أبوظبي:علي أسعد أكد محمد نصر عابدين، الرئيس التنفيذي ل«بنك الاتحاد الوطني» على قوة وصلابة القطاع المصرفي في الدولة وقدرته على مواجهة التحديات والوفاء بمتطلبات (بازل 3) مع بداية 2019. وقال عابدين إن القطاع المصرفي لديه أصول جيدة تتجاوز 2.65 تريليون درهم وقاعدة رأسمال تبلغ 347 مليار درهم، وملاءة مالية تصل إلى 18.6% وهي أعلى من متطلبات البنك المركزي ولجنة «بازل». وتوقع عابدين أن يواصل القطاع المصرفي نموه وأداءه الجيد هذا العام، وقال إنه رغم التباطؤ الاقتصادي وتوتر العامل الجيوسياسي إقليمياً وعالمياً، إلا أن البنوك في الدولة حققت خلال النصف الأول من العام نمواً في الأرباح بنسبة 5% لتصل إلى 19 مليار درهم، معرباً عن اعتقاده بأن أرباح البنوك مرشحة للنمو مع نهاية العام الحالي بنسبة تتراوح ما بين 5% 10%.وقال في حوار مع «الخليج» إنه رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم، إلا أن «بنك الاتحاد» حقق نتائج جيدة خلال النصف الأول من العام الحالي، فقد أظهرت مؤشرات الأداء نمواً في الأرباح التشغيلية بنسبة 7% لتصل إلى 1.238 مليار درهم، وارتفع صافي الأرباح 4% إلى 958 مليار درهم. وأكد على جودة أصول البنك وملاءته المالية، وقال إن كفاءة رأس المال تصل إلى 19.8%. وفيما يلي نص الحوار: كيف تقيم أداء بنك الاتحاد الوطني خلال النصف الأول؟- رغم تحديات التباطؤ الاقتصادي والتوترات الجيوسياسة التي يشهدها المسرح الإقليمي والعالمي، إلا أن البنك حقق نتائج جيدة ومرضية خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث أظهرت مؤشرات الأداء نمواً في الأرباح التشغيلية بنسبة 7% لتصل إلى 1.238 مليار درهم، وارتفع صافي محفظة القروض 3% منذ بداية العام الحالي ليصل إلى 72 مليار درهم مع نهاية يونيو/حزيران 2017، واستقر إجمالي أصول البنك ليسجل 102.6 مليار درهم. ولدى البنك ودائع مستقطبة من العملاء يصل حجمها إلى 73 مليار درهم.سيولة كافيةوحافظ البنك على مستوى سيولة كافية، حيث وصلت نسبة القروض إلى الودائع 98.7%، في حين بلغت نسبة القروض والسلفيات إلى الأموال المستقرة 84%مع نهاية يونيو الماضي. وخلال الفترة واصلت إدارة البنك بفاعلية وكفاءة إدارة المصروفات، وبلغ معدل المصروفات إلى الإيرادات 32%، كما حافظنا على جودة أصول البنك، واستقر مؤشر جودة الأصول «نسبة القروض المصنفة إلى إجمالي القروض والسلفيات»، حيث وصلت هذه النسبة إلى 3.9%، وتمت تغطية القروض المصنفة بنسبة 95.8%، ولذا فإن المركز المالي للبنك والمجموعة هو مركز مالي قوي، ويؤكد ذلك نسبة كفاية رأس المال للشق الثاني التي وصلت إلى 19.8%، فيما وصلت كفاية رأسمال للشق الأول إلى 18.6% وهي أعلى بكثير من متطلبات البنك المركزي ولجنة بازل الدولية. والنتيجة أن البنك حقق نمواً في الأرباح الصافية خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 4% لتصل إلى 958 مليون درهم.مسؤوليات القطاع المصرفيمن خلال نتائج البنوك الوطنية خلال النصف الأول يبدو أن النمو في مصدر الدخل من غير الفوائد كان أعلى بكثير لدى بعض هذه البنوك من نمو الدخل من الفوائد.. هل هذا صحيح وهل ينطبق الأمر على بنك الاتحاد الوطني؟