أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أن قطر ملتزمة بتعهداتها في إطار مذكرة التفاهم، التي وقعتها معه حول مكافحة الإرهاب وتمويله.وقال تيلرسون، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء: "إننا نشعر بقلق كبير من هذا الخلاف، لأننا نعتقد أنه يزعزع استقرار منطقة الخليج ويقوض وحدة جهود مكافحة الإرهاب والوحدة في مجلس التعاون الخليجي، الذي نعتبر أنه يقوم بدور مهم في دعم الاستقرار هناك".وشدد تيلرسون على أن المسؤولين الأمريكيين يقومون، منذ اندلاع الأزمة، بعمل مشترك مع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي تحمل دور الوساطة في تسوية هذا التوتر، واصفا جهوده بالمفيدة.كما أضاف تيلرسون أنه يجري يوميا اتصالات هاتفية مع أطراف الأزمة، وأشار إلى أن كلا منها لا يريد حتى التحدث مع الآخر، مؤكدا في هذا السياق "ضرورة جلوسها حول طاولة المفاوضات".وأعاد وزير الخارجية الأمريكي إلى الأذهان أنه قام بجولة إلى دول منطقة الخليج، خلال شهر يوليو/تموز، لافتا إلى أنه جرى خلالها التوقيع على مذكرة تفاهم مع وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله والتصدي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة.وشدد تيلرسون على أن قطر تطبق التزاماتها، التي تحملتها في إطار هذا الاتفاق، معتبرا أن هذا الأمر سيسهم في بناء ثقة متبادلة بين دول الخليج.كما ذكر تيلرسون عن إيفاد مساعده، تيم لينديركين، والجنرال المتقاعد، أنتوني زيني، إلى منطقة الخليج، لـ"مواصلة الضغط" على أطراف الأزمة الخليجية على الأرض.يذكر أن منطقة الخليج تشهد حاليا توترا داخليا كبيرا على خلفية إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، صباح يوم 05/06/2017، عن قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع هذه البلاد.واتهمت هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، لكن قطر نفت بشدة هذه الاتهامات، مؤكدة أن "هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".و تلتزم الولايات المتحدة علنيا بموقف متضارب إزاء هذه الأزمة، حيث قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أول تعليق له على التوتر الحالي في منطقة الخليج، إن "جميع إشارات تمويل التطرف، كما تبين خلال القمة الأمريكية العربية الإسلامية في الرياض، تدل على قطر"، بينما يتجنب المسؤولون الآخرون في إدارته من الإدلاء بمثل هذه التصريحات، داعين إلى منع تصعيد الوضع الراهن وتسوية النزاع في أقرب وقت ممكن.وشدد وزير الخارجية الأمريكي، في وقت سابق، على ضرورة أن تكون قائمة المطالب، التي تطرحها دول الحصار أمام قطر، "معقولة وقابلة للتنفيذ"، داعيا إلى حل الأزمة عبر حوار داخلي.
مشاركة :