واشنطن:«الخليج» أكد العقيد السابق في القوّات الجوّيّة الأمريكيّة تود وود، وصف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لقطر بأنها «ملاذ آمن للمتطرفين الذين طردتهم دول أخرى». واستشهد المركز بتاريخ قطر في توفير ملاذ آمن للمطلوبين من دول مثل فلسطين والسودان والجزائر ومصر، إضافة إلى ما أشار إليه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب لعام 2016 من أوجه قصور قطر في مكافحة الإرهاب.ويرى تود وود في مقاله ضمن موقع «أمريكان مليتاري نيوز» أنّ قطر لعبت لعبة مزدوجة من خلال تمويل وتمكين التطرف في الشرق الأوسط والعالم على مدى عقود، في نفس الوقت الذي كانت تستضيف القوات الأمريكية في قاعدتها. وشدّد وود على وجوب أن تتم معالجة المشكلة الخطيرة لحماية الأمن الأمريكي من هذه الآفة التي قتلت آلافاً من الأمريكيين حول العالم، كما أن عواقب لعب قطر على جانبي السياج في هذا الكفاح الحضاري تذهب إلى أبعد من ذلك.وفي سياق آخر يقول تود وود، إن «ثيوقراطية» إيران، هي الكيان الحقيقي ل «داعش»، كانت عدوا للشعب الأمريكي منذ أربعة عقود. وقد أعربت طهران عن هدفها المعلن المتمثل في هزيمة وتدمير الولايات المتحدة و«إسرائيل» مرارا وتكرارا، هم يرددون خلال صلاة الجمعة في طهران «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل!» يشير وود إلى أنّ إيران تطوّر أسلحة نووية بغضّ النظر عن ادّعائها العكس. وقال إنهم يشترون بمليارات الدولارات الأسلحة من روسيا بالمال الذي أفرجت عنه إدارة أوباما، وبعضهم يصل إلى طهران في منتصف الليل على متن طائرة مستأجرة على شكل منصات مملوءة بالنقد. ومنذ سقوط الشاه في عام 1979، تمول إيران الإرهاب، وتدعم الميليشيات الشيعية مثل حزب الله وغيرهم إلى لبنان. والمشكلة الحقيقيّة في المنطقة هي إدخال الميليشيات الإيرانيّة في دول عدة بما يهدّد حلفاء أمريكا على مدى عقود مقبلة. ويلفت وود النظر إلى أنّه بعد التريليونات من الدولارات والتضحية بآلاف الجنود الأمريكيّين، تهدد جميع القوى المناهضة لواشنطن منطقة الشرق الأوسط عبر روسيا، إيران وميليشياتها، وقطر، ويقول وود «القصة في الشرق الأوسط ليست كذلك، الربيع العربي الذي شهد دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين. والقصة هي إدراج هذه الميليشيات الإيرانية المتطرفة من الهلال الخصيب إلى بلاد الشام التي ستهدد حلفاء لأمريكا على مدى عقود قادمة. بعد تضحية تريليون دولار والآلاف من الأرواح الأمريكية في العراق، تظل القوى المعادية للولايات المتحدة التي تهدد الشرق الأوسط هي روسيا وإيران وقطر»، مضيفا «وقد ألحقت قطر ضررا كبيرا بمستقبلنا الاقتصادي من خلال مساعدة وتحريض جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإرهابية وإيران». وقال «في الشمال والغرب، دعمت قطر جماعة الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى السلطة في مصر، كما أدى دعمهم إلى الإطاحة العنيفة بالعقيد الليبي معمر القذافي وانهيار الدولة، ومحاولة الاستيلاء على سوريا وصولا إلى تحطيم تحالفات أمريكا التاريخية وترتيباتها الأمنية. وقد عزز تمويل قطر للمتطرفين في سوريا ضد نظام بشار الأسد المتحالف مع إيران وروسيا. وعندما سقطت قطع الدومينو، في القاهرة، ثم بنغازي، كانت البصمات القطرية في جميع الاضطرابات واضحة جدا.ويتابع وود مقاله فيكتب عن أنّ تمويل قطر للإرهابيين، بما فيهم الفصائل المتطرفة التي قتلت السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، كان بداية تحرّك الدول الخليجية باتجاه قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة. أما الهدف الأساسي بالنسبة لوود فيكمن في وجوب بحث الإدارة الأمريكية عن أحلاف حيوية في الخليج العربي. وبسبب السعي القطري الطويل خلف الآثام، يجب ألّا تكون قطر من بين هؤلاء الذين يجب أن تتحالف واشنطن معهم. إنّ الآثار السلبيّة التي خلّفتها قطر في المنطقة عبر نشر الإرهاب والأذيّة ستطال واشنطن. والدولة الصغيرة الغنيّة التي مارست نفوذاً أكبر من حجمها، تؤذي الأمن الأمريكي وأمن حلفائها من بينهم السعوديّة والإمارات العربيّة المتحدة، ولذلك «على هذا أن يتوقف».
مشاركة :