- نعم هذا الأمر صحيح، فالقطاع المصرفي قطاع أعمال، ولديه مسؤوليات تجاه المجتمع يقوم بها أيضاً بصورة جيدة، وهذا القطاع كأي قطاع أعمال يسعى لتنويع مصادر دخله، ولا بأس أن ينمو الدخل من غير الفوائد بنسبة أكبر من الدخل من الفوائد، خاصة إذا علمنا أن البنك المركزي رفع أسعار الفائدة على شهادات الإيداع مرتين بمقدار ربع نقطة كل مرة خلال النصف الأول من العام الحالي، ونحن في البنك حققنا نمواً من الدخل من غير الفوائد بنسبة 22% خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في حين ارتفع صافي دخل البنك من الفوائد والتمويل الإسلامي بنسبة 4%.تعزيز المحفظة الاستثماريةوهنا لابد من الملاحظة أن البنك عزز من محفظته الاستثمارية خلال النصف الأول من هذا العام والتي تدخل إيراداتها في مصدر الدخل من غير الفوائد، فخلال النصف الأول من العام زادت محفظة الاستثمار لدينا 4% لتصل إلى 16.5 مليار درهم نهاية يونيو 2017 مقارنة مع 15.8 مليار درهم نهاية ديسمبر/كانون الأول 2016. ورغم أن نسبة نمو الدخل من غير الفوائد أعلى من نسبة النمو من الدخل من الفوائد، إلا أن الدخل من الفوائد هو الأساس وهو الحجم الأكبر لدى بنك الاتحاد والبنوك بشكل عام، فقد وصل صافي الدخل من الفوائد لدى بنك الاتحاد الوطني 1.305 مليار درهم خلال النصف الأول من هذا العام، بينما الدخل من غير الفوائد وصل خلال نفس الفترة إلى 421 مليون درهم وتشكل ما نسبته 23% من الإيرادات التشغيلية التي تضم صافي الدخل من الفوائد والدخل من غير الفوائد.النتائج النصفيةكيف ترون أداء البنك والمجموعة مع نهاية العام الحالي؟- نحن متفائلون بأداء أفضل ومواصلة البنوك مسيرة النمو وتحقيق مزيد من الأرباح مع نهاية العام بما يلبي طموحات المساهمين، ولو نظرنا إلى نتائج الربع الثاني من العام الحالي نجد أن البنك حقق نمواً في الأرباح الصافية 7% مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي، وزادت بنسبة 12% مقارنة مع الربع الأول من هذا العام لتصل إلى 506 ملايين درهم، وخلال النصف الأول من هذا العام ارتفعت أرباح البنك في مصر 70%، وهذا مؤشر على تنامي أعمال البنك والمجموعة في ظل سياستنا المتحفظة في هذه الظروف والقائمة على زيادة حجم الأعمال بشكل انتقائي، ونحن مستمرون في هذه السياسة التي ضمنت لنا نتائج قوية متوافقة مع خططنا، فقد زادت أعمال البنك والمجموعة في ظل الإدارة الفعالة للمخاطر والمصروفات، وبذلك فقد ازداد الوضع المالي للمجموعة صلابة والذي انعكس على النتائج المالية والتصنيفات الائتمانية القوية من 3 وكالات تصنيف ائتمانية عالمية. لذا فإن البنك سيواصل أداءه الجيد هذا العام ومرشح أن يحقق نمواً في الأرباح بنسبة تتجاوز 5%.أداء قوي للبنكإذا انتقلنا إلى القطاع المصرفي في الدولة كيف ترون أداء هذا القطاع العام الحالي؟- القطاع المصرفي في الدولة يعد من أكثر القطاعات المصرفية قوة وصلابة في المنطقة، حيث ارتفعت أصول البنوك بنسبة 1.55% خلال النصف الأول من العام الحالي لتصل إلى 2.654 تريليون درهم نهاية يونيو الماضي، وفقاً لآخر البيانات المصرفية لشهر يونيو الماضي، كما أن هذا القطاع مازال يواصل تقديم التسهيلات الائتمانية لمختلف القطاعات الاقتصادية، وزادت المحفظة الائتمانية 1% لتصل إلى 1.591 تريليون درهم، فيما ارتفعت ودائع العملاء لدى البنوك 1.66% لتصل إلى 1.589 تريليون درهم.ويستند القطاع المصرفي إلى قاعدة رأسمال تصل إلى 347 مليار درهم، وكفاية رأسمال تصل إلى 18.6% وهي أعلى من متطلبات البنك المركزي ولجنة بازل الدولية.