أعلن رجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدر الواسع النفوذ في البلاد، عن نتائج زيارته إلى المملكة العربية السعودية ولقائه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤكدا حرص الرياض على العلاقة مع بغداد، في حين برز في الصحافة الإيرانية هجوم على الزيارة وتساءل عن سبب تطلع سياسيين عراقيين إلى الارتباط بالسعودية. وتحدث الصدر عن الزيارة قائلا إن بحث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يتولى أيضا وزارة الدفاع في المملكة، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وسط "توافق في الآراء في عدد من المواضيع التي تهم العراق ووحدته واستقراره وأمنه والعملية السياسية وتعزيز التعاون." وأكد الصدر أنه لمس "حرص القيادة السعودية على علاقاتها مع العراق"، وعدد بين نتائج الزيارة تقديم عشرة ملايين دولار من السعودية لمساعدة النازحين وبحث افتتاح قنصلية عامة للسعودية في النجف وسرعة إنشاء خط جوي بين البلدين وفتح المنافذ الحدودية ومعبر الجميمة مع النجف. ولفت الصدر إلى أن الجانب السعودي "أبدى رغبته في تعيين سفير جديد" للسعودية في بغداد، إلى جانب "تبني خطاب ديني وإعلامي معتدل يدعو للتعايش السلمي والتعاون والمصالح المشتركة" مع التوافق على "استمرار المشاورات لما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين ومصلحة الأمتين العربية والإسلامية." بالمقابل، تساءل الصحفي الإيراني حسن رستمي، في مقال مطول عبر وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية عن خلفيات زيارة الصدر في مقال تحت عنوان "عندما يصبح آل سعود هم المربية الأكثر حناناً من الأم"، مضيفا أن هناك زيارات أخرى متوقعة لشخصيات عراقية بينها رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، وعمار الحكيم الذي غادر مؤخراً المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وأسس حزباً جديداً. وأضاف رستمي أن البعض انتقد الزيارة بسبب استمرار العمليات العسكرية السعودية باليمن وكذلك وجود مواجهات في المناطق ذات الغالبية الشيعية شرق السعودية في حين يؤيد البعض الزيارة باعتبارها قد تكون عاملا مساعدا لحل المشاكل بين السعودية وإيران، ولكنه استطرد بالقول: "النظام السعودي يسعى لتوظيف هذه الزيارة لإيجاد الخلافات بين التيارات السياسية العراقية وإبعادها عن إيران، ومواجهة النفوذ الإيراني في العراق." وأشاد رستمي بالمقابل بسياسات إيران في العراق متسائلا: "ما الذي حدث فجأة حتى أصبحت السعودية التي كانت تتهم إيران بالطائفية، والتيارات السياسية المتماشية مع إيران بسبب التقارب الفكري، بالارتزاق والارتباط مع طهران، المربية الأكثر حناناً من الأم بالنسبة للعراقيين؟.. من السذاجة أن ينظر إلى الإجراءات السعودية ضد العراق وتغيير توجه الرياض حيال التيارات السياسية الشيعية على أنها جزءٌ من النية الحسنة للسعودية."
مشاركة :