توفي الطفل تشارلي جارد المصاب بمرض نادر والذي أثارت حالته ضجة عالمية بعد أن خاض أهله نزاعاً قضائياً، أمس الأول قبل أيام من بلوغ عامه الأول. وصرحت كوني ييتس والدة الطفل البالغ 11 شهراً بعد أن نزع عنه الأطباء أجهزة التنفس الاصطناعي التي كانت تبقيه على قيد الحياة «رحل طفلنا الصغير الرائع ونحن فخورون جداً بك يا تشارلي». وتشارلي جارد المولود في الرابع من أغسطس 2016 كان مصاباً بمرض جيني نادر يتلف الأعصاب ويقضي على الخلايا المسؤولة عن إنتاج الطاقة وعن التنفس في الجسم فلا يقوى على التنفس إلا بواسطة أجهزة. وقرر الأطباء في مستشفى «جرايت أورموند ستريت» في لندن وقف التدخل الطبي عن الطفل استناداً إلى استحالة تحسّن وضعه الصحي وإلى المعاناة اليومية التي يعيشها سدى. لكن والديه سمعا عن علاج تجريبي في الولايات المتحدة فرفضا هذا القرار، وأطلقا حملة لجمع الأموال اللازمة لنقله إلى الولايات المتحدة، وهو ما عارضه الأطباء في المستشفى معتبرين أن لا طائل منه ولا مصلحة للطفل فيه، ولجأوا إلى القضاء لثني الوالدين عن رغبتهما. أصدرت محكمة لندن حكماً يؤيد موقف الأطباء، ثم أيّدته محكمة الاستئناف والمحكمة العليا، وأيضاً المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في السابع والعشرين من يونيو الماضي. لكن القضية انتقلت من أمام المحكمة إلى الرأي العام داخل بريطانيا وخارجها، وتلقى الوالدان مساندة من الصحف البريطانية ومتظاهرين غاضبين عبروا عن استيائهم من موقف الأطباء وأحكام القضاء أمام قصر باكينجهام. وكان مقرراً أن يصدر حكم جديد خلال الأسبوع الجاري، لكن والدي الطفل أعلنا الاثنين الماضي تخليهما عن القضية بسبب تدهور الوضع الصحي لتشارلي بحيث صارت أي محاولة علاجية متأخرة. وبعيد الإعلان عن وفاة تشارلي، أعرب كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عن أسفهما الشديد لهذا النبأ. وأوضح المستشفى من جهته أن الأطباء «فعلوا كل ما في وسعهم» لمراعاة حاجات الأهل، «رافضين المجازفة مع احتمال وفاة تشارلي بشكل مباغت، الأمر الذي كان لينعكس سلباً على كل الأشخاص المعنيين بهذه المسألة ويحرم والديه من لحظاتهما الأخيرة معه».
مشاركة :