ترامب لن يسمح للصين بـ"عدم التحرك" حيال كوريا الشمالية

  • 7/30/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن (أ ف ب) - حذر الرئيس الاميركي دونالد ترامب السبت بانه لن يسمح للصين بـ"عدم التحرك" حيال كوريا الشمالية، بعد ان اطقت بيونغ يانغ صاروخا بالستيا عابرا للقارات متوعدة بان اراضي الولايات المتحدة بكاملها باتت في مرمى صواريخها. وأكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون بان بلاده قادرة على ضرب اي هدف في الولايات المتحدة بعد التجربة الصاروخية التي يقول خبراء عسكريون بانها تضع سواحل شرق اميركا ولا سيما نيويورك في مرمى بيونغ يانغ، في تحد صارخ لترامب. وسرّعت كوريا الشمالية في عهد كيم جونغ اون وتيرة تجاربها الصاروخية الهادفة الى امتلاك القدرة على شن هجوم نووي، في تحد للاسرة الدولية وانتهاك للعقوبات الصادرة عن الامم المتحدة. وانتقد ترامب بكين على تويتر رابطا بين الخلل في العلاقات التجارية مع العملاق الاسيوي لجهة العجز الاميركي في الميزان التجاري مع الصين الذي بلغ 309 مليارات دولار العام الماضي، والسياسة حيال كوريا الشمالية، بعد ان اعلنت كوريا الجنوبية انها ستسرع عملية نشر نظام دفاع صاروخي اميركي تحتج عليه الصين. وكتب ترامب في تغريدة "أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء الصين. لقد سمح لهم قادتنا السابقون الاغبياء بكسب مئات مليارات الدولارات سنويا في التجارة، ورغم ذلك لا يفعلون شيئا من أجلنا مع كوريا الشمالية سوى الكلام". واضاف الرئيس الاميركي "لن نسمح بأن يستمرّ ذلك. الصين يُمكنها بسهولة حلّ هذه المشكلة!". وحض ترامب مرارا الصين، التي يختلف معها حول طريقة التعاطي مع نظام كيم جونغ اون، إلى كبح جماح جارتها، الا ان بكين تصر على ان الحوار هو السبيل الوحيد من اجل تحقيق تقدم. وجاءت تحذيرات ترامب بالتزامن مع مناورات عسكرية اميركية-كورية جنوبية قامت خلالها قاذفتتان اميركيتان بالتحليق فوق شبه الجزيرة الكورية في استعراض قوة ردا على التجربة الصاروخية الكورية الشمالية. وشاركت قاذفتان اميركيتان من طراز بي-1بي الى جانب مقاتلات كورية جنوبية ويابانية في مناورات عسكرية استمرت 10 ساعات جرت خلالها تدريبات على عمليات اعتراض جوي وتشكيلات السرب. وقال قائد القوات الجوية الاميركية في المحيط الهادئ الجنرال تيرنس اوشونيسي "لا تزال كوريا الشمالية تشكل التهديد الاكبر للاستقرار في المنطقة". وتابع اوشونيسي "اذا طلب منا ذلك، نحن مستعدون لرد سريع وفتاك في التوقيت والمكان الذي نحدده". - "الولايات المتحدة في مرمى صواريخنا" - واعتبر كيم جونغ اون ان التجربة الصاروخية الاخيرة تظهر قدرة كوريا الشمالية على اطلاق صاروخ "في اي مكان واي وقت" وفق ما افادت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية. واوردت الوكالة ان "الزعيم قال بفخر ان التجربة (الصاروخية) اكدت ان اراضي الولايات المتحدة بكاملها باتت في مرمى صواريخنا". وكان ترامب وصف الجمعة التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بأنها عمل "متهور وخطير" "سيزيد عزلة" بيونغ يانغ، رافضا ادعاءات النظام الكوري الشمالي بانها تساعد على ضمان امنه. واضاف الرئيس الاميركي ان "الولايات المتحدة ستتخذ كلّ الخطوات اللازمة لضمان الأمن الأميركي وحماية حلفائنا في المنطقة". ويقول خبراء عسكريون ان الارتفاع الذي وصل اليه الصاروخ البالستي الكوري الشمالي ومدة تحليقه يؤشران الى انه اكثر قوة من الصاروخ الذي اطلق في 4 تموز/يوليو، وان مداه البالغ نظريا 10 آلاف كلم يعني انه قد يصل الى مدن الساحل الشرقي للولايات المتحدة كنيويورك تبعا لحجم الحمولة. - رد دولي - واعلن وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا انه اتفق مع تيلرسون خلال اتصال هاتفي على ممارسة "اكبر ضغط ممكن" على بيونغ يانغ من خلال استصدار قرار جديد من مجلس الامن الدولي "يتضمن تدابير قاسية" و"العمل مع الصين وروسيا". وفي رد فعل لها بات اعتياديا على اجراء كوريا الشمالية تجارب صاروخية، طالبت الصين جميع الاطراف بضبط النفس، بعد ان اعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اجراء مناورات بالذخيرة الحية باستخدام صواريخ ارض-ارض. كذلك اعلن البنتاغون ان قادة القوات الاميركية والكورية الجنوبية بحثوا "خيارات الرد العسكري" بعد التجربة الصاروخية الكورية الشمالية. وتعارض الصين، الحليف الاقتصادي والدبلوماسي الاكبر لبيونغ يانغ، اي تدخل عسكري وتدعو الى ايجاد حل عبر الحوار. واعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونغ يونغ مو ان الجيش الاميركي سينشر "مقومات استراتيجية" في الجنوب عقب التجربة الصاروخية. ولم يشأ سونغ توضيح طبيعة التحرك الاميركي، الا ان كلامه يشير عادة الى انظمة صاروخية متطورة كقاذفات شبح (لا يرصدها جهاز الرادار) وحاملات طائرات. اما في ما يتعلق بمنظومة الدفاع الصاروخي "ثاد" فهي تشمل ست منصات لاطلاق الصواريخ الاعتراضية. وتم مؤقتا نشر منصتين في ملعب للغولف تم تحويله الى قاعدة عسكرية اميركية في سيونغجو الواقعة على بعد حوالي 300 كلم جنوب سيول. وتعترض الصين على نشر المنظومة التي تعتبر انها تهدد الاستقرار في المنطقة. من جهتها حذرت الوكالة الرسمية الكورية الشمالية حكومة الجنوب من "مصير بائس" اذا بقيت على اصرارها حيال هذا المشروع، في تكرار لموقفها المعادي لمنظومة "ثاد". - مخاوف دولية - وحركت بيونغ يانغ المخاوف الدولية في 4 تموز/يوليو عندما اجرت تجربة لأول صاروخ عابر للقارات بامكانه بحسب الخبراء الوصول الى آلاسكا. وتحوم شكوك حول قدرة كوريا الشمالية على تصغير حجم سلاح نووي لتحميله داخل الرأس الصاروخية، او امتلاكها التكنولوجيا اللازمة من اجل ابقاء الصاروخ على مساره بعد عودته الى الغلاف الجوي. وحققت كوريا الشمالية تقدما تقنيا كبيرا منذ وصول كيم جونغ اون الى الحكم، وأجرت تجارب نووية وسلسلة من التجارب الصاروخية. وفرضت الامم المتحدة ست مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ اجرائها اول تجربة نووية في 2006، وشدد قراران صدرا العام الماضي العقوبات على النظام الكوري الشمالي. بورس-دس/وداوليفيا هامبتون, بارك تشان كيونغ © 2017 AFP

مشاركة :