«الخدّامة زعلانة».. كيف أتصرف؟

  • 7/12/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح الاعتماد على الخادمات أمراً أساسياً في المجتمع، وبات أحد مظاهر المكانة الاجتماعية للأسرة، رغم أن الاتكال على الخادمة لم يكن موجوداً في أسرنا ومجتمعاتنا سابقاً، بعكس ما هم عليه الآن، حيث أصبح الاستغناء عن الخادمة من ضرب المستحيل، سواء أكانت المرأة عاملة أم غير عاملة. وعلى الرغم من تلك الأهمية، إلاّ أن هناك العديد من المشكلات المتعلقة بالخدم؛ نتيجة جهل بعض الأسر في التعامل معها، مثل احتواء حالة الغضب وردة الفعل وعدم الرضا، نتيجة تغيّر البيئة الاجتماعية والثقافية لديها، إلى جانب تجاوز حدود العمل عن معدل طاقة البشر الاعتيادية، إضافة إلى عدم تأمين بعض الحقوق التي تراها الخادمة مشروعة مثل الحصول على وسيلة اتصال، أو تحويل رواتبها كل شهر. ويختلف أفراد المجتمع بجنسيه في التعامل مع الخادمات، فهناك من يقسو في التعامل معهن، وآخر من يكون ليناً حتى العصر، إلاّ أنّ الأمر الذي ينبغي على الجميع معرفته أنّ الخادمة قبل كل شيء إنسانة، لها أحاسيس ومشاعر، تفرح، وتحزن، وتتألم، ولا يعني أنّ قدومها للعمل لدى البعض أن يجردها من كينونتها كبشر، ويتعامل معها كآلة صمّاء. "برستيج" اجتماعي ورأت "لميا العبدالمحسن" أنّ التعامل مع الخادمات له تداعيات كثيرة، وأنّ الحلقة الأضعف في هذا هو ربة المنزل؛ كونها هي المحتاجة لمن يساعدها، معتبرةً أنّ وجود الخادمة في الأصل أصبح لدى الكثير من ربات البيوت مجرد "برستيج" اجتماعي، مبيّنةً أنّها تحاول أن ترضي الخادمة وترغبها في حال زعلها، وترفض التعامل معها بشدة، مؤّكدةً على وجود أسر تتعامل مع الخادمات بالتهميش واللامبالاة، ولا يراعون ظروف العاملة أو مشاكلها النفسية أو الأسرية في بلدها. وقالت إنّها تحرص على تكوين حالة من الصداقة مع العاملة، وتتعمد الدردشة معها بشكل مستمر، وسؤالها عن وضعها الأسري والمادي، كما أنها تبادرها بالكلام، بل إنها تساعدها في الاتصال بذويها حتى تشعر أنها جز هام لدى الأسرة، وتسمح لها طبخ ما تشتهيه، وتصطحبها معها لأماكن بيع حاجياتها الخاصة التي تبيع منتجات بلدها، مشددةً على ضرورة إعطا الخادمة وقتاً للراحة، وليكن صباح الجمعة مثلاً، كأن يكون نهاية عملها الساعة التاسعة مساً، مستنكرةً ما يتبعه البعض في إجبار الخادمات على العمل لساعات طويلة، مذكرةً بما يدعونا ديننا الإسلامي الحنيف للتعامل الأمثل والراقي ببني البشر لاسيما الأيدي العاملة. المعاملة بالحسنى ولفتت "أسمهان عبدالله العبدالله" -مساعدة وحدة طبية بمستشفى الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني- إلى أنّها تشخص التعامل مع الخادمة غير الراضية بحسب سبب الزعل، فإن كان زعلها بسبب ضغوط العمل؛ فلابد من الاعتراف