كلمـة حـق .. حســـــبنا الله ونعم الوكيل

  • 8/3/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم: د. عبدالعزيز بن علي الحمادي :  بلاد العُرب أوطاني من الشام لبغداد.. أين هذه المقولة من بلاد العُرب، فها هي دول الحصار تجير على شقيقتها العربية وصارت من أكثر دول العالم تعايشاً مع المتناقضات الغريبة، فما يحل لدول الحصار يُحرم على دولة قطر، وما هو مسموح لهم ممنوع لنا، وما هو صح لهم خطأ لنا، حياتهم وكلامهم وتصريحاتهم واجتماعاتهم ومؤتمراتهم ومؤامراتهم كلها تناقضات ولكنها ضد قطر، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - عندما ذكر سمو الأمير تميم «حفظه الله» في خطابه وهو أول زعيم عربي دعا لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وحماية أشقائنا الفلسطينيين وعدم المساس بالمسجد الأقصى قال إعلام دول الحصار بأن الخطاب هذا لكسب العواطف، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - عندما دعا سمو الأمير الوالد حفظه الله الأمة الإسلامية من عدة سنين لاجتماع في الدوحة نصرة للحق في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين فوجئ بتخلف الكثير من الدول العربية ومنها دول الحصار فكان رد سموه حسبنا الله ونعم الوكيل. - وزير خارجية الإمارات يدعو قطر لرسم الابتسامة على شفاه الناس، وقطر تفعل ذلك عن طريق زرع الأمل والفرح والإبداع للفقراء والمساكين والأيتام تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق المؤسسات والجمعيات الخيرية المعتمدة في الأمم المتحدة، ودول الحصار تتهم قطر بالإرهاب، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - وزير خارجية الإمارات يعترف بأن حصار دول الحصار أضر بالشعب القطري، وما زالوا يمارسون إرهابهم على قطر ويتمنون أن لو استطاعوا زيادة الخناق على قطر وشعب قطر، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - وزير خارجية البحرين يُسمي قطر دولة عدوة وإسرائيل المحتلة لفلسطين دولة صديقة وشقيقة، فأين الإسلام وأين العروبة وأين الأخلاق وأين احترام العقل والنفس؟، حسبنا الله ونعم الوكيل. - وزير خارجية السعودية يدعي بأن قطر منعت حجّاجها من الحج وقامت بتسييس الفريضة، فكيف يمكن لحجاج قطر الحصول على تصاريح وتأشيرات الحج من السفارة السعودية المُغلقة، وكيف يمكن التعاقد على الفنادق والمساكن وخيام منى وعرفات ووسائل المواصلات والمطاعم ومنعكم التعامل بالريال القطري وكذلك الخدمات اللوجستية الأخرى؟، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - دول الحصار تدّعي تدخل قطر في شؤونها الداخلية وهي من تريد إلزام قطر بالموافقة على تدخّلها في شؤونها الداخلية والخارجية، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - دول الحصار تطالب قطر بالسير في ركب الدكتاتورية والاستبداد وظلم وقهر الشعوب ومنع الشعوب من المُطالبة بحقوقهم من خلال إغلاق قناة الجزيرة والقنوات الحرة الشريفة، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - دول الحصار وآلاتهم الإعلامية يُنادون بوحدة الدول العربية ومجلس التعاون وهم الآن يتهجّمون على قطر لأنها ذات سيادة مستقلة، ويسبون ويشتمون سمو الأمير تميم المجد ويتعرّضون للآباء والأمهات والقبائل وغيرهم فما شأن الوالدين والنسب والقبيلة بالخلافات السياسية، فأي إفلاس علمي ومنطقي وتبريري وأخلاقي وديني هذا؟، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - دول الحصار يتهمون قطر بالإرهاب وهم يمارسون كافة أشكال العنف والقهر والكبت والسجن لشعوبهم بذريعة حفظ الأمن والنظام، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - إعلام دول الحصار زيّف الحقائق وأوهم الشعوب بخطورة النظام القطري من خلال نشر الأكاذيب والتلفيقات وجعلوا البعض يشعر بالمتعة والسعادة في حصار قطر، فأي إعلام هذا وأي نوع من البشر أنتم وفي أية نشأة تربيتم وفي أي مدرسة تعلمتم وأي منهج تتبعونه؟