اعتقلت أجهزة الاستخبارات الموالية للنظام الاشتراكي التشافي في فنزويلا أبرز قياديَّين معارضَين، غداة انتخاب "من طرف واحد" لجمعية تأسيسية يريد لها الرئيس أن تحل محل البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة، وأن تكتب دستورا جديدا يعزز صلاحياته. واقتاد عناصر من الاستخبارات ليوبولدو لوبيز وانطونيو ليديزما الخاضعين للإقامة الجبرية، وحملت عائلاتهما الرئيس الفنزويلي الشعبوي نيكولاس مادورو المسؤولية عن سلامتهما. ونشرت ليليان تينتوري، زوجة لوبيز، شريط فيديو يظهر فيه أربعة عناصر بزي الشرطة إلى جانب ثلاثة أشخاص بلباس مدني وهم يزجون بلوبيز في سيارة تابعة لجهاز الاستخبارات المعروف باسم "سبين". ونشرت المعارضة ووسائل إعلام صورا التقطت بهواتف محمولة تظهر لحظة إخراج ليديزما من منزله بالقوة وهو لا يزال بملابس النوم. ومن ناحيته، رأى النائب المعارض فريدي غيفارا أن الاعتقالات تهدف إلى "إخافتنا والنيل من عزيمتنا". ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني بالاعتقالات التي وصفتها بأنها "خطوة في الاتجاه الخاطئ. ننتظر الحصول على المزيد من المعلومات من السلطات الفنزويلية بشأن وضعهما الذي لا يزال غير واضح". وخلفت أربعة أشهر من التظاهرات الشعبية ضد مادورو 120 قتيلا، بينهم عشرة أشخاص قتلوا خلال نهاية الأسبوع. وخرجت المعارضة اليوم في مسيرة ضخمة مع بدء الجمعية التأسيسية، المكونة فقط من أعضاء حزب مادورو الاشتراكي، عملها. وأمس ، فرضت الولايات المتحدة عقوبات شخصية على مادورو على خلفية الانتخابات، ووصفته بـ"الديكتاتور" في حين رفض الرئيس الانصياع لما اعتبر أنها "أوامر الامبريالية"، قائلا: "أنا مستهدف بعقوبات لأنني لا أنصاع لأوامر حكومات أجنبية". وهتف مادورو أمام حشد من أنصاره: "أنا لا أتلقى أوامر من الإمبراطورية. احتفظ بعقوباتك يا دونالد ترامب". وأضاف لأنصاره: "في الولايات المتحدة يمكن أن تصبح رئيسا بثلاثة ملايين صوت أقل من منافسك. يا لها من ديمقراطية هائلة!". وانضمت كولومبيا والمكسيك والبيرو وغيرها من الدول إلى الولايات المتحدة برفضها نتائج الانتخابات التي جرت الأحد الماضي. وبدورها، نددت المدعية العامة في فنزويلا لويزا اورتيغا، التي باتت أحد أبرز وجوه المعارضة، الاثنين بالطموح الديكتاتوري لمادورو، رافضة الاعتراف بالجمعية.
مشاركة :