21 ألف مستفيد من برامج «محمد بن راشد للفضاء»

  • 7/30/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء لـ«البيان»، إن مسبار الأمل يعد المثال الأبرز على قدرة الدولة في إعادة إحياء الحضارة العربية من جديد لإفادة المعرفة البشرية، كونه أول مشروع عربي وإسلامي، وأن خطوات تصنيعه بأيدي علماء الإمارات تسير بخطى ثابتة، وصولاً لمرحلة الاختبارات النهائية، لافتاً إلى أن هناك 21 ألفاً استفادوا من البرامج المعرفية المتخصصة الموجهة للجيل الجديد، لتعزيز البرنامج الوطني للفضاء وإفراز علماء إماراتيين للمستقبل. تصنيع محلي وأضاف أن التخطيط والإدارة والتنفيذ للمشروع تتم على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء، وبين أنه لن يتم استيراد أي من التقنيات الرئيسة التي يقوم عليها المشروع، بل سيتم تصميمها وتصنيعها وتجميعها محلياً على يد خبرات وبإمكانات محلية، مشيراً إلى أن المعرفة التقنية اللازمة لمسبار الأمل بدأ بتطويرها محلياً من خلال تدريب فريق المشروع من الشباب الإماراتيين، عبر الشراكات الاستراتيجية مع جهات أكاديمية علمية عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء. ولفت إلى أن مهمة مشروع مسبار الأمل، ليست بالسهلة على الإطلاق بل إنها تتطلب جهداً كبيراً، خاصة إذا تم معرفة أن الفترة التي سيستغرقها وصول المسبار إلى المدار المناسب، تبلغ 54 دقيقة ويصل إليها الصاروخ باستخدام الوقود الموجود به، ثم سيعتمد المسبار بعد ذلك على وقوده للوصول إلى المريخ ويستغرق ذلك 7 أشهر، والمسافة التي يقطعها 600 مليون كيلو متر، وسيتم الإطلاق من المنصة الخاصة بشركة ميتسوبيشي في جزيرة تاكاشيما اليابانية فيما تم تحديد مكان الإطلاق ليصل المسبار إلى المريخ بأقل جهد ممكن. مهارة عالية وأفاد أن النجاح في إدارة هذه المهمة يحتاج لحرفية ومهارة عالية، استطاع مهندسونا اكتسابها، كما أن الفريق العلمي سيعمل على تحليل المعلومات التي سيبثها المسبار، حتى نستطيع تقديم إجابات علمية عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وأخذ صور متكاملة للغلاف على مدار الفصول المختلفة لفك وسبر أغواره، وبذلك سيكون المشروع الأول من نوعه عالمياً الذي يغطي 24 ساعة يومياً للغلاف الجوي، وهو ما لم يسبقنا إليه أحد حتى الآن، وهنا يكمن التحدي الحقيقي لوضع بصمة علمية إماراتية عالمية. ولفت إلى تطورات مسبار الأمل، أنه جار الآن البدء بتصنيع النماذج الأولية للمسبار، وأنه بحلول منتصف 2018 سيتم اختبار التصاميم بهدف البدء بالتصنيع للنماذج النهائية وستنتهي هذه المرحلة بحلول نهاية 2019، استعداداً للإطلاق منتصف 2020، فيما ستستغرق الرحلة ما يقرب من 7 شهور والوصول للكوكب الأحمر بدايات 2021، على أن يتم الاحتفال في 2 ديسمبر 2021 ببث البيانات والمعلومات للعالم أجمع، وسيتزامن ذلك مع الاحتفال بالذكرى الـ 50 لقيام الاتحاد، موضحاً أن اختبار التصاميم سيتم جزء منها داخل الإمارات، فيما سيكون البعض الآخر خارجها، وسيكون ذلك في مختبرات متخصصة تراعي بيئة