فى وقت اعتاد فيه علماء الدين على إفتاء الشباب والإجابة على تساؤلاتهم بشكل تقليدى، خاصةً أن ردودهم يغلب عليها طابع التخصص من واقع دراستهم، وجد أحد الدعاة طريقة مثلى لإفادة جمهور «السوشيال ميديا» بطريقة سلسة، فمؤخرا غيّر الشيخ عمرو بسيونى الصورة السابقة، مستغلاً التطور التكنولوجى بشكل يتلاءم مع لغة العصر، وسخّر حسابه الخاص بموقع ASK للإجابة على تساؤلات الشباب بطريقة تتسم بخفة الظل، منها على سبيل المثال رده على سؤال: «إيه حكم شرب الحشيش يا شيخنا»، بقوله: «لا يجوز ياروح قلب شيخنا.. يا شاطر يا مؤدب»، وبهذا الشكل أصبح «بسيونى» موضع حديث لرواد مواقع التواصل الاجتماعى خلال الفترة الماضية، وأطلق عليه البعض «الشيخ البرنس» و«شيخ السوشيال ميديا. «أنا باحث وكاتب، كما أعمل على أغلب المجالات البحثية الفكرية الدينية وأترجم وألقى دروساً ومحاضرات وأشارك بمؤتمرات علمية، والتخصصات التى تتنوع حولها تلك الأنشطة كلها عموما هى التراث الإسلامى والعلوم الإسلامية والفلسفة والفكر الإسلامى والعام» هكذا عرف نفسه الشاب السكندرى من مواليد 1985الذى تخرج فى كلية التربية بجامعة الإسكندرية قسم اللغة العربية. «عمرو» يعمل حالياً باحثًا علميًّا فى «مبرَّة الآل والأصحاب» فى دولة الكويت، وهى مؤسسة دعوية علمية تعتنى بالملف التاريخى للصحابة وأهل البيت، ومعالجة الموضوع الطائفى، السنى الشيعى. وعن فكرة الإجابة على أسئلة روّاد مواقع التواصل الاجتماعى قال: «كأبناء جيلى تعرَّفتُ على الإنترنت وكنت أشارك فى المنتديات المختلفة وبخاصة الإسلامية، وبمرور الوقت تعرَّفت على تطبيق آسك، فأسست فيه صفحة منذ نحو خمس سنوات، واستقبلت الأسئلة الدينية عليه. وعما يقدمه «شيخ السوشيال ميديا»: «هناك بعض الأسئلة تتعلق بالأحكام الدينية المحضة أجيب عليها بصفة الفتوى مادمت على علم كاف للإفتاء فيها، وأحيل بعض الأسئلة على غيرى، أو الجهات الرسمية للفتوى وهناك أسئلة تكون الإجابة فيها بمثابة النصيحة». وعن العلاقة بين الخطاب الدينى والشباب فقال: «من الواضح أن الخطاب الأول فى نسخته الأزهرية أو السلفية، فى عزلة تامة عن الشباب، أما الخطاب الثانى فهو الأكثر تأثيرًا فى الشباب. أجاب «عمرو» عن أسئلة جوهرية مثل الغناء والإنشاد الدينى والرومانسى بأنه ليس محرماً كما وضع على صفحته الشخصية كلمات من بعض الأغنيات وهو ما يوضحه: «أنا أتصدر للفتوى فى حدود ما أدرى فيها، ونحن نعلم أن المسائل الفقهية فى كثيرٍ منها، عُرضة للاختلاف الفقهى والآراء الاجتهادية وعن تفاعل الناس معه قال: «التفاعل فاق توقعاتى، رغم أن كثيرا من المتفاعلين نظر إلى الأمر من صورته الفكاهية». على الرغم من اعتبار البعض أن الدعابة تقلل من هيبة ووقار الشيخ، إلا أن ذلك لم يحدث مع «عمرو» ويقول: «لم يوجه لى أحد من الشيوخ أى لوم، لأن عامة من يعرفوننى يعرفون سياق هذه الإجابات، أما ما يتعلق بالهيبة التى أسميها أحيانًا بأوهام الوقار المصطنع، فإن هناك صورة غير واقعية يرسمها بعض الناس لعلماء الدين والدعاة، هذا فى الواقع مجافٍ تمامًا لواقع العلماء، وقد أشرت إلى هذا فى إجابة سابقة، الخليل بن أحمد الإمام اللغوى الكبير كان يقول: «الناس فى سجن ما لم يتمازحوا».
مشاركة :