90 بالمئة من اللبنانيين يتحدرون من الكنعانيين الذين عاشوا في الشرق الأوسط خلال العصر البرونزي بين 3000 وألف عام قبل الميلاد.العرب [نُشر في 2017/07/30، العدد: 10707، ص(24)]بقايا من عظام خمسة أشخاص عثر عليها في صيدا بيروت - أظهر تسلسل الحمض النووي لعظام خمسة أشخاص عثر عليها في صيدا، وكانوا يعيشون قبل 4 آلاف سنة بجنوب لبنان، أن اللبنانيين يتحدّرون مباشرة من الكنعانيين. وقارن العلماء الذين نشرت أعمالهم في مجلة أميريكان جورنال أوف هيومان جينيتكس هذا المجين القديم بمجين 99 لبنانيا معاصرا. وخلص خبراء الوراثة في المعهد البريطاني ويلكوم تراست إلى أن الكنعانيين الذين عاشوا في الشرق الأوسط خلال العصر البرونزي بين 3000 وألف عام قبل الميلاد هم على الأرجح الأجداد المباشرون لأكثر من 90 بالمئة من الشعب اللبناني الحالي، فيما البقية يتحدرون من شعوب أوراسية مختلفة. وأقام الكنعانيون، وهم من الشعوب السامية، في بلاد كنعان على الساحل اللبناني وصولا شمالا إلى أوغاريت الموجودة حاليا في سوريا. وأسّسوا مرافئ عدة في المنطقة منها جبيل وصيدا وصور. ووضع الكنعانيون أول أبجدية وجوانب من المجتمع لا تزال قائمة حتى اليوم. وامتدت دولتهم إلى مناطق أخرى في حوض المتوسط. وكشف تسلسل دي أن إيه الكنعانيين الخمسة أيضا أن هؤلاء كانوا مزيجا لشعوب من المزارعين خلال العصر الحجري الحديث ومهاجرين أتوا من الشرق إلى المنطقة قبل 5 آلاف سنة. وقالت كلود ضومط سرحال، مديرة موقع الحفريات في صيدا والمشاركة في إعداد الدراسة، “للمرة الأولى لدينا مؤشرات جينية تظهر استمرارية ديموغرافية في المنطقة منذ الشعوب الكنعانية في العصر البرونزي إلى الشعوب الحالية”. وقال كريس تايبر-سميث، عالم الوراثة في ويلكوم تراست سانغر إنستيتيوت الذي أدار هذه الأعمال، إن “الدراسات الجينية التي تستند إلى الـ’دي أن إيه’ القديم تسمح بتوسيع فهمنا للتاريخ والرد على أسئلة حول أصول شعوب غامضة لم تترك أثرا كبيرا”. وقال مارك هابر أحد معدي البحث إن اللبنانيين المعاصرين هم على الأغلب خلف الكنعانيين، علما وأنهم يحملون القليل من الجينات الأوراسية التي ظهرت بعد الغزو الآشوري والفارسي والمقدوني. كما أشار هابر إلى أن الشعب الكنعاني كان أصلا خليطا من السكان المحليين الذين استقروا في تلك القرى في العصر الحجري الحديث.
مشاركة :