على الرغم من تأصل مواجهة إيران في فكر الجماعات المتشددة المسلحة، إلا أن تنظيم القاعدة منذ نشأته سار على عكس الاتجاه فهو كان يرة بضرورة مهادنة إيران و الدخول معها في دائرة من المصالح المتبادلة، وسار التنظيم على هذا النهج في عهد زعيمه و مؤسسه الأول أسامة بن لادن، وتبعه في ذلك خليفته أيمن الظواهري. وربما انتقل هذا التفاهم و التوافق والمصالح المشتركة بين التنظيم والدولة إلي التفريعات المنبثقه من الكيانيين المتمثل في حزب الله بلبنان الموالي لإيران وجبهة النصرة بسوريا الموالية لتنظيم القاعدة. وهو ما انعكس مؤخرًا في الإتفاق المبرم بين الطرفين – حزب الله وجبهة النصرة- والذي يتمثل في رحيل كل مقاتلي النصرة من محيط عرسال إلى جانب أي مدنيين يعيشون في مخيمات اللاجئين بالمنطقة ويريدون الرحيل مع المقاتلين. وذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله اللبنانية، إن حزب الله وجبهة النصرة سيتبادلان جثث مقاتلين، اليوم الأحد، في المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة الحدود اللبنانية السورية. من جانبه قال محمد محسن أبو النور، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، إن إيران لديها علاقات واسعة مع معظم الجماعات الراديكالية المتطرفة في العالم وتؤوي بعض أسرهم لديها في طهران، ومؤخراً دعت حركة طالبان لحضور مؤتمر الصحوة الإسلامية الذي عقد في إيران، فهي تحاول اللعب علي كل المتناقضات لاستعادة ما تم خصمه من رصيدها بعد التدخل الروسي. وألمح أبو النور لـ”الغد” أن إيران نجحت في عمل شبكة من العلاقات مع معظم الجماعات المسلحة بطرق رسمية وغير رسمية عبر وكلاء تابعين لها، وهي بالتأكيد ماتزال على اتصال معلن بكل التنظيمات الراديكالية وعلى رأسها القاعدة بالتأكيد، فضلا عن طالبان التي أعلنت عن اتصالها بها في الأشهر الماضية. وتابع أبو النور في تصريحاته، ليس هذا فحسب بل إن القاعدة لها علاقات معقدة مع إيران، علاقات تكتسب تعقيدها من صراعات النخب الأمنية الحكامة بالداخل، والدليل على ذلك رغبة الحرس الثوري في إقامة علاقات متينة مع القاعدة غير أن وزارة الاطلاعات (المخابرات) بما لها من علاقات مع الجانب الأمريكي رفضت ذلك، ولهذه الأسباب تم الإعلان الظاهري عن سجن أو التحفظ على عناصر القاعدة . وألمح إلى أن اتفاق عرسال هو بالتأكيد تفاهم علي مستوي أعلى ما بين القاعدة و إيران، للتغطية على الإيواء المحموم الذي توده مؤسسة الحرس الثوري، مشيرًا إلي أن اتفاق عرسال الذي تم في الساعات الأخيرة يعكس برجماتية إيران وذراعها العسكرية حزب الله في التعامل مع مستجدات الأوضاع خاصة في حالات الضعف أو نقص الموارد، بسبب العقوبات الغربية أو التحجيم الروسي ـ الأمريكي لخطوط الإمداد الإيرانية في الخط البري الواصل من طهران إلى عرسال، وجاء قبول جبهة النصرة لذلك لكونها تمارس السياسة بحرفية. وكان مصدر أمني في لبنان، اليوم الأحد،ذكر إن نحو ثمانية آلاف شخص سجلوا أسماءهم لمغادرة منطقة حدودية قرب عرسال إلى أراض تسيطر عليها قوات المعارضة بسوريا في إطار اتفاق محلي لوقف إطلاق النار بين جماعة حزب الله اللبنانية وجبهة النصرة. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ، يوم الخميس الماضي، وبعد تبادل الجثث، وبعدها سيتم إطلاق سراح أسرى حزب الله وسيغادر مقاتلو النصرة المنطقة إلى شمال سوريا مع أي مدنيين يرغبون في الرحيل معهم. وكان لجبهة النصرة وتنظيم داعش وجود في منطقة جبلية قرب بلدة عرسال في شمال لبنان منذ سنوات في أخطر تداعيات الحرب الأهلية الدائرة في سوريا المجاورة واستعاد حزب الله الإيراني أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة خلال هجوم قصير الأسبوع الماضي قتل فيه نحو 150 من المتشددين السنة وأكثر من 20 من مقاتلي حزب الله، ومن المتوقع أن يشن حزب الله، الذي قام بدور مهم في الحرب الأهلية السورية دعما للرئيس بشار الأسد، هجوما على جيب أصغر حجما لتنظيم داعش قرب عرسال .أخبار ذات صلة8 آلاف شخص يغادرون عرسال بموجب اتفاق بين «حزب الله»…حزب الله وجبهة النصرة يتبادلان جثث مقاتلينوقف إطلاق النار في عرسال على الحدود اللبنانية السوريةمراسل الغد: انتشار الجيش اللبناني على الحدود من عرسال إلى البقاع يهدف…
مشاركة :