لأجلك أُصلّي.. يا زهرة قلبي

  • 8/2/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دائماً ما أجد روحي تهفو إليكِ، وقلبي ينادي باسمك، وعينيّ تدمعان لحزنك، لم أمشِ فى شوارعك المباركة يوماً، ولم تلمس أناملي جدرانك، ولم تعانق جبهتي سجاد أقصانا، ولم أجلس على أعتابه ألتمس البركات، ولم أشم رائحة زيتون أشجارك، ولم تتكحل عيناي برؤية قبة الصخرة، ولكن لِمَ تعانق روحي شوارعك فى منامي منذ الصغر؟! لِمَ يدق قلبي بهذا الشكل عند معرفة أي شيء جديد عنكِ أو رؤية صورك كما يدق قلب المحب عند رؤية محبوبته؟ تُرى هل هو حب فطري ورثته من والديّ وأجدادي؟ يا ليت بجوار القدس مسكننا فيرتاح القلب الملتهب بنار بُعدك، يقولون بأن حب الأقصى لا يقبع سوى بقلب كل فلسطيني، فلِمَ ذلك القلب المصري الساكن بداخلي ينادي باسمك ويصلي ويدعو الله لأجلك؟ هنيئاً لكل مَن اصطفاه الله لينال شرف الرباط فى سبيل الأقصى وحرمكم من ذلك الإحساس الذي يسكن بقلب كل مَن تبعده تلك الحدود التي فرضت علينا، فأنتم الآن تسطرون التاريخ بنضالكم وشخصياتكم الأبية الرافضة لكل ظلم فرضته قوى الاستعمار الغاشم، والله مؤيدكم بنصره، وتقدموا ولا تلتفتوا واعلموا يقيناً يوماً ما لعله يكون قريباً ستمسحون بأيديكم الحزن عن المساجد التي لم تسلم من ويلات الحرب ضد ذلك المحتل الزائل عما قريب بفضل من الله ونصره لكم. وإليكِ يا درة القدس وجوهرتها الثمينة المرابطة الأبية، وكيف لكِ أن تكوني غير ذلك وأنتِ بنت فلسطين التي تربي وستربي أجيالاً لا تنادي سوى بنصرة الأقصى، وإنه لفخر لكل نساء العرب أن نجد تلك القوة الكامنة بداخلك ووقوفك الشامخ أمام هؤلاء المسلحين وأنتِ الأبية الحاملة لكتاب الله، ترتعش قلوبهم عند رؤية قوتك ورباطك المستمر في سبيل الأقصى، وإننا لوعد الله مصدقون بأننا يوماً ما سندخل الأقصى منتصرين. ودائماً كانت كلمات نزار القباني فى أذني منذ الصغر: يا أيها الأطفال..‏ من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال‏ وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال‏ ويقتل الأفيون في رؤوسنا..‏ ويقتل الخيال..‏ يا أيها الأطفال أنتم -بعد- طيبون‏ وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون‏ لا تقرأوا عن جيلنا المهزوم يا أطفال‏ فنحن خائبون..‏ ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون‏ ونحن منخورون.. منخورون.. كالنعال‏ لا تقرأوا أخبارنا‏ لا تقتفوا آثارنا‏ لا تقبلوا أفكارنا‏ فنحن جيل القيء، والزّهري، والسّعال‏ ونحن جيل الدجل، والرقص على الحبال‏ يا أيها الأطفال:‏ يا مطر الربيع.. يا سنابل الآمال‏ أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة‏ وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة.. ولكن أنحن الجيل الذي سيهزم هزيمتك فعلاً أم أننا سنظل نردد تلك الكلمات ونختبئ وراء ستار السلام؟ ذلك الستار المزيف الذي جعلنا نفقد الهوية والشخصية، وسلب تلك الإرادة المستميتة فى سبيل الدفاع عنك. هل يحق لي أن أطلب منكِ السماح وأنتِ ما زلتِ تصرخين من قيودك، وأنا بالسلام أنادي.‏ ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :