يُقال إنَّ الفرق بين سلوك الرجل والمرأة عند التسوق يعود لنظرية أقدم وظائف الإنسان على الأرض، عندما اهتم الرجال بالصيد والنساء بجمع الغلال، وهو ما يُفسِّر اقتناص الرجل ما يُريد في السوق بسرعة لوحده، بينما تعشق النساء التبضع الجماعي، بالتقاط كل واحدة منهنَّ أكبر قدر مُمكن من البضائع وجمعها، ثم فرزها والاختيار فيما بينها، هذا أفضل تفسير توصل إليه المراقبون والباحثون في الأمر. كنتُ أعتقد سابقاً أنَّ تذمُّرَ الرجال من مُرافقة زوجاتهم أثناء التبضع في المولات -بدعة سعودية- ومع الأيام اكتشفتُ أنَّها ظاهرة عالمية يعاني منها مُعظم رجال كوكبنا، ولعل فكرة (مان بود) الصينية تُعد أحدث الصيحات في ذلك، والتي تتمثل بتخصيص غُرف صغيرة مُغلقة وشفافة للأزواج الذين يرافقون زوجاتهم أثناء التسوق في بعض المولات الصينية، حيث يتم تزويدها بألعاب فيديو وأفلام يتابعها الزوج بهدوء حتى تتفرَّغ زوجته من التسوق دون أن تتسبَّبَ في إزعاجه أو تضجره من طول مدة التسوق. أكثر من ألف رجل صيني استفادوا من الفكرة التي أُطلقت في يونيو الماضي بهدف التقليل من المشكلات الزوجية الناتجة عن مُرافقة الرجل لزوجته أثناء التسوق، وما يقع من مُشادات وخلافات، لذا وجد الصينيون أنَّ الحل يكمن في هذه الغُرف ذات الجدران الزجاجية المُنتشرة في جنبات السوق، والمعزولة تماماً عن الإزعاج والضوضاء، والمزودة بوسائل الترفيه والتقنية، ليستلقي فيها الزوج أمام شاشة التلفزيون ويستمتع بوقته بهدوء. قبل نحو 8 سنوات حوَّل الألماني (ألكسندر شتين) مطعمه الذي كاد أن يُفلس في أحد المولات، إلى (حضانة للرجال) ليُدِّرَ عليه أرباحاً طائلة، بحيث تأتي الزوجة وتضع زوجها في (حضانة الرجال) مُقابل 10 يورو حتى تعود، تشمل الخدمات المُقدمة الأكل والشرب والألعاب، بهذه الطريقة الآمنة تخلصت المرأة الألمانية من إزعاج زوجها أثناء التسوق، ومثلها فعلت المرأة الأسترالية بتخصيص خدمة (أكس بوكس مان) في بعض مولات سيدني، والتي يُجمع فيها الأزواج لتفريغ طاقاتهم، والتنافس فيما بينهم بالألعاب الإلكترونية، ومشاهدة التلفاز وقراءة الصحف وشرب القهوة المجانية، وهي خدمات ابتدعتها أولاً سلسلة (متاجر شهيرة) من أجل ضمان راحة مُتسوِّقاتها. ما هو حال المرأة السعودية -غداً- نتعرَّف على أفضل النُسخ. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :