«النمل».. هل الإنسان فريدٌ في هذا الكون؟

  • 7/30/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمدو لحبيب صاغ الروائي الفرنسي برنار فيربير روايته «النمل» بطريقة زاخرة بالحكمة وبالتأمل، فغدت في المحصلة عنواناً لفلسفة تطرح بشكل مباشر التساؤل التالي: هل يشعر الإنسان حقا بأنه فريد في هذا الكون، وبأن كل ما سواه حقير وتافه ولا يعدّ ولا يذكر؟يمهدّ برنار فيربير لقارئه الدخول في أحد عوالم المخلوقات المحيطة به حين يتحدث عن النمل قائلاً بطريقة تقارب الحياة بمجملها وتنوعاتها: «كيف يمكن أن تجتاز نملة شارعاً عريضاً مزدحماً بالسيارات؟ وأين هي من الإنسان؟ وماذا لو كان الإنسان بحجم نملة؟»، ثم يخلص من خلال روايته التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة، وبيع منها مليونا نسخة إلى الحديث عن قوة الطبيعة وثرائها بالاختلافات والتناقضات التي تحتويها: «الطبيعة تستمد قوتها من التنوع، وتحتاج إلى الطيبين والخبثاء، والمجانين واليائسين، والرياضيين والمرضى، والمحدودبين والمشوّهين، والمبتهجين والحزانى، والأذكياء والأغبياء، والأنانيين والكرام، والصغار والكبار، والسود والصفر والحمر».ولعل تلك الحكمة التي تضج بها الرواية، هي ما جعلتها تحظى بكل ذلك الإقبال عليها، وتحظى بالتالي بمراجعات عديدة على المواقع، وتكتسب آراء تشيد بها، وبكم المعلومات التي تجعل قارئها يدرك عظمة الكون مقارنة بوجود الإنسان فيه، وعلى سبيل المثال كتب عنها أحد القراء قائلاً: «من أجمل وأنفع ما قرأت، أسلوب وترجمة جدُّ رائعة»، وأضاف القارئ متلمساً تلك الفلسفة التي تؤسس لها الرواية في إطار علاقة الإنسان بالمحافظة على توازن الحياة من حوله: «في النهاية توصلت لأمر هو أننا نحن البشر لدينا نزعة للتدمير، أو أننا سبب في تدمير كل الأحياء أو الجمادات، وحين لا نجد ما ندمره سندمر أنفسنا إلا إذا نجحنا في تحويل هذه النزعة الشريرة لخير نافع لنا أجمعين».قارئ آخر يتحدث عن أن الرواية هي أكثر من مجرد خيال علمي، يحاول لفت الانتباه لمخلوقات ضئيلة تسعى في عالمها الخاص الكائن بجانبنا، وتحت أقدامنا دون أن نحس به أو نلحظه إلا نادراً، فيقول: «كانت أول تجربة لي في قراءة روايات الخيال العلمي، لكنني لاحظت أن الرواية تمضي بنا في رحلة للتعرف إلى عالم النمل ومدى التقارب الفعلي بين حياة المجتمع النملي، وبين حياة المجتمع البشري».ويضيف ذات القارئ مبيناً كمّ المعلومات المدهشة والمغيرة لكثير من الأفكار التي تتيحها الرواية: «تعرفت من خلال الرواية إلى عدة عوامل جعلت من النمل أحد أهم الكائنات التي استطاعت مقاومة الظروف القاسية التي تحكم الطبيعة أحياناً، وكيف تكيّف النمل معها، وانسجم مع الصراع المستمر من أجل البقاء، ضد الكائنات المشابهة له كالأرضة والدبابير والنحل، وخرجت بقناعة مضمونها أن عالم الحشرات عالم ذكي جداً، ويوازي في ذكائه عالم البشر ولكن بمعايير مختلفة».نفس التغير في النظرة إلى ذلك العالم الموازي الذي يجسد النمل أحد مكوناته، يشرحه قارئ آخر بقوله: «تأكد عزيزي القارئ أن نظرتك لمحيطك ستختلف بعد قراءة هذه الرواية، التي ستأخذك إلى عالم الحشرات المليء بالمفاجآت، وستغوص بك في أعماق الأرض لتتعرف إلى ملكة النمل الصهباء، ثم لتحلق تارة على جناح ذبابة، وأخرى ستجد نفسك في شبكة عنكبوت، والأكيد أن الكثير من المعلومات المتناثرة في الرواية ستثبت لك أنك لست وحيداً ولا متفرداً في هذا الكوكب».

مشاركة :