، فحسبنا الله ونعم الوكيل. - دول الحصار يرون أن حريّة شعوبهم تكمن في طاعتهم وعدم المُطالبة بحقوقهم وعدم الإبداء برأيهم لأنهم أعلم بمصالحهم من أنفسهم، وكما قال فرعون لقومه: (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ) غافر 29، فحسبنا الله ونعم الوكيل. بني تميم سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بني تميم فقال: (هضبة حمراء لا يضرهم من عاداهم)، فقال الناس من بني تميم فقال (أبى الله لبني تميم إلا خيراً هم ضخام الهام، رُجح الأحلام، ثُبت الأقدام، أشد الناس قتالاً للدجّال، وأنصار الحق في آخر الزمان). فها هم بني تميم لديهم عزة كبيرة وعقول راجحة وأقدامهم ثابتة، لا يهربون من المعركة أو من المواجهة، يَعرضون الحوار على دول الحصار بشرط فك الحصار ولكن دول الحصار لا تملك الشجاعة والحجة للحوار، وبني تميم هم أنصار الحق في آخر الزمان، نعم أنصار الحق فمن وقف وما يزال يقف مع الفلسطينيين أصحاب الحق في دفاعهم عن أرضهم ووطنهم؟، ومن يقف وينصر الحق في هذا الزمان عن المسجد الأقصى؟ ومن يقف وينصر الشعوب المضُطَهدة والمظلومة غير بني تميم؟ فتميم المجد من بني تميم، حفظك الله يا سمو الأمير من كيد الكائدين وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين. تدويل الحج بعد التصريح الذي أدلى به سفير الإمارات في واشنطن عن الرؤية لتحول الشرق الأوسط إلى دول علمانية وموافقة السعودية والإمارات والبحرين والأردن ومصر على ذلك، فالسؤال هنا من الذي يدعو لتدويل الحج الآن؟ إذا تحوّلت السعودية لدولة علمانية فيعني ذلك عدم السماح لها بإدارة الحرمين الشريفين (مكة والمدينة المنورة) لأنهما منطقتان دينيتان، والمثال على ذلك إيطاليا دولة علمانية وفي وسطها الفاتيكان، فإدارة الفاتيكان ليست للحكومة الإيطالية. فأين حكماء المملكة وأين مشايخ المملكة وأين علماء المملكة؟ فهل المملكة وافقت على التحول للعلمانية؟ فالعلمانية تستدعي أن تتحوّل الدول إلى جمهوريات وأحزاب وانتخاب الرؤساء كل فترة كما هو الحاصل في أمريكا وأوروبا، فهل آل سعود وآل نهيان وآل خليفة مستعدون للتنازل عن الحكم والدخول في صراعات الانتخابات. في الحقيقة فإن جميع دول الخليج لا تريد أن يحكمها غير من يحكمونها حالياً لما تتمتع به دول مجلس التعاون من أمن وأمان واستقرار محسودين عليهما فليس من المعقول أن يتجه العاقل والحكيم لتدمير نفسه بنفسه فلا تدمّروا المنطقة بأيديكم وخياركم وبعلمكم. الحساب والعقاب عندما حاصرت دول الحصار قطر تحدّث بعض رجال الدين في السعودية بأن ذلك من مصلحة الشعب القطري، وغرّد البعض الآخر وأيّد الحصار وطلب من قطر العودة عن سياساتها، وكنا نعذرهم ربما لعدم تمكنهم من إبداء رأيهم صراحة أو اقتناعهم بالحصار، وأما الآن وبعد إدلاء سفير الإمارات في واشنطن بأن دول الحصار ومعهم الأردن سيتحوّلون إلى دول علمانية، فهل مازال رجال الدين على رأيهم ويؤيدون التحول للعلمانية ويُباركون هذا النهج والمسلك أم لهم رأي آخر؟، فإذاً الحساب والعقاب في الدنيا أيام معدودات والعقاب في الآخرة في نار جهنم خالدين فيها، وكم نتمنى من خادم الحرمين وولي عهده بمسك زمام الأمور وإعادة المملكة لقيادة المنطقة والعالم الإسلامي لمكانتها الإسلامية ولعب دور المُصلح بدل الخصم، وأسأل الله العفو والعافية. الطوفة الهبيطة قطر ستبقى شامخة، قطر ليست بالطوفة الهبيطة وليست بالحلول البسيطة وإنما هي رقم صعب وصعب جداً وكل من يقترب منها سيدمّره الله ويزعزع عرشه وكيانه، والدليل بات واضحاً على دول الحصار، وستلاحظون أكثر في الأيام القادمة، لأن قطر حماها الله وحفظها من شرور الأشرار وكيد الكائدين، وحقد الحاقدين، فها هي قطر أميراً وحكومة وشعباً لم يتعرّضوا لأي إنسان من دول الحصار يعيش على أرض قطر، تجدهم يُغادرون قطر ويعودون إليها بسلامة وحسن وداع واستقبال بدون أي تعقيد أو تعجيز، بينما دول الحصار منعت دخول القطريين وحرمتهم من حقوقهم المادية والمعنوية وحجزت على أموالهم في البنوك فلا يستطيعون تحويلها لقطر ولا الذهاب لدول الحصار للتصفية ومنعتهم من تقديم الامتحانات وفرّقت بين الزوج وزوجه والوالدين والأبناء وصلة الرحم. الله يا عمري قطر والله انتي كبيرة يا قطر، والله انتي مدرسة في القيم والأخلاق والمبادئ واحترام العقود، وفعلاً كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن بني تميم، فقطر كلها بني تميم ورجالات تميم، وتميم المجد من بني تميم، فقطر ستبقى هي العزة والقوة والحكمة والشموخ والعدالة في مواجهة الحصار الجائر. وستبقى قطر شامخة كشجرة النخيل لا يؤثر فيها الحر والبرد ولا الجفاف ولا الليل ولا النهار ولا الرخاء ولا الضيق ولا الحب ولا الكره ولا الحصار ولا الدمار، فهذه قطر لمن لم يعرف قطر. والله الموفق،،،                 Ab.zz@hotmail.com

مشاركة :