أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أمس، طرد 755 دبلوماسياً أميركياً من الأراضي الروسية رداً على العقوبات الأميركية، مستبعداً في الوقت ذاته حصول تطورات إيجابية في العلاقة مع واشنطن في الوقت الحالي. وقال بوتين في مقابلة بثتها قناة «روسيا 24» العامة إن «أكثر من ألف شخص كانوا يعملون ولا يزالون يعملون» في الممثليات الدبلوماسية الأميركية في روسيا، مؤكداً أن «على 755 شخصاً وقف أنشطتهم في روسيا»، وذلك رداً على العقوبات الأميركية الجديدة بحق موسكو. وأضاف «لقد انتظرنا طويلاً على أمل أن يتغير الوضع نحو الأفضل، لكن يبدو أنه حتى لو أن الوضع سيتغير، فلن يحصل ذلك في وقت قريب». عرض التعاون وأوضح بوتين، أن روسيا عرضت على واشنطن التعاون عدة مرات بما في ذلك التعاون في الأمن الإلكتروني ولم تسمع سوى اتهامات لا أساس لها، مؤكداً، في الوقت ذاته، أن روسيا والولايات المتحدة تحرزان تطوراً في التعاون على الرغم من الصعوبات، بحسب ما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء مساء أمس. وأضاف الرئيس الروسي، أن موسكو طمحت طويلاً في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة «لكن يبدو أن الموقف لن يتغير قريبًا». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد، الجمعة، لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون، أن روسيا «تبقى مستعدة» للتعاون مع واشنطن شرط «الاحترام المتبادل»، بعد عقوبات متبادلة بين البلدين أخيراً. وذكرت الخارجية الروسية في بيان أن لافروف أكد في اتصال هاتفي مع تيلرسون أن روسيا «تبقى مستعدة لتطبيع العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة وللتعاون حول القضايا المهمة دولياً»، موضحاً أن ذلك لن يكون «ممكناً إلا على قاعدة المساواة والاحترام المتبادل». وأعلنت روسيا، الجمعة، عن خفض قريب لعدد الدبلوماسيين الأميركيين على أراضيها، بعد أن تبنى الكونغرس الأميركي عقوبات بحق موسكو، بداعي تدخل مفترض في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016. عرض عضلات في تطور آخرأشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أمس، على عرض ضخم لسلاح البحرية الروسي الذي يستعرض الكرملين حجم نفوذه الممتد من بحر البلطيق إلى شواطئ سوريا. وشاركت نحو 50 سفينة حربية وغواصة في العرض الذي جرى على امتداد نهر نيفا وفي خليج فنلندا على ساحل سان بطرسبورغ، بعدما أمر بوتن البحرية بإجراء أول استعراض لها بهذا النطاق الواسع. وقال بوتن للجنود بعد اطلاعه على إحصائيات تتعلق بالمعدات العسكرية: «نبذل جهوداً كثيرة اليوم من أجل تطوير وتحديث البحرية»، مضيفاً أنّ البحرية لم تعد تتعامل فقط مع مهامها التقليدية، بل باتت تستجيب بجدارة للتحديات الجديدة، وتشارك بشكل واسع في الحرب على الإرهاب والقرصنة. ويعتبر العرض الذي أقيم بمناسبة «يوم البحرية» الأخير الذي يأمر بوتن بتعزيزه، بعد احتفالات ضخمة بذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، وسط سعي زعيم الكرملين إلى استعراض قوة بلاده العسكرية. وزادت روسيا من تمارينها العسكرية في وقت تدهورت فيه علاقاتها مع الغرب على خلفية تدخلها في أوكرانيا وإثارتها قلق حلف شمال الأطلسي ودوله في أوروبا الشرقية. وأقيمت كذلك عروض أخرى للبحرية في جيب روسيا الأوروبي بكالينيغراد على بحر البلطيق مروراً بشبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، ووصولاً إلى فلاديفوستوك في أقصى الشرق. واستعرضت روسيا للمرة الأولى معداتها العسكرية البحرية في قاعدتها على سواحل طرطوس السورية شرق المتوسط، إذ لعبت السفن الروسية دوراً بارزاً في دعم الرئيس بشار الأسد عسكرياً. وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية، أن ستة قوارب بينها الجيل الأخير من غواصات «كراسنودار» التي تستخدم وقود الديزل شاركت في العرض.
مشاركة :