قطاع مصرفي صلبوأعتقد أن هذه الأرقام تشير بوضوح إلى قطاع مصرفي صلب وقادر على مواجهة التحديات. وقد انعكست هذه الأرقام على أداء جيد للبنوك نظراً لصلابة وتنوع الاقتصاد الوطني. فإذا نظرنا إلى نتائج البنوك الوطنية التي أصدرت نتائجها للنصف الأول من العام الحالي نجد أنها حققت نمواً في أرباحها الصافية بنسبة 5% لتصل إلى 19 مليار درهم. وجاءت هذه النتائج التي نعتبرها جيدة في ظروف صعبة تتمثل في التباطؤ الاقتصادي وتوتر العامل الجيوسياسي إقليمياً وعالمياً.نفي الاندماجإلى أي مدى الحديث عن اندماجات بنوك جديدة محتملة في القطاع المصرفي خاصة الحديث عن إمكانية اندماج بنك الاتحاد الوطني مع بنك آخر؟- أؤكد لكم أن الحديث الذي جرى عن اندماج بنك الاتحاد الوطني مع بنك آخر هو مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة ولا يوجد حالياً لدى البنك قرار أو توجه لهذا الاندماج مع بنوك أخرى.تصنيفات عالميةأوضح محمد نصر عابدين، الرئيس التنفيذي ل«بنك الاتحاد الوطني»، أن كلاً من وكالة «فيتش» ووكالة «موديز» ووكالة «إنتلجنس» قامت خلال النصف الأول من العام الحالي بتأكيد تقييمات البنك، فقد أكدت «موديز» تصنيف البنك «A1» وتصنيف «P-1» للودائع.كما أكدت «فيتش» على تصنيف «A+» لمعدل آي دي آر طويل الأجل، وتصنيف «F1» لمعدل آي دي آر قصير الأجل. وبنفس الوقت أكدت«انتلجنس» على تصنيف «A1» للعملات، وتصنيف «A1» للعملات قصيرة الأجل. وهي تصنيفات جيدة وتؤكد قوة المركز المالي للبنك.استمرار مسيرة النموقال محمد نصر عابدين، رداً على سؤال حول ظروف التباطؤ الاقتصادي وتوتر العامل الجيوسياسي إقليماً وعالمياً وهل سيواصل القطاع المصرفي مسيرة النمو هذا العام: نعم رغم هذه الظروف الصعبة، إلا أن القطاع المصرفي سيواصل النمو مع نهاية العام وهو مرشح للنمو بنسبة تتراوح ما بين 5%-10%. وفيما يتعلق بقدرته على الوفاء بمتطلبات (بازل 3)، فإن البنوك في الدولة بدأت بالتطبيق التجريبي لمتطلبات (بازل 3) هذا العام على أن يبدأ التطبيق الفعلي بداية 2019 وفقاً لتعليمات لجنة بازل الدولية، والبنك المركزي أصدر للبنوك نظام كفاية رأس المال هذا العام ليجري العمل وفقاً لذلك تجريبياً.خطط توسعيةقال محمد نصر عابدين، الرئيس التنفيذي ل«بنك الاتحاد الوطني»، إننا سنبقى نعمل ونوسع وفق سياستنا التحفظية والقائمة على التوسع في الأعمال بشكل انتقائي، وفي مجال التوسع في الفروع في السوق المحلي لا نخطط لفتح فروع جديدة ولدينا عدد كاف يلبي متطلبات أعمالنا وعملائنا في الإمارات، لكننا سنتوسع في الاستثمار بمجال التكنولوجيا المصرفية الحديثة. ونحن متواجدون في بعض أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، ولنا مكتب تمثيلي في الصين سيتم تحويله إلى فرع خلال أيام، ومتوقع أن يتم افتتاح هذا الفرع في الصين خلال شهر أغسطس.السوق المصريأوضح محمد نصر عابدين، الرئيس التنفيذي ل«بنك الاتحاد الوطني»، أننا نركز على فرع الصين نظراً لتنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ما بين الصين ودول المنطقة، وهذا الفرع سيكون الفرع الأول لبنك إماراتي في الصين، لذا فإن هذه الفروع ستخدم عملاءنا في الإمارات ودول المنطقة ومصر أيضاً. ونركز في توسعاتنا حاليا على السوق المصري وهو سوق كبير جيداً ومجدٍ في الوقت نفسه، ولدينا في مصر حاليا 43 فرعاً وهناك 5 فروع تحت الإنشاء لتغطية الطلب المتزايد لعملائنا في مصر.
مشاركة :