أشرف مروان الجاسوس "الملاك" الذي أنقد مصر أم إسرائيل؟

  • 8/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعاد خبر شراء شركة البث "نتفليكس" لحقوق عرض فيلم إسرائيلي عن أشرف مروان الجدل حوله مجدداً. هو المصري الذي وصفته صحيفة الجارديان البريطانية بأعظم جواسيس القرن العشرين وتعتبره إسرائيل عميلها المخلص بينما تقول مصر العكس.   وبحسب خبر نشرته صحيفة هارتس الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي، فإن الفيلم الذي سيخرجه الإسرائيلي "إريل فرومين" لا يزال في مرحلة الإنتاج، ومن المتوقع أن يصبح جاهزاً للعرض في أغسطس من العام المقبل. ويعتمد الفيلم على كتاب "الملاك" الذي ألفه "يوري بار جوزيف" وحمل عنواناً فرعياً هو "الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل". من هو مروان؟ ولد مروان في عام 1944 لأب كان ضابطاً بالجيش، وتزوج إبنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. توفي يوم الأربعاء 27 يونيو من العام 2007 بعد أن سقط من شرفة منزله في لندن، ولم يُعرف حتى الآن "رسمياً" إذا كان موته قتلاً أم انتحاراً. إلا أن وفاته تسببت بجدل عالمي بسبب دوره في عالمي الجاسوسية والأعمال على حد سواء، إذ يعتقد أنه كان عميلاً مزدوجاً لمصر وإسرائيل خلال فترة ما قبل حرب عام 1973. وقد رفضت منى عبد الناصر زوجة أشرف مروان وإبنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر التعليق على خبر إنتاج إسرائيل الفيلم عن زوجها، وقالت في اتصال هاتفي مع رصيف22: "زوجي كان يعمل لصالح بلاده مصر، وكل ما تردده إسرائيل عنه مجرد هراء". كان آخر ظهور لمنى عبد الناصر في شهر مارس الماضي في حفل زفاف نجلها أحمد أشرف مروان، في منزلها في منطقة القطامية، أحد أحياء القاهرة الجديدة. وقد قالت للجارديان قبل سبع سنوات إنها واثقة من أن زوجها تم دفعه عنوة من شرفة منزله في لندن، واتهمت الموساد الإسرائيلي بقتله. وأضافت أنه في الأيام التي سبقت وفاته كان يقول لها إن حياته في خطر، وإنهم -عائلته- اكتشفوا أن مخطوطة مذكراته التي كان من المتوقع أن تحمل أسرار وكالات استخبارات في الشرق الأوسط اختفت من منزله. وتتكون هذه المذكرات من ثلاثة أجزاء، يبلغ كل منها 200 صفحة، بالإضافة إلى شرائط كاسيت مرتبطة بالمذكرات، وقد اختفت كلها من شقته يوم وفاته.أقوال جاهزة شاركغرد"زوجي كان يعمل لصالح بلاده مصر، وكل ما تردده إسرائيل عنه مجرد هراء"... شاركغردالمصري الذي وصفته الجارديان بأعظم جواسيس القرن الـ20 وتعتبره إسرائيل عميلها المخلص وتقول مصر العكس وقد أكدت ناصر مراراً أن زوجها كان يعمل لمصلحة مصر، وأنه كان يغذي إسرائيل بمعلومات كاذبة. "كان زوجي بطلاً يخدم مصر، وينفذ التعليمات المطلوبة منه"، بحسب ما نقلته الجارديان عنها. حفل زواح أشرف مروان ومنى جمال عبد الناصرعميل خدع إسرائيل؟ يستبعد الباحث السياسي محمد حامد أن يكون أشرف مروان عميلاً عمل فقط لمصلحة الموساد، مؤكداً أن عبد الناصر كان يثق به لدرجة أنه زوّجه ابنته، لذلك من الصعب اتهامه بأنه عميل للدولة العبرية على حد تعبير حامد. ويضيف الباحث السياسي لرصيف22 أن المؤكد هو أنه كان عميلاً مزدوجاً وضلل إسرائيل أكثر من إفادتها، وهو ما أكدته وثائق مخابراتية مصرية. "إنتاج فيلم عنه مجرد محاولة إسرائيلية جديدة لتشويه صورة رجل مخابرات مصري وطني باعتراف الرئيس الأسبق حسني مبارك"، يقول حامد. يتفق مع هذا الرأي، الباحث السياسي محمد تهامي معتبراً أن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك أناب ابنه عنه لحضور جنازة مروان، وهو ما يعني من وجهة نظر تهامي أن مصر ترفض الرواية الإسرائيلية. "الفيلم الذي ستنتجه إسرائيل ليس المحاولة الأولى لتشويه الحقائق"م يقول تهامي ويضيف أن "إسرائيل أصدرت من قبل أكثر من كتاب والمئات من التقارير الصحفية التي تؤكد أن مروان كان جاسوساً لديها ينقل لها أخبار مصر والعالم العربي".هل الرواية الإسرائيلية هي الأكثر دقة؟ يقول أستاذ للعلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لرصيف22 إن الرواية الإسرائيلية حول دور أشرف مروان قد تكون هي الأكثر دقة. بحسب الأستاذ الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن المعلومات التي صدرت من إسرائيل عن دور مروان كتبها باحثون مهمون والكثير من ضباط الموساد السابقين وهو ما يعطيها مصداقية. ويبرر أستاذ العلوم السياسية الرواية المصرية بأنها لم تعتمد على دلائل ولا شهادات بل على رواية غير موثقة للمخابرات المصرية. "طبيعي أن تتحدث مصر عن دور وطني لمروان، فكيف ستبرر خداعه للبلد وهو الذي كان مقرباً من جمال عبد الناصر والسادات وشغل وظائف مهمة في مصر قبل سفره إلى لندن. الرواية الإسرائيلية ستظهر المخابرات المصرية بلهاء"، يقول أستاذ العلوم السياسية. ونقلت الجارديان عن رئيس الموساد السابق، تسفي زامير، قوله إن مروان تجسس بإخلاص للإسرائيليين بسبب عشقه للمال ولطموحه الذي يصل لدرجة الغرور على حد تعبيره. وأظهر زامير حزنه على موت مروان معتبراً أنه يلوم نفسه كثيراً لانه كان يمكن أن يحميه بشكل أفضل.حين كان رئيساً للهيئة العربية للتصنيع وتوصل رصيف22 إلى مصدر خاص طلب عدم ذكر اسمه عمل لسنوات فى منصب مهم بمصنع الطائرات بمنطقة حلوان في الوقت الذي كان فيه أشرف مروان رئيساً للهيئة العربية للتصنيع. وأكد المصدر أن علاقته بمروان كانت قوية وقتها، وأنه حصل على دعم عربي كبير للهيئة، وكان يطبق نظام عمل صارم. وترأس مروان الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979. "لو سرق أحد العمال مفكاً أو صامولة من المصانع كان يفصل فوراً، كان الجميع يعلم أن مروان نموذج للمسؤول الوطني الشريف"، يقول المصدر لرصيف22. ويضيف: "كانت لافتة ممنوع التدخين في كل مكان، وكان يتم فصل أي موظف يقوم بالتدخين داخل المصانع، كان حازماً بشكل مبالغ فيه وكان الجميع يتحدثون عنه كمسؤول مجتهد". "نجح مروان في بناء مستشفى على أعلى مستوى للعاملين بالهيئة وأصبحت أجورنا وقتها هي الأعلى في الدولة كلها، وكان لديه خطة ترمي إلى أن يحصل العاملون على رواتبهم بالدولار، لكن ذلك لم يحدث". "خلال السنوات التي أمضيتها مع مروان ظهر لي كشخص وطني واستبعد أن يكون جاسوساً، كان يتحدث دائماً عن عظمة مصر وأهميتها"، يقول المصدر.من قتل أشرف مروان؟ وفي العام 2015 حاول تحقيق للجارديان أن يجيب عن السؤال المهم: هل قفز مروان من الشرفة أم دفع منها عنوة؟ وتحدث التحقيق عن أن الطب الشرعي عثر على أثار لمضادات الاكتئاب في دماء مروان. وقال طبيب مروان في تقرير رسمي إن الرجل كان تحت ضغط كبير وخسر 10 كيلوجرامات من وزنه خلال شهرين، لكن رغم ذلك يؤكد تحقيق الجارديان أن مروان بالتأكيد لم ينتحر، لأنه كان يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة مساء اليوم نفسه الذي مات فيه بهدف مقابلة محاميه. ويؤكد التحقيق أن مروان اشترى قبل موته بأيام قليلة جهازاً حديثاً لألعاب الفيديو لحفيده في عيد ميلاده، وخطط مع زوجته لرحلة. ونقلت الجارديان عن قاضي التحقيق وليام دولمان بعد انتهاء التحقيقات في 2010 دون الوصول إلى نتيجة قوله إنه ليس هناك دلائل من أي نوع على اضطراب نفسي أو ذهني أو نية للانتحار لدى مروان. كما نقلت عن باحث لم تذكر اسمه أن مروان عمل خلال سنوات عدة لمصلحة الاستخبارات المصرية، والإسرائيلية، والإيطالية، والأمريكية، والبريطانية. وتشير الجارديان لمعلومة مهمة هي أن مروان هو ثالث مصري يعيش في لندن ويموت في ظروف مشابهة. ففي يونيو من عام 2001 سقطت الممثلة سعاد حسني من شرفتها بعد أن تواصلت مع ناشر وعرضت عليه نشر مذكراتها. وفي أغسطس من عام 1973 سقط قائد الحرس الجمهوري السابق للرئيس السادات الليثي ناصف، من شرفته وكان أيضاً يكتب مذكراته. وكما يبين تحقيق الجارديان فأن الثلاثة مصريين كانوا على علاقة بالمخابرات المصرية. يعلق أستاذ العلوم السياسية الذي طلب عدم ذكر اسمه لرصيف22 على تحقيق الجارديان "التحقيق يتهم بشكل مباشر المخابرات المصرية بقتل كل من يوجد شك أنه سيفضحها عن طريق كتابة مذكراته، قد يكون قتل أشرف مروان بسبب انتقام المخابرات المصرية منه بسبب تأكدهم من عمله لمصلحة إسرائيل".اقرأ أيضاًأبرز عملاء الموساد العربمن المخابرات المصرية إلى حزب الله... قائمة بأشهر جواسيس العرب داخل إسرائيلالجاسوس المصري في إسرائيل رأفت الهجان، بطل قومي أم عميل مزدوج؟"السوشال ميديا" كنز المعلومات الجديد للموساد الإسرائيلي مصطفى فتحي صحافي مصري حاصل على الماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الاعلام في جامعة القاهرة، و"المركز الدولي للصحافيين" في واشنطن. يعمل حاليًا مدير تحرير لموقع "كايرو 360"، ويكتب لصحيفة "السفير" و"شبكة الصحافيين الدوليين" كلمات مفتاحية إسرائىل مصر التعليقات

مشاركة :