الصين لن تكون سلة مهملات العالم بعد الآن

  • 7/31/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - تنوي الصين منع استيراد بعض انواع النفايات لانها لا تريد ان تكون سلة مهملات العالم بعد الان، وقد أثار هذا الاعلان قلق الاطراف الفاعلة في هذا القطاع في دول عدة. ففي 18 يوليو/تموز، ابلغت الصين منظمة التجارة العالمية نيتها منع دخول اراضيها لـ24 فئة من النفايات الصلبة بعضها بلاستيكي وورقي ونسيجي. ويقترح البلاغ الذي ارسلته وزارة البيئة الصينية بدء التنفيذ اعتبارا من سبتمبر/أيلول المقبل في حين تحدث مسؤول في الوزارة عن تطبيق القرار بحلول نهاية السنة الحالية على ما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية. وتبريرا لقرارها، طرحت بكين الحجة البيئية. واوضحت وزارة البيئة في رسالتها الى منظمة التجارة العالمية "لاحظنا ان كميات كبيرة من النفايات السيئة النوعية او حتى النفايات الخطرة تخلط مع النفايات الصلبة هذا الامر يلوث البيئة في الصين بشكل خطر". وتنوي البلاد تحسين نوعية النفايات التي تدخل اراضيها وتفضيل تلك المفرزة والمعالجة بشكل جيد. واعتبر المكتب الدولي لاعادة التدوير وهي الجمعية العالمية المعنية بمعالجة النفايات ان الاجراء في حال اعتماده "سيكون له تأثير مهم على الصناعة العالمية لاعادة التدوير وعلى الانتاج الصيني الذي يعتمد على مواد معاد تدويرها". وتشكل الصين المستورد الاول للنفايات اذ ان المواد الاولية المعاد تدويرها (كريات بلاستيكية وورق وكرتون توضيب) تسمح لها بدعم نمو انتاجها الصناعي. وفي العام 2015، استوردت الصين 49,6 مليون طن من النفايات الصلبة على ما ذكرت وزارة البيئة. إلا ان الصين تحاول الان اغلاق مصانع إعادة التدوير الملوثة جدا في البلاد لفتح مواقع حديثة وباشرت في الاشهر الاخيرة الاشراف على نوعية النفايات المستوردة. تأثير سلبي جدا ويقول روبن واينر رئيس معهد اعادة التدوير (إيسري) الذي يضم الجهات الاميركية الفاعلة الرئيسية في هذا المجال إن القرار الصيني سيكون له "تأثير سلبي كبير" على الولايات المتحدة اول مصدر عالمي للنفايات. ويشير خصوصا الى ان قيمة صادرات نفايات المعادن والورق والبلاستيك في هذا البلد تصل الى 5,6 مليارات دولار العام الماضي. ويوضح داميان دوسو الباحث في "غرانثام ريسيرتش إنستيتوت أون كلايميت تشينغ" في لندن ان "الصين تشكل بالنسبة للاتحاد الاوروبي اكثر من 50% من صادراته من النفايات". ومع اغلاق السوق الصينية، تخشى هذه الاوساط إغراق دول المنشأ بكميات هائلة من النفايات الواجب إعادة تدويرها. واستوردت الصين العام الماضي على سبيل المثال 7,3 ملايين طن من النفايات البلاستيكية من اوروبا واليابان والولايات المتحدة خصوصا فضلا عن 27 مليون طن من النفايات الورقية من بينها 25 الى 30% هي مزيج من الورق والكرتون اي فئة مستهدفة بالاجراء الصيني وفق المكتب العالمي لاعادة التدوير. ولا يزال هذا القطاع يذكر ما حصل العام 2013 عندما اتخذت الصين اجراءات لتعزيز اشرافها على النفايات الواردة الى اراضيها ما ادى الى تراجع في اسعار المواد الاولية المعاد تدويرها في الاسواق العالمية. ويقول بيار موغيرو نائب رئيس دائرة البلاستيك في اتحاد الصناعيين الفرنسيين (فيديريك) "على المدى القصير ستغرق السوق الاوروبية بالنفايات مع تراجع بالضرورة في اسعار البيع لان قدرات مصانع إعادة التدوير في اوروبا لن تكفي لاستيعاب الكميات التي ستبقى في السوق الاوروبية". ويستغرق الاستثمار في منشآت جديدة وقتا طويلا. في المقابل سيعزز هذا الاعلان موقف الاطراف الفاعلة في القطاع القادرة على توفير نفايات عالية الجودة. ويرى البعض في ذلك عزم الصين على دعم صناعة إعادة تدوير النفايات الصينية.

مشاركة :