هونولولو أول مدينة أميركية رئيسية تمنع المارة من النظر إلى هواتفهم المحمولة أو كتابة الرسائل النصية أو استخدام الأجهزة الرقمية أثناء عبور الطريق. ويهدف هذا الإجراء، الذي سيدخل حيز التنفيذ في هونولولو عاصمة ولاية هاواي الأميركية وأكبر مدنها في أكتوبر المقبل، إلى الحد من الإصابات والوفيات التي تنجم عن “تشتت الانتباه أثناء السير”. وتنصّ الإجراءات الجديدة على غرامات تتراوح بين 15 و35 دولارا للأشخاص الذين يرتكبون مخالفات لأول مرة ويجري ضبطهم وهم ينظرون إلى الأجهزة من بينها الكمبيوتر المحمول أو الكاميرات الرقمية. فيما تُستثنى الاتصالات بخدمات الطوارئ من هذا الحظر. ووقع عمدة مدينة هونولولو كيرك كولدويل الخميس الماضي على مشروع القانون الجديد الذي يحمل اسم “قانون السير دون انتباه” بعدما أقره مجلس المدينة بسبعة أصوات مقابل رفض اثنين. وينص التشريع الجديد على أنه “لا يجوز لأي من المارة عبور الشارع أو الطريق السريع وهم يشاهدون جهازا إلكترونيا”. ويواجه من يكررون ارتكاب المخالفة غرامات تصل إلى 99 دولارا. واعترض بعض سكان المدينة على القانون الجديد واتهموا الحكومة بالمبالغة في فرض الرقابة. وقال كالدويل “لدينا سمعة مؤسفة كمدينة رئيسية تُصاب فيها أعداد من المارة على مفترق الطرقات أكثر تقريبا من أي مدينة أخرى في البلاد (الولايات المتحدة)”، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز. وأضاف “أحيانا أتمنى لو لم تكن هناك قوانين نضطر إلى إصدارها، وأن يسود المنطق السليم، لكننا أحيانا نفتقد المنطق السليم”. والعام الماضي، تم توجيه اللوم جزئيا في الارتفاع الحاد في وفيات المشاة بالولايات المتحدة إلى أولئك الذين يستخدمون هواتفهم الذكية أثناء القيادة أو عبور الطريق.6 آلاف حالة وفاة بين المشاة في عام 2016 وهو أعلى رقم مسجل وتقدر جمعية سلامة الطرق السريعة في الولايات المتحدة أن هناك 6 آلاف حالة وفاة بين المشاة في عام 2016، وهو أعلى رقم منذ أكثر من 20 عاما. وفي السنوات الست الأخيرة، زادت حالات الوفيات بين المشاة بمعدل أربعة أضعاف معدل الوفيات الإجمالية على الطرقات. ويقول التقرير إن هناك عددا من العوامل التي يمكن أن تتسبب في مثل هذه الحالات، بما في ذلك استخدام الهاتف المحمول. وأضاف التقرير قائلا “إن عاملا حديثا يسهم في زيادة وفيات المشاة وهو الاستخدام المتزايد للهواتف الذكية من قبل جميع مستخدمي الطرقات، والتي (الهواتف) يمكن أن تكون مصدرا هاما لإلهاء كل من السائقين والمشاة”. ووصف ريتشارد رتينغ معد الدراسة النتائج بأنها “مفزعة تماما”، مضيفا “من الواضح أن شيئا ما يحدث. هذه ليست الزيادة الوحيدة”. وقال رتينغ إن استخدام البيانات عبر الهواتف المحمولة ارتفع بقوة، إذ شهد عاما 2014 و2015، وهي أحدث فترة تتوافر إحصاءات عنها، تضاعفا في كم البيانات المستخدمة في الولايات المتحدة بينما قفز عدد الرسائل متعددة الوسائط المرسلة بنسبة 45 بالمئة. وقال شارلى كلاور، الباحث بمعهد تكنولوجيا النقل بولاية فرجينيا، إن استبدال الهواتف ذات الأزرار بالهواتف الذكية زاد أيضا من المخاطر. وأضاف “استخدام الهواتف الذكية أصعب كثيرا كثيرا.. قدراتها أكبر بكثير.. إنستغرام، سنابشات، فيسبوك، كل هذه التطبيقات تجعلها خطيرة جدا”. وقالت كارا ماسيك، المتحدثة باسم رابطة السلامة على الطرق، إنه يصعب أيضا ضبط السائقين الذين تشتت تركيزهم بسبب الهواتف المحمولة. وفي حين تحظر 14 ولاية تماما حمل الهواتف المحمولة باليد أثناء القيادة، تمنع 32 ولاية فقط الكتابة على الهواتف، وهو ما يستلزم من شرطة المرور إثبات أن السائقين الذين يتم رصدهم وهم يحملون هواتف أو يستخدمونها لم يكونوا يكتبون عليها. وتفاوتت النتائج بين الولايات في الدراسة، فبينما شهدت 34 ولاية زيادة في وفيات المشاة، تراجعت النسبة في 15 ولاية أخرى، فيما استقرت النسبة في ولايتين. وقالت الجمعية الملكية للوقاية من الحوادث في بريطانيا إنها ترى أيضا أن الهواتف المحمولة تشتت الانتباه بشكل خطير. وقال مدير السلامة على الطرق نك لويد “يتعرض المزيد والمزيد من المراهقين والشباب اليافع للإصابة نتيجة للتشتيت بسبب عبورهم الطريق أثناء استخدام هواتفهم، ويمكن أن يكون ذلك نتيجة لإجراء محادثة أو الاستماع إلى الموسيقى أو كتابة رسائل نصية أو استخدام الإنترنت”. وفي الصين قامت بعض المدن برسم خطوط بيضاء سميكة تفصل بين الأرصفة المخصصة لمدمني الهواتف الذكية وبين الممر العادي وكذلك تم رسم صورة لهاتف محمول مع عبارة مكتوب عليها هاتف بخط واضح للدلالة على ممر مستخدمي الهواتف، بينما تم رسم صورة تشير إلى منع استخدام الهاتف المحمول على الممر العادي. وتأتي هذه الفكرة الذكية بعد تزايد أعداد مدمني الهواتف الذكية بشكل ملحوظ مما أصبح يشكل تهديدا لحياتهم، وبالتالي قدمت هذه الطريقة نوعا من الآمان لمستخدمي الهواتف يمكنهم من تجنب الاصطدام براكبي الدراجات والأشخاص الآخرين.
مشاركة :