سارة الأميري : البحث العلمي أولوية الدولة

  • 8/3/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» سارة يوسف الأميري، المولودة عام 1987، مثال نموذجي على التزام الإمارات بتمكين الشباب، فهي قائدة الفريق العلمي الإماراتي لاستكشاف المريخ، إلى جانب أنها رئيسة لمجلس علماء الإمارات، ويحفل سجلها المهني والأكاديمي بالكثير من الإنجازات، أبرزها، المشاركة في برمجة القمرين الاصطناعيين الإماراتيين «دبي سات 1»، و«دبي سات 2»، ووضعها اللبنات الأساسية لبرمجة القمر الاصطناعي «خليفة 1». ترى الأميري أن البحث العلمي يمثل أولوية في اهتمامات الدولة، لذلك تعمل عبر مجلس علماء الإمارات، على تقديم الاستشارات العلمية المطلوبة لمؤسسات الدولة ومراكز اتخاذ القرار فيها، مشيرة إلى مبادرتهم الأخيرة المتمثلة في مجمع محمد بن راشد للعلماء، الذي يهدف إلى خلق منصة من العلماء المؤثرين في المجالات العلمية والتقنية في الدولة، والكثير من المحطات التي توقفنا عندها مع الأميري في هذا الحوار. * بداية حدثينا عن مجلس علماء الإمارات؟ أنشئ المجلس بتوجيهات من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتعزيز التوجهات العلمية المستقبلية للحكومة والإستراتيجية الوطنية للعلوم والابتكار، وتشجيع الدراسات والأبحاث المتقدمة والتخصصية في مختلف المجالات العلمية، وتحفيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات العلمية والبحثية في القطاعين الحكومي والخاص، لخلق بيئة محفزة على الابتكار والبحث العلمي، تساعد على بناء جيل من العلماء المواطنين في مختلف المجالات العلمية. * مجمع محمد بن راشد للعلماء أحدث مبادرات المجلس، ما أهدافه؟ المجمع، إحدى المبادرات الرائدة، التي اعتمدها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، ويهدف إلى خلق منصة من العلماء الأكفاء المؤثّرين في المجالات العلمية والتقنية في الدولة، وإيجاد مجتمع علمي يسهم في إيجاد حلول علمية للتحديات، فضلاً عن تمكين البحث العلمي والتقني، وإعداد جيل من العلماء الإماراتيين القادرين على استكمال مسيرة نهضة الإمارات وتحقيق التنمية المستدامة، وبناء اقتصاد معرفي متكامل الأركان، يسهم في استشراف المستقبل. * كيف سيُختار العلماء، وما الآليات والنظم التي تعتمدونها؟ اعتمد المجلس على آلية اختيار وقبول الترشيحات الخاصة بالمنتسبين، وتشمل الترشيح من قبل جهات العمل أو أي جهة علمية داخل الدولة، بناء على شروط متعلقة بثلاث فئات، الأولى: العلماء الباحثون، حيث يجب أن يكون بحوزة المرشح عدد من البحوث المنشورة في دوريات علمية محكَّمة، بما لا يقل عن ربع المنشورات في أكثر الدوريات العلمية شهرة. كما يجب أن تكون قائمة الإصدارات المذكورة، منشورة خلال السنوات الخمس الماضية. وأن تكون أبحاثه ذات تأثير في مجال التخصص. كما على المرشح أن يحقق إسهامات محلية أو عالمية في تخصصه. والفئة الثانية: ذوو الخبرة التخصصية، ويجب أن يكون المرشح متخصصاً في أي مجال علمي أو هندسي أو طبي، ومجال عمله متوافقاً مع سياسة الدولة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار. وأن يكون ذا أثر في تأسيس مجاله العلمي أو تطويره في الدولة. والفئة الثالثة، الشباب المبتدئون في مسيرتهم العلمية، ويجب أن يكون المرشح ملتحقاً ببرنامج دكتوراه داخل الدولة أو خارجها، أو حاصلاً على شهادة الدكتوراه أو الماجستير من أقل من 3 سنوات، ويعمل في مجال بحثي علمي. * ما التخصصات العلمية التي يعنى بها المجمع؟ الفيزياء والرياضيات وتقنيات النانو والهندسة وعلوم مواد التقنيات الحيوية، وعلم الجينوم والطاقة والذكاء الاصطناعي وعلم الفضاء والطيران والطب. * هل تقدمون الاستشارات العلمية حسب طلب الجهات الحكومية، أم تعملون وفقاً لاستراتيجية خاصة؟ - لدينا استراتيجية واضحة، وتهدف مبادراتنا جميعها إلى تنمية روح الاستكشاف وثقافة البحث وتغيير فكر البحث العلمي وتطوير الكفاءات الموجودة في قطاع العلوم والتكنولوجيا وفي مستوى الأبحاث، حتى تكون هنالك منافسة للمستويات العالمية، ليكون للمجلس دور مباشر في تطور الدولة وتطبيق سياستها والتصدي للتحديات التي تواجهنا، وهي تحديات الأمن الغذائي والمائي والطاقة المستدامة، ونعمل على تخطيها والاستدامة عبر تنمية علماء المستقبل. * هل لنا أن نعرف الأبحاث والجهود العلمية التي تمت حتى الآن لمجابهة مثل هذه التحديات؟ معظم الأبحاث في الدولة، عن العلوم التطبيقية، وخصوصاً الهندسة وهندسة الكمبيوتر والبرمجيات، وجميع مجالات الهندسة، بما فيها الطاقة والمياه وتحليتها، وكذلك المجالات الطبية والمرتكزة في جامعة الإمارات بشكل رئيسي، وشهدت السنوات الأخيرة قفزة نوعية، من حيث عدد الأبحاث التي تتماشى مع تطور سياسة الدولة ومستواها، خاصة التطور الذي يشهده القطاع الأكاديمي وتطور الأبحاث، ووجود مراكز متخصصة ومعنية بقطاعات معينة مثل الطاقة والفضاء والتقنية المتقدمة، وكل هذه تساعد في تطور منظومة البحث العلمي في الدولة. * على ذكر المراكز المتخصصة، دعينا نتعرف إلى الخطوات العملية التي تمت في مبادرة المجمع؟ المجمع أول منصة للمجتمع العلمي في الدولة، فكل شخص يعمل بتخصصه، من يعمل في قطاع الطاقة يتحرك داخل القطاع فقط، وكذلك من يعملون في قطاع الأغذية، ومن يعملون في مجال تكنولوجيا النانو وهكذا، لذلك رأينا أن الاندماج والتكامل أمر مهم، لإيجاد منصة للمجتمع العلمي وهو يفيد الدولة في تحقيق برامجها وسياساتها، إلى جانب تخطي التحديات وتجاوزها بشكل مشترك وجهد جماعي، وتقوم فكرة المجمع على أن يتكون من أبرز العلماء داخل الدولة وهو مفتوح للإماراتيين وغيرهم وأي شخص ينتسب إلى مؤسسة أكاديمية وبحثية. * ماذا عن دوركم في تحفيز روح البحث العلمي لدى طلاب الجامعات والمدارس؟ هذا أمر مهم للغاية وتعمل عليه الدولة عبر مؤسساتها المختلفة، ولوزارة التربية والتعليم استراتيجيات لتنمية روح البحث العلمي، وفي المراحل المدرسية لدينا بعض المبادرات، مثل يوم العلوم وغيرها، وهي معنية بالعلوم وتنمية روح الاستكشاف وثقافة البحث العلمي، وإبراز أهمية العلوم والتكنولوجيا في الحياة للطلاب، فمعظم الطلاب لا يفضلون المجالات العلمية ويقولون إنها معنية بالنوابغ فقط، لذلك نعمل عبر التعاون مع وزارة التربية والتعليم وبقية الجهات، على تغيير الفكرة والانطباع بأهمية العلوم والتكنولوجيا وأثرها في حياة الطلاب اليومية والتطور داخل الدولة. * كيف سيتغيّر هذا الانطباع الراسخ إلى حد ما؟ هل هناك محاضرات متخصصة مثلاً؟ لدينا آليات مختلفة، نستخدم مثلاً منصات التواصل الاجتماعي، ونخصّص يوماً للعلوم في المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ولدينا جهود مشتركة مع بعض الجهات الحكومية، لتوضيح أهمية البحث العلمي، وتغيير الصورة النمطية عبر الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بالمسيرة الوظيفية للمجالات العلمية، نريد أن تكون هنالك أجوبة عن أسئلة الشباب مثل: «ماذا سأعمل في المستقبل إن درست الفيزياء؟». مهمة استكشاف المريخ تنمي أول جيل من العلماء قالت سارة يوسف الأميري إن مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ ملهمة لشباب المنطقة وشباب الإمارات، وهي بداية لزيادة الثقة بالصناعة والتصاميم المتعلقة بالفضاء، وتعمل على تنمية أول جيل من العلماء في علوم الكواكب والفضاء، وهو مجهود كبير يبذل داخل مركز محمد بن راشد للفضاء، ويرتكز على تطوير العلوم الأساسية، فمن يودّ دخول عالم الفضاء لابدّ أن يدرس الفيزياء، أو الرياضة، ومسيرته الوظيفية التقليدية تنتهي عادة بالتدريس، لكن مع وجود «مسبار الأمل»، هناك تطوير لمسار وظيفي آخر لمن يدرسون الفيزياء، لتشجيعهم ووجود مشاريع مماثلة ترسخ في الشباب أهمية العلوم وتغيير الفكرة عنها وهي أهداف المجلس التي تحدثنا عنها ذاتها، كذلك هنالك مشاريع تخدم تطورات في مجالات عدة.أضافت: اهتمامي بالبرمجة والفضاء واستكشاف الفضاء بدأ قبل 12 عاماً، وكنت أضع في حسباني أن أشاهد برامج الفضاء وأتابع دوريات علمية بشكل أشمل في قطاع الفضاء والتطور العلمي في العالم.

مشاركة :