بعد انتظار دام 64 عاما للتخلص من شبح خسارة لقب كأس العالم تعرضت البرازيل لانتكاسة جديدة ستواصل مطاردتها لسنوات عديدة مقبلة. واعتبر كثيرون أن استضافة البرازيل لكأس العالم 2014 تعد فرصة رائعة لمحو آثار خسارة اللقب على أرضها سابقا. لكن الآن وقعت نتيجة لم يكن يتوقع أي شخص على الإطلاق أنه من الممكن من الأساس حدوثها. وفي 1950 كانت البرازيل تلعب على أرضها في ريو دي جانيرو وتحتاج إلى التعادل أمام جارتها أوروجواي في المباراة الحاسمة لإحراز اللقب لأول مرة. وفي ظل التفوق التام للبرازيل على باقي المنافسين ونجاحها في إحراز 13 هدفا في مرمى إسبانيا وسويسرا كان المسرح مجهزا لأصحاب الأرض لإحراز اللقب. واحتشد نحو 200 ألف مشجع في استاد ماراكانا القديم قبل تجديده من أجل الوقوف خلف المنتخب الوطني وسط توقعات بأن اللقب سيكون من نصيب أصحاب الأرض دون شك. لكن ورغم أن البرازيل تقدمت بالهدف الأول فإن أوروجواي حولت تأخرها إلى فوز 2-1 في مفاجأة كبرى وغير متوقعة على الإطلاق. وتقبل البرازيليون الهزيمة الثلاثاء لكن لا أحد توقع ولو للحظة واحدة أن الفريق سيظهر بمثل هذا السوء والضعف. وتركت الهزيمة 7-1 أمام ألمانيا في استاد مينيراو بمدينة بيلو هوريزونتي الجماهير في حالة حزن وبكاء ربما تستمر آثارها لسنوات. وسيجد لويز فيليبي سكولاري مدرب البرازيل - الفائز كمدرب بكأس العالم 2002 للمرة الخامسة في تاريخ بلاده - اسمه مرتبطا إلى الأبد بأثقل خسارة لبلاده على مدار 94 عاما. وربما يحدث الأمر ذاته مع كارلوس البرتو بيريرا الذي يشغل حاليا منصب المدير الفني للمنتخب البرازيلي بينما كان يتولى تدريبه عندما أحرز اللقب للمرة الرابعة في 1994. لكن من غير الواضح إذا ما كان لاعبو البرازيل سيحدث لهم نفس ما حدث للجيل القديم من اللاعبين. وقال مواسير باربوسا حارس مرمى البرازيل في 1950 وقبل وفاته بفترة قصيرة في 2000 إن ما حدث أثر عليه طوال حياته. وأضاف «وفقا للقانون البرازيلي تعد أقسى عقوبة هي السجن 30 عاما لكن سجني استمر 50 عاما». ومن ضمن أسوأ لحظات باربوسا عندما حاول زيارة معسكر منتخب البرازيل في 1993 لكن الجهاز الفني منعه خوفا من أن يجلب حظا سيئا. كما مر الحارس البرازيلي بلحظات تعيسة أخرى وحدث ذلك بعد المباراة الشهيرة بنحو 20 عاما عندما أشارت إليه سيدة وقالت لابنها «انظر يا بني هذا الرجل جعل البرازيل كلها تبكي». وسبق أن رفع سكواري مستوى التوقعات قبل البطولة الحالية عندما قال «إذا لم تكن تحب الضغط فمن الأفضل أن تذهب للعمل في بنك البرازيل أو في أي مكان تجلس فيه في مكتب ولا تفعل شيئا». وانهارت البرازيل تماما بعد الهدف المبكر لألمانيا ويبدو أنها لم تكن قادرة على تحمل العبء الثقيل الممتد على مدار 64 عاما.
مشاركة :