بيروت - قال مصدر أمني في لبنان الأحد إن نحو ثمانية آلاف شخص سجلوا أسماءهم ليغادروا المنطقة الحدودية اللبنانية قرب بلدة عرسال متجهين إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة في سوريا في إطار اتفاق محلي لوقف إطلاق النار بين جماعة حزب الله اللبنانية وجبهة النصرة التي أصبح اسمها جبهة فتح الشام بعد اعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة. وبدأ سريان وقف إطلاق النار يوم الخميس وسيشمل رحيل جميع مقاتلي جبهة النصرة (سابقا) من المنطقة المحيطة بعرسال برفقة أي مدنيين يرغبون في المغادرة معهم من مخيمات اللاجئين في المنطقة. وبدأت أولى خطوات وقف إطلاق النار الأحد بتبادل جثث القتلى من الجانبين. ومن المقرر إطلاق سراح خمسة أسرى من حزب الله تحتجزهم جبهة النصرة في إطار الاتفاق. وكان لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية وجود في منطقة جبلية قرب بلدة عرسال في شمال لبنان منذ سنوات في أخطر تداعيات الحرب الأهلية السورية. واستعاد حزب الله الشيعي أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة خلال هجوم قصير الأسبوع الماضي قتل فيه نحو 150 من المتشددين وأكثر من 20 من مقاتلي حزب الله. وانهى الاتفاق الذي أعلنت عنه مديرية الأمن العام في 27 يوليو/تموز العملية العسكرية التي بداها حزب الله ضد "جبهة فتح الشام" في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. وافاد الاعلام الحربي التابع للجماعة الشيعية اللبنانية الأحد عن "بدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين حزب الله وجبهة النصرة برعاية الأمن العام اللبناني". وقال المركز الاعلامي التابع للحزب "يتم تجميع جثث قتلى النصرة وعددها تسعة لتسليمها للأمن العام اللبناني وفي المقابل سيتم تسليم رفات شهداء لحزب الله وعددهم 5 قضوا في معارك الجرود". ومن المتوقع نقل جثامين المقاتلين السوريين إلى محافظة ادلب الواقعة شمال غرب سوريا. وشن حزب الله في 21 يوليو/تموز هجوما في جرود عرسال يقول انه يستهدف "جبهة النصرة" التي تحصن مقاتلوها في أحد مناطقها. ونظم الحزب جولات لوسائل اعلامية في المناطق التي سيطر عليها وضمنها قاعدة تحت الأرض قال إن المقاتلين كانوا يستخدمونها. وتبدو في احدى الزوايا بزات عسكرية مكدسة فوق بعضها البعض إلى جانب أكياس من الرمل ومخزن للذخيرة، بينما تبعثرت أوراق متفرقة فوق سجادة في احدى الغرف. وتمكن حزب الله من حصر مقاتلي الجبهة في جيب صغير شرق عرسال عندما أعلن المدير العام للأمن اللواء عباس ابراهيم التوصل إلى اتفاق لوقف النار. وأوضح أن الاتفاق يتضمن نقل مسلحين ونازحين سوريين إلى محافظة ادلب على أن يتولى الصليب الأحمر اللبناني الأمور اللوجستية، لافتا إلى أنه "خلال أيام سيكون الاتفاق قد أنجز". ومنذ اندلاع النزاع في العام 2011، لجأ أكثر من مليون سوري إلى لبنان، تؤوي بلدة عرسال وحدها نحو مئة ألف منهم يشكلون ضغوطا في مجال الخدمات على بلد يعاني أصلا من وضع اقتصادي هش وبنى تحتية مترهلة. ومن المتوقع أن يشن حزب الله، الذي لعب دورا مهما في الحرب الأهلية السورية دعما للرئيس بشار الأسد، هجوما على جيب أصغر حجما لتنظيم الدولة الإسلامية قرب عرسال.
مشاركة :