اختتمت في جزيرة السمالية مؤخراً، فعاليات «ملتقى السمالية التراثي الصيفي»، التي نظمها نادي تراث الإمارات، تحت شعار «بالتراث نرتقي»، والذي استهدف الطلبة والطالبات في أبوظبي والعين وسويحان وغيرها، واستقطبت نشاطاته وبرامجه التي امتدت 4 أسابيع، الآلاف من ناشئة وشباب وفتيات الوطن، المنتسبين لمراكز النادي، والعديد من المؤسسات والهيئات الوطنية ذات الصلة. ركزت نسخة هذا العام من هذا المشروع الوطني الريادي، على محاور عدة، شملت السنع الإماراتي والمهن التقليدية المرتبطة بفنون البحر والرياضات البحرية، إلى جانب سلسلة من المسابقات الثقافية والتراثية والمهرجانات التنافسية والزيارات والجولات الميدانية إلى مجموعة من المتاحف والأماكن الأثرية والتاريخية في الدولة، عبر برنامج «اعرف وطنك»، إلى جانب تنظيم جملة من ورش العمل التدريبية في مجالات الفنون كالخط العربي والرسم ودورات العمل التربوية والتعليمية، وإظهار الدور التطوعي للمشاركين، بما ينسجم مع رؤية القيادة الحكيمة في مشاريع عام الخير، بهدف غرس قيم التّطوع كأولوية في خدمة المجتمع.واستقبل الملتقى عدداً من الوفود الزائرة للاطلاع على برامج وأنشطة الحدث، ومن ذلك الزيارة النوعية ل 60 طالباً من المنتسبين لمركز شباب الغيل برأس الخيمة، في إطار برنامج «صيف بلادي»، وكذلك استقطاب عدد كبير من أولياء الأمور، وتعريفهم بالنشاطات المقدمة لأبنائهم في أجواء وفضاءات مفتوحة آمنة، تحت متابعة من جانب نخبة من المدربين والمشرفين المتخصصين وتحقيق كل إجراءات السلامة العامة لهم، مع اتباع منهجية التعلم وصقل المهارات من خلال المرح والمتعة والترفيه، بما ينسجم مع أجواء الإجازة والعطلة.وكانت جزيرة السمالية استقبلت خلال الفعاليات، أعداداً كبيرة من الطلاب والطالبات القدامى والجدد، ونظمت لهم برامج في تعلم قواعد وأصول الرياضات التراثية، مثل الهجن والفروسية والشراع التقليدي والسفينة التراثية والتجديف والألعاب الشعبية والسباحة البحرية والغوص والصيد بالطرق التقليدية، بالإضافة إلى تنظيم «المهرجان المائي»، الذي جذب نحو 65 سباحاً من طلبة المراكز، وأخذت برامج تعليم السباحة لجميع المراحل في السياق، مساحة طيبة من البرامج الرياضية، التي تساهم في صقل مواهب الطلبة وتعزز من شخصياتهم، كما نفذت المراكز النسائية التابعة للنادي، سلسلة من البرامج والنشاطات وورش العمل التدريبية في مجالات الصناعات والأشغال اليدوية، وعدداً من الأنشطة الثقافية والمكتبية والمسابقات التراثية. وعبّر المشاركون عقب ختام رحلة الملتقى على خطى الآباء والأجداد عن سعادتهم وتقديرهم للمشاركة في البرامج والفعاليات، التي استفادوا منها على أوسع نطاق.وقال سنان المهيري، المدير التنفيذي للأنشطة والفعاليات في النادي: «نجاح برامج وفعاليات الملتقى فاق التوقعات، على مستوى الاهتمام والإقبال الطلابي غير المسبوق، والارتباط بتراث وقيم مجتمع الآباء والأجداد، وعلى مستوى الشراكات مع العديد من المؤسسات والهيئات الوطنية، ونشر التراث الوطني عبر هذا المشروع الوطني الريادي الذي يعد من أهم المشاريع في الدولة لخدمة قطاع الناشئة والشباب، الذين يشكلون أولوية بالنسبة لنا». وأضاف، أن النجاح الذي حققته نسخة هذا العام من الملتقى على مدار أربعة أسابيع، في مجال الحفاظ على الموروث الشعبي والهوية الوطنية، إنما يعود إلى الاهتمام والدعم الذي نتلقاه من القيادة الرشيدة، والذي ظهر من خلال حرصها على الارتقاء بالبرامج والتعريف بمكونات التراث وعلاقته بالهوية، بما يخدم قطاع الشباب بصورة معاصرة.
مشاركة :