إطلاق الصاروخ. رؤية الإمارات وتطرق شرف إلى البرنامج الوطني للفضاء، الذي يعكس رؤية الحكومة الإماراتية لمستقبل الدولة في كل القطاعات، وأن تعزيز قطاع الفضاء بالكوادر يتم من خلال العديد من البرامج التي يعمل عليها مركز محمد بن راشد للفضاء بكل الاتجاهات، ومن أهمها البرامج التعليمية مع مؤسسات الدولة، والبرامج التعريفية التي تستهدف القطاعين العام والخاص، لافتاً إلى الدور الكبير الذي يلعبه القطاع الصناعي في تعزيز مشروع مسبار الأمل، حيث يوجد لهذه الجهات إسهامات جيدة ومشاركة فاعلة في التصنيع لأنه يتم بالكامل في الإمارات. لبنة وأبان أن هذه الشراكات تضع لبنة قوية لاستراتيجيات بناء الإمكانات التقنية والعلمية للإمارات، وصولاً نحو مجتمع معرفي قوي، والاستفادة من هذه الإمكانات في قطاعات أخرى غير الفضاء وهي كثيرة في مجالات تحليل الصور المعلوماتية، فضلاً عن مشاريع الغرف والمختبرات النظيفة بالمركز التي ستكون الأولى من نوعها على مستوى الدولة والمنطقة، وسيتم فيها تصنيع وتجميع القمر الصناعي خليفة سات ومسبار الأمل. تحديات كبيرة وأوضح أن هناك تحديات ماثلة خلال مراحل عمل المشروع والاختبارات، وأن مسبار الأمل يعتبر الوحيد عالمياً الذي يسعى لاكتشاف الغلاف الجوي هناك، وهو ما يستوجب معه التعامل بدقة بالغة وصولاً لنجاح المهمة، وأن هذا النجاح يسبقه عمل مضن مع جهات علمية عالمية بحثية وأكاديمية كثيرة للاستفادة من خبراتها، فيما هناك تحد آخر وهو المدة الزمنية المحددة للإطلاق، التي لا تتجاوز الـ6 أعوام، وهو ما يستوجب معه العمل بسرعة ودقة في آن، خاصة أننا نستهدف تقليل التكلفة للمشروع أيضاً. وتابع أن هناك تحدياً آخر وهو اكتشاف معلومات جديدة عن الكوكب الأحمر، ويأتي هذا في ظل التسابق المعلوماتي الكبير مع الدول المتميزة في هذا الشأن وصولاً نحو سبق علمي، وأن الإمارات بذلك تصنع لنفسها تاريخاً جديداً في عالم الفضاء تعتمد فيه على إمكاناتها دون تبعية لأي دولة أخرى، فيما يعتبر صعوبة الاتصال بالمسبار تحديا ماثلا، خاصة أن تأخر وصول الإشارات بين الفضاء ومركز الاتصال يصل بين 14 ـ 20 دقيقة، والتحدي الحقيقي يكمن في تقليل هذا الزمن ضماناً للحصول على المعلومات بشكل سريع. 128 وذكر أن بناء مسبار الأمل بحد ذاته يعتبر تحدياً كبيراً، تليه تحديات علمية ضخمة تتمثل في مرحلة الإطلاق ووضع المسبار في مساره الصحيح، خاصة إذا علمنا أن سرعة المسبار تبلغ 128 ألف كيلو متر في الساعة، وأنه مع الاقتراب من المريخ يجب تقليل السرعة لتصل إلى 18 ألف كيلو متر، حتى يمكن الدخول بهدوء في المجال المغناطيسي للكوكب، وهذا يعتبر تحدياً كبيراً جداً، لأن مرحلة تقليل السرعة تأخذ عملياً نصف ساعة، ومن ثم يجب الحرص جيداً حتى لا يفوتنا الدخول في المجال المغناطيسي للمريخ، وهو ما يهدد نجاح الرحلة، مشيراً إلى مرحلة أخرى من التحديات تتمثل في تلقي المعلومات الجديدة عن المريخ وكيفية تحليلها، خاصة أنها المرة الأولى، وستستمر هذه المرحلة عامين على الأقل لتفهم واستيعاب وتحليل البيانات. نقل