حذر الرئيس الصيني شي جينبينغ من أن بلاده «المحبة للسلام» لن تساوم على سيادتها أو أمنها أو مصالحها، في نزاعات حدودية مع دول مجاورة. تصريحات شي أتت خلال احتفال بالذكرى الـ90 لتأسيس الجيش الصيني، والذي شكّل دعامة أساسية لحكم الحزب الشيوعي منذ عام 1927، ويُعتبر الأضخم في العالم، إذ يضمّ 2.3 مليون فرد. ولم تخض الصين أي حرب منذ عقود، وتؤكد أن لا نيات معادية لديها، لكنها تثير قلقاً في آسيا والعالم، بنزوعها إلى الهيمنة على نحو متزايد في صراعاتها الإقليمية في بحرَي الصين الشرقي مع اليابان، والجنوبي مع 5 دول أخرى، وبسبب خطة طموحة لتحديث جيشها وترسانتها، هي الأضخم في العالم، إذ تشمل استثمارات في التكنولوجيا والعتاد الجديد، مثل مقاتلات «الشبح» وحاملات الطائرات وخفض عديد القوات. كما تصاعد توتر حدودي مع الهند، علماً أن البلدين خاضا حرباً دموية عام 1962. وتهدد بكين دوماً باستخدام القوة لاستعادة تايوان التي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها. شي جينبينغ الذي كان يتحدث في قاعة الشعب الكبرى في بكين، لم يُشر في شكل مباشر إلى أي نزاع إقليمي، لكن تصريحاته كانت حاسمة، بقوله: «الشعب الصيني مُحبّ للسلام، ولن نسعى إطلاقاً إلى أي غزو أو توسّع. لكن لدينا ثقة في هزيمة كل محاولات الغزو». وأضاف: «لن نسمح إطلاقاً لأي شعب، أو تنظيم، أو حزب سياسي بأن يفصل أي جزء من الأراضي الصينية عن البلاد، في أي وقت وفي أي شكل. يجب ألا يتوقّع أحد منا قبول وضع يؤذي سيادتنا أو أمننا أو مصالحنا التنموية». وشدد شي جينبينغ أيضاً على ولاء الجيش للحزب الشيوعي الحاكم، قائلاً: «الجيش سيحافظ بحزم على القيادة المطلقة للحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي في بلادنا، وسيحافظ بحزم على السيادة الوطنية والأمن والمصالح الإنمائية، كما سيحافظ بحزم على السلام الإقليمي والعالمي». وتابع أنه بعد خمس سنوات من عمل شاق، نجح الجيش في «إعادة تشكيل» هيكله التنظيمي والقيادي، وكذلك صورته العامة. والجيش هدف مركزي في حملة واسعة يشنّها الرئيس الصيني على الفساد، إذ أُقيل قادة عسكريون بارزون، بسبب إساءة استخدام السلطة، منذ تسلّمه الحكم. ويُرجّح أن يعزّز تبديل قادة عسكريين بارزين، خلال مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في الخريف المقبل، إحكام شي جينبينغ قبضته على الحكم.
مشاركة :