تقرير أمريكي يتهم المسؤولين الأفغان بغض النظر عن انتهاكات جنسية بحق الأطفال

  • 8/1/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قدمت هيئة رقابية حكومية أمريكية تقريرا سريا للكونغرس بشأن اتهامات تتعلق بالاستغلال الجنسي للأطفال من قبل عناصر قوات الأمن الأفغانية، وكيف تعاملت السلطات الأمريكية المعنية إزاء هذه الحالات. وأشار مكتب المدقق العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان المعروف باسم «سيغار»، الذي أعلن الثلاثاء، أنه أرسل النتائج السرية التي كشفها تحقيقه إلى المشرعين الأمريكيين، أن المسؤولين الأفغان فشلوا في منع الاستغلال الجنسي. ويركز الملف على العادة المتأصلة المعروفة في أفغانستان باسم «باشا بازي» أو «لعب الغلمان»، وما إذا كانت الولايات المتحدة تتغاضى عنها. وأفاد «سيغار» في منشور فصلي يكشف عن الخطوط العريضة للتقرير المقدم إلى الكونغرس، أن «المسؤولين الأفغان لا يزالون متواطئين، خاصة فيما يتعلق بالاستغلال الجنسي وتجنيد الأطفال من قبل قوات الأمن الأفغانية». وأشار إلى أن الحكومة الأفغانية فشلت في التعرف على الضحايا ومساعدتهم. وفي بعض الحالات، اعتقلت سلطات البلاد الضحايا ولاحقتهم كما لو أنهم ارتكبوا جرما. وأفاد «سيغار»، أن «جهود حماية الضحايا لا تزال غير كافية حيث أن جميع ملاجئ ضحايا المتاجرة بالأطفال، باستثناء واحد فقط، بقيت مقفلة خلال فترة إعداد التقرير». وتحظر نظم أمريكية تعرف باسم «قوانين ليهي»، على وزارتي الدفاع والخارجية، تقديم المساعدة لأية وحدة في قوات الأمن التابعة لبلد أجنبي في حال وجود معلومات موثقة بأنها ارتكبت انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان. وتقدم قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة التدريب والمعدات وغيرها من أشكال المساعدة لقوات الأمن الأفغانية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أدام ستومبن إن وزارة الخارجية والبنتاجون، تقومان بمراجعة مشتركة لاتهام قوات الأمن الأفغانية بارتكاب إساءات لكل حالة على حدة. وأضاف ستومب، أن «اغتصاب الأطفال أمر فظيع دائما، ويشكل بكل تأكيد انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان. إلا أن كل حالة تتطلب مراجعة واقعية وقانونية لتحديد ما إذا كانت هناك مزاعم صادقة بارتكاب انتهاك جسيم لحقوق الإنسان بموجب قوانين ليهي». وأكد، أن البنتاجون «لا يوافق على عادة الباشا بازي، المقلقة للغاية في أفغانستان، وليس لديه سياسة توجه القوات الأمريكية بتجاهل انتهاكات أو إساءات لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى أنه يتعين على القوات الأمريكية الإبلاغ عن الانتهاكات. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومة الأفغانية.إفلات من العقاب .. لا تعتبر ممارسة «باشا بازي»، شكلا من أشكال المثلية في أفغانستان، حيث الفصل بين الذكور والإناث يفرض بشكل حازم. بل على العكس، فإن امتلاك صبية صغار متبرجين كنساء يرمز إلى السلطة والمكانة الرفيعة. ودعا الرئيس أشرف غني، للمرة الأولى هذه السنة إلى فرض عقوبات صارمة على ممارسي «باشا بازي» عبر إدخال تعديل على قانون العقوبات، لكن الحكومة لم تحدد موعدا لتطبيقه. وأُقر التعديل بعدما كشفت وكالة «فرانس برس» العام الماضي عن استغلال حركة طالبان «باشا بازي»، للتغلغل في صفوف قوات الأمن الأفغانية. وفصّل تقرير «فرانس برس»، طريقة استخدام مقاتلي طالبان للأطفال لشن هجمات من الداخل، أسفرت عن مقتل مئات عناصر الشرطة في جنوب أفغانستان على مدى العامين الماضيين.طريق مسدود .. أفاد «سيغار»، أنه طلب من وزارة الدفاع الأمريكية إزالة السرية عن تقريره الذي أنجز في وقت تخوض قوات الأمن الأفغانية حربا ضارية ضد طالبان، ووسط إفادات مسؤولين في الجيش الأمريكي أن الوضع وصل إلى طريق مسدود. ويشير التقرير إلى سلسلة من مواضع القصور في أسلوب إدارة الحكومة الأفغانية وطريقة إشراف الولايات المتحدة عليها، بينما كانت عدة تقارير سابقة أشارت إلى سوء إدارة مليارات الدولارات التي خصصتها واشنطن لإعادة الإعمار. ووجد التقرير أن استهداف قوات الأمن الأفغانية استمر بمعدلات مرتفعة بين بداية العام الحالي، والثامن من مايو/ أيار، حيث قتل 2531 منهم وأصيب 4238 بجروح. وتكمل هذه الحصيلة الاتجاه الدامي الذي بدأ منذ عام 2015، عندما تسلم الأفغان مهمة حفظ الأمن في البلاد من حلف شمال الأطلسي. وتعني الإحصائيات أن عدد الضحايا في صفوف قوات الأمن الأفغانية قد يتساوى مع الرقم الذي تم تسجيله العام الماضي عندما قتل 6785 عنصرا. وبعد ستة أشهر في منصبه، لم يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن كان ينوي إرسال المزيد من الجنود إلى أفغانستان من أجل قلب المعادلة مع طالبان. وفي إشارات إضافية إلى استمرار الطريق المسدود، لا تزال الحكومة الأفغانية تسيطر على 59,7 بالمئة من أراضي البلاد، وهي نفس النسبة التي سيطرت عليها خلال الربع الأول من العام الحالي.

مشاركة :