المعرفة وأشار إلى برامج نقل المعرفة التي يعتمد عليها مركز محمد بن راشد للفضاء لإعداد جيل مختص من علماء الإمارات، وتشمل إطلاق برنامج الأقمار الصناعية النانومترية لطلبة الجامعات، الذي يوفر فرصة لكل الجامعات على مستوى الدولة، لترشيح مجموعة من طلابها لتصميم وبناء وإطلاق قمر صناعي نانومتري بالتعاون مع المركز، ويهدف البرنامج في المقام الأول إلى تمكين قدرات ومهارات طلاب الجامعات من مختلف التخصصات الهندسية، بغية تطوير البنية التحتية البشرية اللازمة لقطاع الفضاء في الدولة، كما أطلق المركز «مسابقة تطبيقات الاستشعار عن بُعد 2015»، التي تهدف إلى تعزيز البحوث والتطبيقات العلمية التي تستخدم الصور الفضائية التي يلتقطها القمر الصناعي «دبي سات- 2» وتستهدف في جانب منها طلبة الجامعات والمدارس. وأوضح أن هناك برنامجاً لتمويل البحوث الخاصة بالمريخ في الجامعات، حيث يتم استقبال اقتراحاتها بشأن الأبحاث المتميزة التي تحتاج دعماً لاستكمالها وتحقيق نتائج جيدة منها، لافتاً إلى أن هناك العديد من الجامعات الإماراتية التي أدخلت مساقات دراسية جديدة تعزيزاً لتوجه الدولة نحو الفضاء، وتشمل العلوم والفيزياء، وأنه منذ 2015 وحتى الآن هناك أكثر من 21 ألفاً استفادوا من البرامج التعريفية للمركز، شملت الطلاب والمدرسين والمهتمين، بهدف التعريف بالأنشطة والجهود التي تبذل في هذا الاتجاه. تواصل وذكر أن برنامج التعليم والتواصل والإعلام في مركز محمد بن راشد للفضاء، يعمل مع الجامعات والمدارس لتطوير المبادرات البحثية في مجال الفضاء، مثل برنامج «انطلق» الذي يوفر منحاً دراسية لدراسة علوم البصريات والفضاء وهندسة الاتصالات بالجامعات البريطانية والأميركية، والاختيار من بين أفضل 50 جامعة عالمية، وكل عام يبتعثون ما بين 4 إلى 6 طلاب للدراسة بالخارج والعمل مع علماء عالميين. وقال إن هناك أيضاً برنامج «الاجتماع السنوي العلمي» لمسبار الأمل ويكون بين طلبة الجامعات وخبراء من الخارج، وذلك لمناقشة المستجدات والتفاصيل العلمية الخاصة بالمشروع للاستفادة منها، فضلاً عن برنامج «سفراء التعليم» ويعنى بمدرسي الدولة الذين يتم عقد ورش عمل لهم لتدريس مواد مختصة بعلوم الفضاء وتوصيلها لعدد كبير من الطلبة، كما أن المركز يعقد أيضاً ورش عمل متخصصة في مدارس الدولة عن علوم الفضاء، وهدفها تعريف الطلبة بهذا المجال واستقطابهم إليه، وهناك أيضاً مسابقة «اكتشف المريخ» لطلبة الجامعات في التخصصات العلمية والهندسية، حيث يعرض الطلبة أفكارهم المختلفة عن الكوكب الأحمر، كما أن هناك المخيم الصيفي الذي يستقبل الطلبة في المركز ويعرفهم بمشروعاته. 08 يسعى مركز محمد بن راشد لبناء جيل من العلماء الإماراتيين المتخصصين للمستقبل، خاصة أن الإنفاق والاستثمار فيهم يعطي مردوداً اقتصادياً كبيراً، وما أدل على ذلك من وكالة ناسا الأميركية التي تقول إن كل دولار ينفق يعود بمردود بين 4 إلى 8 دولارات، ما يؤكد أن الإمارات تسير على الطريق الصحيح نحو تعزيزها عضواً فاعلاً في نادي الفضاء العالمي.

مشاركة :