بأنه يجب على ربة المنزل إرضاؤها بكافة الطرق الملائمة، مؤكّدةً أنّ مملكة المنزل من أضخم المسؤوليات، فيمكن حينها شكرها وتقديرها بالهدايا المادية أو بزيادة مرتبها، أما إذا كان زعلها بسبب غير مقنع فالنظرة ستختلف، مشددةً على ضرورة مراعاة التعامل بالحسنى، وحل المشكلة بالطرق السلمية؛ لأن العنف لا يولد إلا العنف. واضافت أنّ تعامل الأسر مع الخادمة غير الراضية يختلف بحسب طبيعة الأسرة والمشكلة، حيث أنّ البعض يتعامل بعنف مع العاملة، عبر تأخير راتبها، أو بتهديدها، فيما البعض يتعامل بحكمة وموضوعية ومرونة، معتبرةً أنّ الحل الأمثل هو الطرق السلمية بالترغيب لا بالترهيب، وإن لم يجدِ هذا التصرف معها وكانت ضيقة الخلق فصرفها عن العمل أفضل من اللجوء للعنف المرفوض تماماً، خصوصاً أن الخادمات مختلفات في أطباعهن، فمنهن الهادئة ولينة الجانب، وسليطة اللسان، والمتذمرة دائماً، والمتسلطة بتصرفاتها، ومتقلبة المزاج. الهدوء يأتي بنتيجة وأوضحت "بشرى الحميدان" -أخصائية العلاج الطبيعي- أنّه في حال استمر زعل الخادمة بفضل تركها لتكمل باقي اليوم لوحدها؛ بهدف إعطائها فرصة للخلو بنفسها، مع عدم مطالبتها بإنجاز أي عمل في ذلك اليوم، حتى تهدأ، ثم تبيح بصورة اختيارية عما في نفسها، لافتةً إلى أنّ شريحة من المجتمع يلجأون لاستخدام الصراخ أو الحسم من الراتب في حال تسببت في تلف بعض الأشياء، والبعض يهددها باللجوء للشرطة، مبيّنةً أنّ العاملات مصنفات إلى مستويات بحسب الموطن، والثقافة، والبيئة التي تربت وعاشت فيها، منوهةً بأنّ الغالبية منهن مزاجيات بشكل كبير، فاليوم راضية وتشتغل بكل أريحية، وعكسه غداً، مشددةً على أنّ ذلك أحياناً غير مرتبط بتعامل أصحاب المنزل معها. وأضافت أنّ الحل الأنجع في التعامل مع العاملة غير الراضية باحتوائها والتحلي بالصبر وسِعة الصدر، فهي في النهاية إنسانه، وربما تعيش ظروفاً خاصة أجبرتها على العمل والغربة، كما أنّه ربما يكون لديها مشاكل عائلية أو غيرها، تنعكس أحياناً على نفسيتها داخل المنزل ومع أفراد الأسرة، فلابد من حُسن التصرف والتعامل في هكذا أمور والابتعاد عن الإساءة. وأشارت إلى ضرورة حل المشاكل مع الخدم قبل تفاقمها، إذ قد تضطر الخادمة للتعبير عن غضبها بطريقة لا تحمد عقباها، مؤكّدةً على إيجاد الحل أو بترحيلها إلى أهلها، لافتةً إلى أنّ بقاء الخادمة غاضبة في المنزل يشكل خطراً على نفسها وعلى الآخرين. دور الرجل وأكّد "محمد خليفة الصالح" على أهمية تدخل الرجل في حال زعلت الخادمة؛ كون الرجل أقل تشدداً من المرأة في هذا الجانب، مستدركاً: "الخادمات خلال هذه السنوات ومع قلة الاستقدام وزيادة الطلب بدأت تشعر بأهميتها في المنزل، وأنّ صاحب المنزل لا يستغني عنها، خصوصاً في حال كون الأم موظفة"، موضحةً أنّ حجم رضا الخادمة قد يقابله البعض