أحمد السعداوي (أبوظبي) تحمل البرامج والأنشطة الصيفية التي تقوم بها المراكز المختلفة لأصحاب الهمم، كثيراً من الفوائد، حيث تنمي قدراتهم في مجالات مختلفة، رياضية وفنية وثقافية، وبالتالي المساعدة في علاج المشكلات الصحية والتحديات التي يواجهونها، وعلى سبيل المثال تُعلّم الرياضة أصحاب الهمم كيفية التحكم بأجسامهم من خلال أنشطة التوازن والفروسية والسباحة، كما تقوي العضلات وتقوي عضلة القلب، وتعمل على تحسين أداء الأوعية الدموية والشرايين، وتزيد الشعور بالثقة بالنفس، علماً بأن الرياضة وغيرها من الأنشطة والفنية والثقافية التي تنظمها مراكز التأهيل مفيدة لحالات التوحد والشلل الدماغي، وغيرها من الحالات المختلفة لأصحاب الهمم. وقالت غادة صلاح، مشرف أنشطة صيفية في أبوظبي: «إن أصحاب الهمم يمتلكون طاقات وإبداعات ولديهم تحديات، ولذلك عملنا على تنظيم برامج وأنشطة خلال العطلة الصيفية تفيد أصحاب الهمم من أجل استمرار عطائهم واكتسابات مهارات جديدة وتعزيز مهاراتهم، لذلك كان التركيز على ما يسمى الأنشطة التي تشمل الألعاب الرياضية الترفيهية والمسابقات الرياضية كالجري والعدو والأنشطة الرياضية العلاجية كالسباحة والفروسية، كذلك الجوانب الفنية كالرسم والتلوين والرسم على الوجه والرسم بالرمال، وأنشطة الاعتماد على النفس والتي تحقق لأصحاب الهمم الاعتماد على أنفسهم لسبل الحياة». وأضافت: «من ضمن البرامج المهمة خلال العطلة الصيفية التي يقوم بها المركز، برنامج «اصنع وجبتك»، ويتدرج حسب إمكانيات وقدرات أصحاب الهمم، ونبدأها بمساعدته لعمل البوب كورن وهي من الوجبات التي يعشقها الأطفال، ويتدرج في ذلك إلى أن يستطيع تحضير فطوره، كذلك نعمل على دمج أقران أصحاب الهمم مع أقرانهم بما ينمي قدراتهم التفاعلية مع المجتمع، ويكسبهم مهارات اجتماعية إيجابية. بالإضافة إلى تنظيم أنشطة ترفيهية كالرحلات إلى حدائق الحيوان ومدن الألعاب والمراكز التجارية، فضلاً عن رحلات تثقيفية بسيطة وفق مهاراتهم وقدراتهم كالمساجد، وتعليمهم كيفية الصلاة وقواعدها». وأشارت آية المستريحي، اختصاصية تخاطب بأحد مراكز أصحاب الهمم، إلى أن للبرامج والأنشطة الصيفية أهدافاً كثيرة، فهي تنمي قدراتهم في مجالات مختلفة، رياضية وفنية وثقافية، وهذا كله يعالج كثيراً من المشكلات والتحديات التي يواجهها أصحاب الهمم، فبالتجربة وجدنا أن اختلاط الأقران من الأطفال العاديين مع حالات التوحد، يحقق تقدماً كبيراً في التخاطب والتواصل بين الأطفال وبعضهم، كما أن هذه الأنشطة تهيئ أصحاب الهمم للدمج المجتمعي والأكاديمي، وبالتالي نتجنب الكثير من المشاكل أثناء الدمج، كما أن اختلاط الأطفال العاديين مع أقرانهم من أصحاب الهمم والذهاب معهم إلى المركز، فإنهم بذلك يخترقون عالمهم، وهذا يسهم بشكل جيد في تفهم الأطفال العاديين لأصحاب الهمم، وما يتدربون عليه داخل المراكز، وهذا يساعدهم في تفهمهم والتعايش معهم ليصبحوا داعمين لهم في المستقبل، كما أن الرحلات والتعرف إلى أماكن وأشياء جديدة مثل الحيوانات، تساعدهم بشكل كبير في علاج مشكلات اضطرابات النطق والكلام. من ناحيته، يذكر إسلام كامل، مشرف أنشطة