أظهر مسح لغرف التجارة البريطانية، أمس، أن اقتصاد بريطانيا واصل تسجيل وتيرة نمو مرتفعة في الربع الثاني من العام ولكن الصادرات واستثمارات قطاع الأعمال ضعفت، ما يلقي بظلاله على فرص حدوث تعاف متوازن. وكشف المسح ربع السنوي الذي شمل نحو سبعة آلاف شركة تراجع معظم المؤشرات الرئيسة للشركات الصناعية والخدمية في الربع الثاني من العام مقارنة بالمستويات المرتفعة في مطلع العام، وفقا لـ"رويترز". وأوضح المسح أن الشركات الصناعية سجلت أكبر زيادة للمبيعات المحلية منذ بدء المسح في 1989 رغم تباطؤ وتيرة نمو الشركات الخدمية التي تستحوذ على قطاع عريض من الاقتصاد. وجاءت نتائج المسح إيجابية بصفة عامة ولكنها تشير إلى أن أحياء الدور الذي تضطلع به الصناعة سعيا لإعادة التوازن للاقتصاد البريطاني وهي خطوة طال انتظارها قد لا يتحقق بالسرعة المأمولة. وقال ديفيد كيرن كبير الاقتصاديين في غرف التجارة البريطانية: "تراجع الصادرات والاستثمار قد يكون تحذيرا في توقيت مناسب من التحديات القائمة أمام تعافي اقتصادنا رغم ثبات وتيرة النمو". ولا تزال الغرف التجارية تتوقع نمو الاقتصاد 0.8 في المائة في الربع الثاني تمشيا مع توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت "رويترز" آراءهم دون تغير عن الربع الأول غير أن احتمالات تراجع وتيرة النمو تتزايد. وأضاف كيرن "ستتعثر خطى التعافي إذا لم يكن للاستثمار والصادرات مساهمة أكبر في النمو". من جهة أخرى، وصل وليام هيج وزير الخارجية وجورج أوزبورن وزير المالية إلى العاصمة المالية مومباي، أمس الأول، في زيارة ترمي إلى توثيق العلاقات التجارية والاستثمارية مع الحكومة الجديدة برئاسة نارندرا مودي. ومن المقرر أن تركز على توثيق العلاقات بين البلدين ولا سيما على مستوى الدفاع والبنى التحتية. وفي مقتطفات من كلمة نشرتها الخارجية البريطانية مسبقا يقول أوزبورن لحشد من رجال الأعمال في مومباي: إن "الإثارة هنا مدفوعة بثقة متجددة لدى المستثمرين الدوليين في الخارج في مستقبل الاقتصاد الهندي". تأتي هذه الزيارة بعد زيارة لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، فيما تسارع الحكومات الغربية إلى مغازلة مودي وفريقه اليميني بعد انتصاره الكاسح في أيار (مايو). وزاد مودي المؤيد للإصلاح من آمال المستثمرين الأجانب على إثر تعهده بفتح اقتصاد الهند المتعثر وتحفيز الاستثمار وإطلاق مشاريع كبرى للبنى التحتية. وقاطعت الحكومات الغربية والولايات المتحدة مودي طوال عقد بعد أعمال العنف الدامية في 2002 أثناء إدارته لولاية جوجارات مسقط رأسه. لكنها تكثف الجهود حاليا للتعويض عن الوقت الضائع، حيث زار البلاد أخيرا ديمتري روجوزين نائب رئيس الوزراء الروسي وجون ماكين السيناتور الأمريكي. وسيعلن أوزبورن في خطابه أن شركة الصيدلة الهندية "سيبلا" ستستثمر مبلغا يصل إلى 100 مليون جنيه (171 مليون دولار) في أبحاث الأدوية في بريطانيا، فيما ستستثمر شركة السيارات "ماهيندرا آند ماهيندرا" 34 مليون دولار في تطوير سيارات كهربائية في بريطانيا.
مشاركة :