بعد 36 عاماً: خواطر شاردة!

  • 7/30/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عدت من الولايات المتحدة الأمريكية في صيف 1981م منهياً ولله الحمد دراستي لدرجة الدكتوراه في تخصص الرياضيات، مبتعثاً من جامعة الملك عبد العزيز صاحبة الفضل الكبير على شخصي البسيط، مع أني لا أنسى كذلك فضل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ففيها تخرجت من مرحلة البكالوريوس، وفيها تعلّمت أبجديات الحرص الشديد على التعلم بهمة والمثابرة بجد والعزيمة على التفوق.نعم أكملت 36 عاماً (وزيادة عام بالهجري) أعلّم وأتعلّم، أعطي وآخذ، وأصيب وأخطئ. هكذا هي الحياة مسيرة تقصر أو تطول. بيد أن مسيرة الجامعة فيما أحسب هي أنقى وأوضح وأجمل.وأثناء المشوار الطويل يلاحظ المتأمل أشياء كثيرة (كلٌ من زاويته الخاصة)، وعبر نظارته الشخصية. ولأن من المستحيل استعراض الكثير في عجالة، فقد أحببت أن أذكر بخواطر قد يشاركني فيها عدد ممن عاصرت أو آخرون لحقوا بنا.أولا .. لابد من الإشادة بالنقلات النوعية التي شهدتها جامعاتنا السعودية في ميادين تطبيقات التقنية، ربما قيل إنها ثورة عالمية عارمة لم يتخلف عنها إلاّ القليل والنادر، لكن يُشكر لجامعاتنا أنها غالباً ما تبادر، المبادرات التقنية كانت واضحة في جامعتي جامعة المؤسس إذ كانت سبّاقة في معظمها، فلها حق الشكر وواجب التقدير.وكذلك حال الإنشاءات والمباني والتجهيزات والقاعات والبنى التحتية التي دعمتها ميزانيات سخية من الدولة، مما ساهم في تحقيق قفزات نوعية مشهودة في هذا الباب.لكن في المقابل لا بد من التوقف عند القضية الأهم أو الأخطر، إذ كل ما سبق كانت وسائل لبلوغ غاية أو هدف (المخرج الجيد). خريج الجامعة هو عنوانها، وهو الذي يرفعها أو يضعها. المستويات التعليمية لطلبتنا عموماً لم تشهد قفزات مماثلة، بل العكس عاشت تراجعات ملحوظة عاماً بعد عام، بالرغم من كل ما يُزعم من مؤشرات أو تقديرات أو أرقام.قضيتنا تكمن في عموم المتخرجين، وليس في آحادهم المتفوقين فعلاً. هؤلاء واقع لا يسر، وحصاد أغلبه مُرّ.ليت عقارب الساعة للوراء ربع قرن (أو يزيد) تعود، حتى يُضبط المستوى التعليمي المعهود!!.

مشاركة :