حرب العقوبات تبدد آمال تطبيع سريع بين موسكو وواشنطن

  • 7/31/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - تصاعدت المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة الاثنين بعد تبادل عقوبات جديدة بدت بمثابة ضربة شديدة لآمال التقارب التي أثارها انتخاب دونالد ترامب رئيسا. ولا يترك اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد وجوب مغادرة 755 دبلوماسيا أميركيا الأراضي الروسية في إجراء غير مسبوق، أي مجال للشك. فبعد ستة أشهر من تنصيب الملياردير الأميركي رئيسا، لم تتبدد آمال تحسن العلاقات بين البلدين فحسب، بل تجددت أجواء المواجهة في الحرب الباردة الجديدة بين موسكو وواشنطن. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاثنين "نتمنى تطورا متينا لعلاقاتنا ونلحظ بأسف أننا في الوقت الراهن بعيدون عن هذا الهدف المثالي". وأضاف أن "الخروج من هذا الوضع يتطلب إرادة لتطبيع العلاقات والإحجام عن محاولات فرض الأمور بالعقوبات. رغم كل شيء شدد الرئيس (فلاديمير بوتين) على حرصنا على مواصلة التعاون أينما تتطلب مصالحنا ذلك". وازداد تدهور العلاقات الأميركية الروسية المتوترة بسبب النزاعات في أوكرانيا وسوريا، بعد اتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض وفتحت واشنطن تحقيقا بشأنها. وبعد تصويتين بإجماع شبه تام الأسبوع الماضي في الكونغرس الأميركي أُقرت عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو، ردت عليها روسيا بفرض تقليص كبير لعدد العاملين في البعثات الدبلوماسية الأميركية على أراضيها من دبلوماسيين أو موظفين فنيين. وأعلن بوتين مساء الأحد عبر التلفزيون هذا القرار الذي يسري اعتبارا من الأول من سبتمبر/ايلول ويلزم الأميركيين بتخفيض عدد العاملين في السفارة والقنصليات إلى ثلثه تقريبا ما يوازي 455 موظفا، في شكل متساو مع عدد موظفي الممثليات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة. ويتعلق هذا الإجراء غير المسبوق بمجمل الموظفين ويشمل بالتالي الموظفين الروس في الممثليات الأميركية. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأحد في بيان أنّ الولايات المتحدة "تأسف" لقرار موسكو خفض عدد الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في روسيا. وقال بوتين في مقابلة نشرت مقاطع منها قناة روسيا 24 العامة "انتظرنا مطولا على أمل أن يتغير الوضع نحو الأفضل، لكن يبدو أنه حتى لو أن الوضع سيتغير، فلن يحصل ذلك في وقت قريب". وسادت هذه الأجواء موسكو الاثنين حيث لم تتوقع الصحف والخبراء أي مصالحة رغم وعود ترامب بالعمل على التقارب مع روسيا، بل عودة التدهور الذي شهدته رئاسة سلفه باراك أوباما. وأوضح نيكولاي بتروف من المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو أن "الاجراءات التي اتخذتها روسيا تعكس توسيعا وتعزيزا للمواجهة مع الولايات المتحدة". وأضاف المحلل السياسي أن "روسيا لا تملك قدرا كبيرا من الموارد الاقتصادية والعسكرية للرد بعقوبات، لكن روسيا قادرة على إلحاق الضرر بالولايات المتحدة على مستوى السياسة الدولية"، مشيرا إلى احتمال وقوع "هجمات معلوماتية جديدة". كما اعتبر المحلل السياسي فيكتور اوليفيتش في صحيفة إيزفستيا الموالية للكرملين أن عقوبات الكونغرس الأميركي "بددت آمال موسكو بتطبيع سريع". من جهتها أوردت صحيفة فيدوموستي الليبرالية أن "آمال تحسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إنهارت حتما"، متحدثة عن "مستوى جديد في حرب العقوبات يهدد بإلحاق خسائر بروسيا أكبر من تلك التي ستطاول الولايات المتحدة". ويبدو المستثمرون من أنصار هذا الرأي نظرا إلى تراجع أسواق المال الروسية الاثنين بعد تحسن أعقب انتخاب ترامب. وقد سجل سعر الروبل تراجعا وكذلك مؤشر موسكو ار تي اس الذي خسر أكثر من 1 بالمئة. وأوضح الخبير الاقتصادي كريس ويفر مؤسس شركة ماكرو ادفايزوري الاستشارية أن "العقوبات الأخيرة ستعزز رسالة مفادها أن روسيا تمثل مجازفة كبيرة" للمستثمرين و"ستعتبر شركات كثيرة ألا داعي للمخاطرة وستنتظر لرصد تطور الأوضاع في السنوات المقبلة".

مشاركة :