عائشة الجيار – فترة 27 عاماً تعد قصيرة نسبياً لعلماء الانثروبولوجيا للحكم على الأحداث والمتغيرات للشعوب، لكن هناك تغيرات حدثت للشعب الكويتي بعد يوم 2 أغسطس 1990 . الدكتور علي الزعبي أستاذ الانثروبولوجيا في جامعة الكويت يتحدث لـ عن أثر الغزو في الكويتيين فيقول: «كانت الكويت تدعم القضايا القومية العربية وتناصرها وبإختلاف أطياف الشعب الكويتي، وجاء الغزو ليمثل ضربة غادرة جعلت الكويتيون يتشككون في كل ما كانوا يؤمنون به، وأستمر هذا الوضع لمدة 15 عاماً بعد الغزو، ثم بدأ الكويتيون يعودون للقضايا العربية من جديد». ويتابع : «ومن أثار الغزو هي فقد الكويتيون الثقة ليس فقط في الدول المجاورة بل في الجيران ولم يعد لدينا أفتراض حسن النية كما كنا قبل الغزو». هناك بعض الأصوات التي تتبني مبدأ «عفا الله عما سلف» فهل هذا مقبول تاريخياً واجتماعياً ؟ طرحت هذا السؤال على الزعبي فقال : «هذا أمر مرفوض وعلى كل المستويات، فلا يجوز أن نزيل ذكرى الغزو من الذاكرة الشعبية، بل يجب ان تظل راسخة وتدرسها وزارة التربية والتعليم وخاصة عند الأجيال الجديدة، وهذا لا يعني أن نكون في عداوة مع الشعب العراقي ، فنحن نعلم أنه كان مغلوب على أمر، لكن الغزو درس يجب ان نعيه جيداً ، لا نعلم هل أنتهي صدام فعلاً، أم أن هناك أكثر من صدام».
مشاركة :