وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا، أن النظر باتجاه آخر غير الاتجاه الذي يصدر منه الصوت يبطئ زمن التفاعل، ويكون الدماغ في حالة عمل مجهد للسيطرة على التشتت.جلس 19 شخصاً من المتطوعين بغرض الدراسة الحديثة التي نشرت بمجلة التقارير العلمية، كل منهم مقابل لـ3 مكبرات صوت موضوعة أمامه في غرفة مظلمة ومعزولة عن الأصوات، وطُلب منهم متابعة الأصوات الصادرة من أحد تلك المكبرات، مع تجاهل الأصوات الصادرة من المكبرين الآخرين، وفي الوقت ذاته يوجّهون النظر إما باتجاه مكبر الصوت الذي يسمعون منه، أو بالنظر إلى أحد المكبرين الآخرين، فيما تم استخدام كاميرا خاصة للتأكد من نظرهم إلى الجهة التي طُلبت منهم، وأثناء تركيزهم على الأصوات كانوا يخضعون لمراقبة نشاط الدماغ لديهم بواسطة التقنيات الحديثة. ووجد الباحثون أن زمن تفاعل المتطوعين يكون أبطأ عندما كان يطلب منهم النظر بعيداً عن مكبر الصوت الذي يسمعون منه، كما صاحبت ذلك زيادة في التذبذب العصبي، أو ما يعرف بموجات الدماغ. ويقول أحد الباحثين إنهم وجدوا أن أدمغة المتطوعين تعمل بجهد أكبر لمواجهة عدم التناسق بين اتجاه النظر ومصدر الصوت، على الرغم من أن المهام التي طلبت من المتطوعين كانت بسيطة للغاية. ومن المدهش أن تعديلاً بسيطاً في اتجاه النظر؛ أي الالتفات من مصدر الصوت ببضع درجات إلى اتجاه آخر، أحدث تغيراً ملحوظاً في نشاط الدماغ. ويقول الباحثون إنهم يعتقدون أن سبب ذلك هو أن الدماغ يتوقع أن يكون النظر باتجاه مصدر الصوت؛ أي أن الاعتقاد بأن الانتباه السمعي مستقل عن النظر، هو أمر غير حقيقي. وعلى الرغم من أن عيّنة البحث من المتطوعين الشباب أظهرت بطئاً بسيطاً نسبياً في زمن التفاعل، إلا أن النظر غير المتناسق مع مصدر الصوت، يمكن أن يكون له مضاعفات سيئة في حالة كبار السن، أو من يعانون ضعف السمع، وربما يؤثر على سلامة الشخص في حالات معينة كقيادة السيارة.
مشاركة :