بالغضب والمشادة، فيما يلجأ البعض إلى تسفيرها إلى موطنها، معتبراً أنّ أكثر المستفيدين من هذه النوعية من المشاكل هم أصحاب مكاتب الاستقدام، داعياً إلى احتواء العاملة وتقدير ظرفها، وأنّها مغتربة عن أهلها وتاركة لأطفالها من اجل لقمة العيش، مشدداً على أنّ العاملة ليست آلة تعمل على مدار الساعة، ويجب مراعاة ظروفها النفسية والصحية. مطالبة بالحقوق ودعت "رائدة الشخص" إلى مراعاة العاملات ولكن بدون تفريط، حيث أنّ هناك نوعاً من الخادمات لا تنضبط في عملها إلاّ بالشدة المقبولة التي لا مبالغة فيها، مشيرةً إلى اختلاف التعامل مع الخدم، فهناك من يعكس تعامل أهل البيت معهم، إن أحسنوا لهم بادلوهم الإحسان، والعكس، وهناك خدم تتعامل بالطيب ناتج عن طيبتها الداخلية، مستدركةً: "بعض الأسر يتعاملون مع الخادمة وكأن ليس لها حق الزعل أو التعبير عن نفسها، والمطالبة بحقوقها"، مطالبةً بترك الخادمة عند زعلها حتى ترضى من نفسها. أجواء قاسية ونوّه "زاهر محمد العلي" بأنّ العاملة إنسانة لها ما لنا وعليها ما علينا، رافضاً تسميتها شغالة أو خادمة، بل هي مساعدة لأصحاب المنزل، بمعنى آخر أنها مكملة وليست أساساً، مبيّناً أنّ أغلب الناس لم يكنوا يعلمون أنّ الوقت الحالي يختلف عن السابق، فهي لم تعد تأتي من بلدها ولا تعرف أي شيء، حيث باتت العاملات يعرفن ويشاهدن ويفهمن، فتعامل أبناء البيت مهم جداً، موضحاً أنّ المساعدات الحاليات لا يستطيعن العيش في أجواء قاسية أو استخدام الضرب؛ مما يتسبب في هروبهن أو ارتكابهن لجرائم ضد كفلائهن. وأضاف أنّه يتعامل مع المساعدة عنده كأنها فرد من المنزل، تأكل ما يأكلون وتشرب ما يشربون، مشدداً على ضرورة أن تعيش العاملات حياة كريمة، ويعاملن بإحسان، وفي حال عدم رضاها من غير أسباب واضحة فإنه يجب استلطافها؛ لكونها قد تعيش حالة فسيولوجية تمر على النساء، أو أنها تعيش حالة سيكولوجية ممكن بسبب أهلها أو زوجها أو بلدها أو غير ذلك، محذراً من التعامل مع المساعدة بطريقة بعيدة عن الإنسانية؛ لخطورة ذلك على أمن البيت والأطفال، حيث أنّ لكل فعل ردة فعل. مراعاة الظروف وقالت "عواطف المرزوق" إنّها تلجأ لأول وهلة إلى ترك خادمتها في حال علمها بزعلها، حتى تهدأ، كما أنّها لا توكل لها أي عمل في فترة زعلها، معتبرةً أنّ شأن ذلك أن يبعث الراحة في نفسيتها، مستشهدةً بقصة حدثت لخادمتها حينما بلغها نبأ وفاة والدتها، حيث منعتها من العمل، بل إنّ الأسرة اجتمعت بالقرب منها للتخفيف عن حزنها، وفي اليوم التالي شكرت الخادمة لهم حسن تعاملهم معها، وباشرت في أداء مهام عملها في المنزل كالمعتاد من دون أحد يكلفها بذلك، معتبرةً أنّ هناك سهولة وصعوبة في التعامل مع الخادمات بحسب الدولة التي أتت، ممتدحة شرق آسيا، وصعوبة التعامل مع بعض الجنسيات الأفريقية.

مشاركة :