تياجو سيلفا مطالب بأدوار إنقاذية للبرازيل في مواجهة هولندا

  • 7/12/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تنتظر قائد المنتخب البرازيلي تياجو سيلفا أحد أبرز الغائبين عن الهزيمة المذلة التي مني بها منتخب بلاده أمام المانيا 1-7 الثلاثاء الماضي في الدور نصف النهائي، مهمة صعبة لتضميد جراح زملائه وشحذ همتهم ومعنوياتهم، لخوض مباراة تحديد المركز الثالث أمام هولندا اليوم السبت ضمن البرازيل 2014. سيكون تياجو سيلفا واحدا من عدد قليل من البرازيليين سيخرج كبيرا من كارثة النسخة المقامة على ارض البرازيل. ففي الأوقات الصعبة يعرف القادة الكبار ويسهل القول ان السيليساو في أزمة. غاب سيلفا عن مباراة الدور نصف النهائي أمام المانيا بسبب الايقاف لتلقيه البطاقة الصفراء الثانية ضد كولومبيا في ربع النهائي، بيد أنه اختار المواجهة والتضامن مع زملائه في حالة كان يفضل لاعبون آخرون الاختباء وراء هذا الغياب للتنصل من المسؤولية عن الهزيمة. فمنذ الصافرة النهائية على ملعب مينيراو في بيلو هوريزونتي الذي كان مسرحا للهزيمة المدوية، نزل أرضية الملعب ليواسي زملاءه. حضن لفترة طويلة مهاجم تشلسي أوسكار الذي انهمر بالبكاء، كما عانق زميله الجديد في باريس سان جرمان الفرنسي ورفيقه في قطب الدفاع والذي حمل شارة القائد في غيابه دافيد لويز الذي كان ينتحب. وبعد ذلك جمع زملاءه في منتصف الملعب لتلقي صافرات الاستهجان، وشتائم وإهانات الجماهير البرازيلية. هل كان الالمان سيسجلون الهدف الأول لو كان تياجو سيلفا موجودا ؟ هل كان رفاقه سينهارون مثلما فعلوا في اللقاء لو كان هناك؟ من المستحيل معرفة الجواب... ولكن في المنطقة المختلطة - المنطقة الخاصة للاعلاميين للقيام باحاديث صحافية مع اللاعبين -، وافق تياجو سيلفا على الادلاء بتصريحات لوسائل الاعلام مستخدما كلمة "نحن" مضمنا نفسه بين المسؤولين عن الخسارة، في وقت كان من المفترض أن يتحدث ب"هم" ليتنصل من مسؤولية الهزيمة التاريخية. وقال: "لا يجب البحث عن "متهم"، مطالبا الصحافيين بعدم إستهداف شخص ما. واليوم أستطيع أن أقول: أنا بطل، داخل وخارج الملعب، لدي مسؤولياتي. ونضجي، واحترام الجميع. وذلك التحول كان مثيرا للدهشة أكثر بالنظر إلى شخصية قائد فريق باريس سان جرمان الفرنسي، المعروف "بخجله ولا يحب التحدث كثيرا أمام العموم"، لكن ينظر إليه على الخصوص على أنه كقائد فني وتكتيكي. وكان سيلفا، المتدين جدا، فقد الكثير من سمعته في الدور ثمن النهائي عندما انعزل عن زملائه ليصلي وهو يبكي قبل حصة الركلات الترجيحية، رافضا تحمل مسؤولية التسديد وطلب ان يكون المسدد رقم 11.وبرر سيلفا ذلك بعد التأهل بقوله: "أنا عاطفي، وأتأثر بسرعة وهذا أمر طبيعي، والعاطفة صفة في البشر، ولكن ذلك لا يؤثر علي في أي وقت من الأوقات على أرضية الملعب. كل ما يقوله الناس لايهمني، لا يمكن أن يؤثر ذلك على الأداء. بالنسبة إلي، رأيي هو أن ذلك ليس فقط لا يشكل مشكلة بالنسبة إلي على أرضية الملعب بل على العكس من ذلك فهو يساعدني". ولكن رد تياجو سيلفا لم يكن مجرد كلمات فقط، بل أنه رد بالأفعال وتحديدا في المباراة التالية امام كولومبيا في الدور ربع النهائي عندما افتتح التسجيل، بالاضافة الى تقديمه اداء دفاعيا رائعا مع بعض التدخلات المذهلة. وقتها أظهر سيلفا عن شخصية وروح القائد. يقول تياجو سيلفا انه استقى قوته في الأوقات الصعبة، خصوصا خلال المرض الخطير التي أصيب به خلال رحلته الاحترافية في روسيا عام 2005. وقتها أمضى أسابيع عدة في المستشفى، دون أن يقدم له الاطباء الضمانات على انه سيخرج سالما. ويضيف: "عشت لحظات صعبة في حياتي، أصبت بداء السل، كانت حياتي في خطر. اليوم أستطيع أن أقول: أنا بطل، داخل وخارج الملعب، لدي مسؤولياتي. ونضجي، واحترام الجميع". إرتقاؤه إلى تشكيلة المنتخب البرازيلي لم يكن سهلا، فقد اضطر الى العودة الى بلاده بعد فشل تجربته الاحترافية الاوروبية الاولى قبل ان يفرض نفسه في صفوف ميلان الايطالي وبعده باريس سان جرمان. يلقب تياجو سيلفا ب"الوحش"، ويعتبر بين أفضل المدافعين في العالم بسبب حسه التكتيكي، وتدخلاته وكذلك بنائه للهجمات. لعب تياجو سيلفا (30 عاما) 51 مباراة دولية حتى الان وسيكون أحد العناصر البارزة في التشكيلة المستقبلية للمنتخب البرازيلي بقيادة المدرب الجديد الذي سيكون مطالبا بإعادة بناء منتخب السيليساو على أنقاض حطام كارثة مينيراو. اعادة البناء هذه تمر دون شك عبر أداء جيد السبت أمام هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث. ففي هذه المباراة "المهمة جدا"، من المرجح أن يدفع به المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري أساسيا. لذلك فإن القائد الذي أفلت من "تيتانيك البرازيلي"، سيكون مطالبا بلعب دور المنقذ.

مشاركة :