة لفكرة «يدوية»، وإن كنت أفكر في إنتاج مشابه للمخطوطات القديمة لكن الفكرة لم تتبلور بشكلها النهائي، والتشابه الوحيد بين المخطوطات القديمة و«يدوية» في الكتابة اليدوية فقط. * ما المدة التي يستغرقها إصدار كتاب يدوي وما خطوات التنفيذ؟ المعدل العادي للتنفيذ يستغرق شهراً أو أقل لكن الفكرة والتصميم يستغرقان وقتاً أكثر من ذلك بكثير وفي السنوات الأخيرة فإنني أصدر من كتابين إلى ثلاثة كتب في السنة، أما خطوات التنفيذ فهي تبدأ من فكرة التصميم ووضع تصور مبدئي كامل للكتاب، فأنا أكتب الكراس يدوياً والخطأ يتطلب إصلاحه جهداً كبيراً والخطوة التالية للتصميم والبروفة هي كتابة النص بخط يدي ثم تكون هناك نسخة للتصحيح اللغوي، وبعد مراجعة نسخة التصحيح أبدأ في تصوير النسخة بعدد النسخ المطلوبة، وبعد ذلك تأتي خطوة تلوين الصفحات أو إضافة الصور عليها، وهذا يتم ورقة ورقة وبالطبع أراعي في التصميم ترك فراغات للمساحات التي سيتم تلوينها والصور المراد إضافتها ويتم ذلك بطريقه الكولاج، وهذه المرحلة هي التي تضفي الطابع اليدوي على الكراس، فأنا أضيف لمستي اليدوية على كل صفحة وبداية من هذه المرحلة أحياناً أستعين بأصدقاء للمساعدة في التلوين، وبعد هذه المرحلة يتم تجميع صفحات كل كراس وإضافة الغلاف لها، وهي المرحلة الأصعب لأنني أقوم برسمها كلها بشكل يدوى، وهي التي تستغرق معظم وقت التنفيذ، وبعد تجميع صفحات كل كراس يكون الكتاب جاهزاً على التقفيل، والذي يبدأ بالخياطة اليدوية، وهي الطريقة الأقدم والأفضل. وأخيرا تأتي المرحلة الأخيرة في التقفيل، وهي تهذيب حواف الكتاب بقصها بمقص تقطيع يدوي، وبعدها يكون الكتاب جاهزاً للطرح. * ما مدى إقبال القراء على اقتناء كتاب مكتوب بخط اليد؟ الكراس اليدوي عمل ذي شقين الأول أدبي خاص بالنص، وفي هذا الأمر أنا لدي سلسلتان في «يدوية»، الأولى هي السلسلة الأدبية والثانية للأعمال الخاصة، وهي تصدر بمناسبات معينة مثل الورش والحلقات النقاشية، وهي توجه بالأساس إلى جمهور الفعاليات، أما السلسلة الأولى فهي متخصصة في الأعمال الأدبية المتنوعة، والتي أحرص فيها على حد أدنى من الجودة الأدبية في قيمة المحتوى.. أما الشق الآخر والمهم في «يدوية» فهو الشق الفني فبما أنني أنتج أعداداً محدودة من الكراسات اليدوية فإن توزيع الكراسات غالباً ما يكون جيداً وأجد إقبالاً على اقتناء الكراسات، وأيضاً على المشاركة في الكتابة في السلسلة من أدباء مهمين ومؤخراً بدأت في سلسلة ثالثة خاصة بالمترجمات والبداية كانت بنص (الأصوات الأولى) للكاتب (إدواردو جاليانو) وهو من ترجمة المترجم (أحمد حسان). لماذا الكتاب اليدوي؟ «يدوية» ليست دار نشر بالمعنى المتعارف عليه، بل هي نافذة مغايرة على فنون الكتاب المهجورة، ولذلك ففي البداية لابد أن يكون لدى الراغب في المشاركة في «يدوية» سبب قوي، لذلك لأن تكلفة الإصدار أعلى مما لو أصدر مطبوعته في دار نشر فلا بد أن يكون لديه سبب آخر غير النشر، وهذا هو الأساس الأهم عندي للمشاركة، بعد ذلك أقرأ العمل ومعياري هنا ليس الأفضل، ولكن الأنسب وفي هذا الأمر أعتمد على ذائقتي الشخصية، وفي أحيان قليلة أستعين برأي أحد الأصدقاء الذين أثق في رأيهم، ثم تأتي بعد ذلك بعض المعايير الشكلية مثل حجم العمل المناسب لكراسة لا يتعدى عدد صفحاتها في أغلب الأحوال أربعين صفحة، وفي النهاية كل ما سبق ليس شروطاً لقبول العمل، فالمسألة في ذلك مرنة تماماً.

مشاركة :