الشباب عماد المستقبل للوطن والبيئة

  • 8/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفل الأمم المتحدة في الثاني عشر من أغسطس من كل عام بيوم الشباب الدولي، حيث أقرت المنظمة العالمية في 17 ديسمبر 1999 قرارها (54/120) أن 12 أغسطس سيعلن يوماً دولياً للشباب، عملاً بالتوصية التي قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب (لشبونة، 8 - 12 أغسطس 1998). وجاء اعتماد هذا القرار بعد عشر سنوات من احتفال الأمم المتحدة في عام 1985 بالسنة الأولى للشباب. وبموجب هذا القرار تم إقرار برنامج العمل العالمي للشباب، والذي أعادت الأمم المتحدة تأكيده في الأعوام 2000 و 2007 بموجب قرارها المرقم 126/62 والمؤرخ في 18 ديسمبر 2007. فوضعت بذلك إطاراً للسياسات ومبادئ توجيهية من أجل اتخاذ الإجراءات الوطنية، وتوفير سبل الدعم الدولي لتحسين حالة الشباب.ويضم برنامج العمل العالمي للشباب المجالات الخمسة عشر ذات الأولوية وهي: التعليم والتشغيل والجوع والفقر والصحة والبيئة وتعاطي المخدرات وجنوح الأحداث وأنشطة شغل الفراغ، والفتيات والشابات والمشاركة والعولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفيروس نقص المناعة البشرية«الإيدز» والشباب والنزاع والعلاقات بين الأجيال.ويلعب برنامج الأمم المتحدة للشباب دوراً تنسيقياً فيما يتصل بقضايا الشباب وليس لديه سلطة فرض الأولويات على أية دولة، ولهذا فإن الأولويات هنا تفتقد روح الفعل المؤثر في هذه الشريحة المهمة من المجتمع، وفي توجيه سياسات الحكومات بالاتجاه الذي يؤكد أن الشباب هم قادة المستقبل. والدلائل كثيرة في هذا المجال. ولهذا لم تكتفِ بعض الحكومات في تبني التوصيات والقرارات الخاصة بالشباب، بل اتخذت قرارات ووضعت خططاً لتمكين الشباب في كل مجالات الأولويات المذكورة سابقاً واستطاع هؤلاء الشباب إثبات قدراتهم وأهمية دورهم في قيادة الدولة وكل مرافق الحياة فيها، لهذا نجد مثلاً أن هناك العديد من الشباب استطاعوا اكتساح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والفوز بثقة الناخبين، بعدما يئس (الناخبون) من كبار السياسيين الذين انتشر فيهم وباء الكسل أو الفساد.واحتفلت الأمم المتحدة باليوم الدولي للشباب في العام 2016 تحت شعار«القضاء على الفقر وتحقيق الاستهلاك والإنتاج المستدامين»، أما شعار احتفال هذا العام 2017 في مقر الأمم المتحدة فهو»جوانب التنمية الاجتماعية للشباب والسلام والأمن، باعتبار أن هذه المسائل تمثل النهج والتحديات التي تواجه المشاركة الاجتماعية، من أجل تعزيز وصون السلم والأمن».في الوطن العربي كان للشباب دور كبير في التحرر والانعتاق من الهيمنة الاستعمارية في بدايات القرن الماضي وبعد سقوط الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى. استمر دور الشباب في تبني القضايا السياسية وتحرير المجتمع والنهضة الاقتصادية والتنموية، ولكن الهجمات التي توالت على البلدان العربية أدت إلى انكسار عزيمة الشباب على مواصلة المسير، وظل الأمل يحدو هذه الشريحة في المستقبل الذي لا بد من أن يكون أكثر إشراقاً، وبالفعل بدأ هذا الأمل من خلال الخطوات الكبيرة التي اتخذتها قيادة الإمارات لتمكين الشباب، واليوم يتمتع الشباب بفرصة كبيرة تتيحها القيادة الرشيدة من خلال مجالس الشباب والتطوير الفكري والمهني والقيادي والتقني، الذي تحرص الحكومة على أن يكون منهجاً دائماً اليوم وللمستقبل. لأن هذا المنهج هو الوحيد القادر على خلق جيل تطمئن الدولة والشعب إلى أن ما تحقق من منجزات لن يذهب هدراً، بل سيكون متنامياً ومستداماً.فما هو المطلوب بالمقابل من شباب الوطن والشباب العربي عموماً؟ إن المجالات الخمسة عشر لبرنامج العمل العالمي للشباب الذي اعتمدته الأمم المتحدة، يمكن اعتباره الإطار العام الذي من خلاله يعمل الشباب عليه ويترجمونه كسلوك وتربية وتوعية، وجزء من العمل التطوعي المجتمعي العام. وبهذا نحصل على أفضليتين، أولاهما أننا نلتزم ما أقره المجتمع الدولي، وثانيتهما أن نعكس الصورة المشرفة لدور الشباب القيادي، بعكس ما تنشره وسائل الإعلام الخبيثة من تشويه لصور الشباب وأنشطتهم.إن العمل من أجل جعل الوطن في المقدمة عالمياً لا يمكن أن يكون في التطور العمراني والتنموي والتقني فقط، بل أن يكون للبيئة نصيب أكبر ومعاييرها هي الأهم، لأن التنمية ستظل منقوصة وآنية ولا تحفظ حقوق أجيال المستقبل. والشباب هم المعنيون بذلك لأنهم حماة الوطن.إن التفاعل بين الشباب في دول الخليج والوطن العربي هو الأمل في أن نحافظ على مكانتنا بين الأمم، ونقول للعالم إن شباب الأمة هم مفتاح تقدم البشرية في العالم. وبالطبع هذه مسؤولية كبيرة تقع على الشباب العربي، وهم اليوم لهم من تجربة الإمارات مثال يحتذى به ويؤكد إمكانية تحقيق ذلك.كل عام وشباب العالم بألف خير. * د. داود حسن كاظم خبير بيئي وزراعيdaoudkadhim@yahoo.co.nz

مشاركة :