بولت صنع مجده بالألقاب وشخصيته الاستعراضية

  • 8/3/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

يستعد النجم الجامايكي بولت لإسدال الستار على أسطورته في عالم ألعاب القوى، وذلك عندما يشارك في بطولة العالم بلندن، التي تنطلق غداً، وتستمر حتى 13 الجاري. شرس في المضمار، وشخصية استثنائية... لم يبنِ الجامايكي أوساين بولت أسطورته على الألقاب والأرقام القياسية التي لا تقارن فحسب، بل أضفى رونقا خاصا على نتائجه، بنوع من الاستعراض الفطري. معشوق الجماهير والمعلنين والحالة الفريدة في تاريخ ألعاب القوى، يستعد الجامايكي (30 عاما) الفذ الحامل ثماني ذهبيات أولمبية، للاعتزال بعد بطولة العالم في لندن (4-13 أغسطس)، بعدما بات من الصعب الفصل بين سيطرته المطلقة على سباقات السرعة، وقدرته على تحويل أي ظهور له إلى مشهد حقيقي. بابتسامة عريضة لا تفارق محياه، ورقصات قصيرة قبل كل سباق، قدَّم بولت على المضمار مرحا يناقض الحركات الآلية المعتادة للعدائين. أما حركة "البرق" الشهيرة، التي يمد من خلالها يديه وذراعيه نحو السماء، فتحولت إلى أشبه بعلامة مسجله باسمه بعد كل فوز، وتكرر تقليدها في العالم بأسره، حتى من قبل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عندما قام بزيارة رسمية إلى جامايكا عام 2015. لم يتمتع أحد غيره بالشهرة التي بلغها، وبات يحظى باعتراف يتخطى، إلى حد بعيد، عالم ألعاب القوى، في غياب شخصيات مماثلة أخرى منذ الأميركي كارل لويس (1980-1990). ويتوقع أن تكون ألعاب القوى حتى وقت طويل "يتيمة" من نجم بهذا الحجم والهالة. كو يصفه بـ«العبقري» يدرك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، البريطاني سيباستيان كو، الفراغ الذي سيخلفه اعتزال بولت، وسبق أن قال عنه إنه "عبقري، يتمتع بكاريزما لا تضاهى في تاريخ رياضتنا، وفي الرياضة بشكل عام". وأضاف: "لا يوجد إلا (الملاكم الأميركي الراحل) محمد علي، الذي يمكن أن يقارن به. أنا أضع الاثنين في خانة واحدة. لم يبلغ بولت هذه المستوى من العظمة عالميا بسبب ألقابه وأرقامه القياسية فقط، إنما أيضا بفضل شخصيته". كان السباق دائما بمثابة تسلية لحامل الرقم القياسي لسباقي السرعة (9.58 ثوان في 100م، و19.19 ثانية في 200م)، علما بأن بولت المحب للسهر والموسيقى والرقص، لم يخفِ عدم جديته في التمارين، ما سبب مصاعب ومشاكل لمدربه و"معلمه" غلين ميلز. كسر بولت بأسلوب حياته الصاخب المحب للمرح والدعابات، القواعد السائدة في العالم الصارم لألعاب القوى. الأمثلة عديدة: رقصة "سامبا" مرتجلة مع راقصات برازيليات في ختام مؤتمر صحافي قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو، أو رمي رمح ليلا في ملعب فارغ بعد ساعات من إحرازه ذهبيته الثالثة في الأولمبياد البرازيلي. بولت يسحر الجميع التقطت الشركات التجارية الكبرى سريعا الإشارة، وأدركت قدرته على مساعدتها في جني أرباح طائلة. ووفق تصنيف 2017 للرياضيين الأعلى دخلا، الذي أجرته مجلة فوربس الأميركية، حلَّ بولت في المركز الـ 23 مع 34.2 مليون دولار، كأرباح سنوية، يعود 94 في المئة منها من الشركات الراعية له. حطم بولت كل الأرقام القياسية، من خلال حصوله على مكافأة مشاركة في كل لقاء لألعاب القوى تصل إلى 300 ألف دولار، وهو ما يعتبر غير مألوف في رياضة تعاني ضعف الإيرادات المالية. شغوف بكرة القدم ومشجع لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي. لديه 4.75 ملايين متابع على "تويتر" و7.2 ملايين على "إنستغرام"، ما يجعل منه "قوة" اقتصادية ومالية قادرة على توفير جني المزيد. ويقول المتخصص في الاقتصاد الرياضي فنسان شوديل لوكالة فرانس برس، إن "ثقله الاقتصادي مرتبط بعاملين: الأول هو ثقله الرياضي، والثاني هو الناحية الاستعراضية في رياضة تفتقر إلى نجوم إعلانات. لقد عرف كيف يتلاعب بقواعد مجتمع اليوم. نعيش في عصر الصورة والاتصالات، وقد تلاعب بذلك حتى العمق". تعززت "هالته"، وفق شوديل، لكون مسيرته لم تشبها شائبة في مجال الخشية من المنشطات، موضحا أنه "من الرياضيين أصحاب الحركات التقنية الصافية مثل (نجم كرة المضرب السويسري) روجيه فيدرر، الذي لا يمكننا أن نتخيل للحظة تأثره بهذا النوع من الآفات".

مشاركة :