رياضية، أن الرياضة تعلم أصحاب الهمم كيفية التحكم بأجسامهم من خلال أنشطة التوازن والفروسية والسباحة وتقوي العضلات، وتمنع التقلصات وتقوي عضلة القلب، وتعمل على تحسين أداء الأوعية الدموية والشرايين، وتزيد من الشعور بالثقة بالنفس، وتساعد في تخفيف الوزن، فهي تعمل على حرق الدهون، وتسهل عملية الهضم. كما أن الفروسية، خاصة، تعلم أصحاب الهمم العناية بالحيوانات، وأن الذي يمارس هذه الرياضة يشعر بالمتعة، كما أن الأبحاث العلمية أثبتت فوائد الفروسية لحالات التوحد، فعند توجيه الطفل التوحدي للعناية بالخيل، استطاعت هذه التجربة التخلص من الانطواء، كما أنه عندما يطعم الطفل الحيوان، فإنه يساعده في إدراك العلاقة بين الأكل والحيوان، وينمي عنده الشعور بالمسؤولية، ولمزيد من الفائدة في علاج حالات التوحد بركوب الخيل، ينبغي ركوبها من دون سرج لوجود افتراض بأن الإحساس بحركة الخيل أثناء مشيها يؤدي إلى تحفيز قدرة الطفل على التواصل، ويساهم في خفض التوتر والنشاط الزائد عند أطفال التوحد. وأشار أمجد الدويري، اختصاصي علاج وظيفي، إلى أن الأنشطة الصيفية مفيدة لحالات التوحد والشلل الدماغي بصفة خاصة، فالأنشطة والفعاليات التي يقوم بها الأطفال من أصحاب الهمم، تساعد على تطوير شخصية الطفل، وأداء الأعمال باستقلالية عن طريق الرسم والتلوين والتذوق والشم، حيث يستطيع من خلال الرسم والتلوين التحكم في العضلات والأعصاب، كما أن الأنشطة كما في مدن الألعاب تزيد الإحساس عند الأطفال بالارتفاعات والحرارة والملمس الناعم والخشن، وبالتالي تساعد هذه الأنشطة على تأهيل الطفل من ذوي أصحاب الهمم للدمج المجتمعي والأكاديمي والتأهيل المهني فيما بعد، ومن أهم الأنشطة للطفل، استغلال وقت فراغه في تدريبات ونشاطات تنمي من قدراته، فمن المعروف أن العضلات الدقيقة ينخفض نشاطها بتجاهلها وقلة تدريباتها، ولكن عندما بالتدريب والأنشطة تقوى وتعالج كثيراً من المشاكل، فالأنشطة الصيفية لا تكمن فائدتها في استمرار العلاج بل لعمل أنشطة إثرائية أخرى قد لا تتوافر في الأيام الدراسية العادية. وأكدت وداد موسى، اختصاصية تربية، أن الأنشطة الصيفية تساعد في تنمية المهارات عند الأطفال، فمن خلال هذه الأنشطة المخطط لها، نستطيع أن ننمي المهارات الأكاديمية عند الأطفال، ومن خلال الألعاب نستطيع أن ننمي اللعب التخيلي عند أطفال أصحاب الهمم، وكذلك بعض المهارات الأكاديمية كالتعرف إلى الأشكال، والعدد، وتركيب الحروف، ومهارات الاعتماد على الذات، وكل هذا يتم وفق أنشطة شمولية مخطط لها لجميع الجوانب، فنية ورياضية وترفيهية وثقافية، بالإضافة للشمولية، فلابد أن تكون تكاملية، أي تتلاقى كل هذه الأنشطة وتتكامل لتنمي المهارات المخطط لها، ولا بد أن نلفت النظر إلى أن وجود الأطفال مع أقرانهم ساهم بشكل جيد في تعديل السلوك، فالمعروف أن لأغلب أطفال التوحد حركات غير جيدة، وبإدماج الأطفال العاديين معهم في الأنشطة، لوحظ اختفاء هذه الحركات، وبالتالي ساهمت الأنشطة الصيفية في تعديل سلوك الأطفال، كما أن التنافس في المسابقات أعطى الثقة بالنفس للأطفال، واستطاعوا أن ينافسوا ويشاركوا بفاعلية.
مشاركة :