كتب - حسين أبوندا: أكد عدد من ملاك الحلال أن الحصار الجائر المفروض على قطر وما واجهوه من صعوبات في السعودية، علّمهم درساً مفاده أن الاستثمار خارج الوطن تجارة خاسرة، وأن بلادنا أحق بثروتنا الحيوانية وخبراتنا الكبيرة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، ونحن مستعدون لمشاركتها وتسخيرها لزيادة الإنتاج الحيواني وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وشدّد هؤلاء في تصريحات خاصة لـ الراية على ضرورة زيادة المزارع الحكومية لتربية الحلال وتحقيق الاكتفاء الذاتي واستصلاح الأراضي لزراعة الأعلاف والاستغناء عن الاستيراد، خاصة أن التوسع في زراعة الأعلاف يسهم في ثبات أسعار الرودس والجت، لافتين إلى أن هذا الأمر أصبح ممكناً مع عودة الحلال القطري إلى موطنه، موضّحين أن الإجراءات السعودية فاجأتهم حيث حدّدت مدة قصيرة لنقل الحلال ما زاد من معاناتنا، مشيدين في الوقت نفسه بالإجراءات التي قامت بها الجهات الحكومية لاستقبال الحلال العائد من السعودية والتخفيف عنهم، حيث وفّرت جميع احتياجات الحلال من الأعلاف والمياه في نفس اليوم الذي تواجدت فيه الإبل على الحدود، مؤكدين أن ذلك يبيّن مدى احترام الجهة المعنية وتقديرها لأبنائها. محمد المري :لا للاستثمار خارج الوطن قال محمد المري: إن ما تعلّمه أصحاب الحلال من هذا الحصار يتمثل في أن البناء أو شراء المزارع والعزب خارج الوطن خطوة خاسرة فهم كانوا يظنون أن الخليج هو جسد متماسك يستحيل تفرقته، حيث إن الحدود كانت مفتوحة لجميع أبناء هذا الوطن الكبير الذي يضم 6 دول ولم يكن يتوقع أحد أن يصل الحال إلى ما وصل إليه الآن. وأضاف: بالنسبة لي أصبحت على قناعة أن شراء المنازل أو المزارع خارج وطني ليس بالأمر المضمون وهذه القناعة سأنقلها لأبنائي من بعدي وأطالبهم بعدم إنفاق أموالهم في شراء الأراضي أو البيوت أو المزارع خارج حدود أرضهم لاسيما بعد ما تعرّضنا له من دول الحصار والذي كان أشبه بالصدمة المفاجئة غير السارة والتي لم نتوقعها أبداً. وشدّد على ضرورة قيام الجهات المعنية بتشجيع المواطنين على تربية الحلال بصورة أكبر من خلال زيادة المزارع الحكومية التي تعنى بزراعة الأعلاف لاسيما الرودس والجت بجميع أنواعهما، مقترحاً على وزارة البلدية والبيئة العمل على استصلاح الأراضي حتى نستطيع الوصول إلى حد الاكتفاء الذاتي، والمساهمة في وقف استيراد بعض النوعيات التي يتعمّد التجار بيعها بأسعار مبالغ فيها. سالم راشد:مستقبلنا مع وطننا أكد سالم راشد أن أصحاب الحلال تعلّموا من الحصار أن بناء مستقبلهم ومستقبل أبنائهم لا ينمو خارج رحم الوطن لأنهم لم يتوقعوا عدم تمكنهم من السفر إلى بلد شقيقة يربطهم بأبنائها رباط عائلي وقبلي ممتد مئات السنين. وأشار إلى أن دول الخليج كانت كالدولة الواحدة التي يتنقل أبناؤها بسهولة بينها، وعليه فإن أبناء قطر حرصوا على الاستثمار في دول الخليج وشراء بعض الأملاك فيها وأصحاب الحلال نقلوا حلالهم إلى المملكة لأنهم لم يتوقعوا أن تصل الخلافات السياسية إلى هذا المستوى من الظلم والفجور. وأوضح أن أبناء قطر سعداء لأن الإبل عادت إلى موطنها الأصلي خاصة أن الإبل والحلال بشكل عام ملك للدولة قبل أن تكون ملكاً للمواطنين، مشدّداً على أن جميع ملّاك الحلال على استعداد للمساهمة في مشروع زيادة الإنتاج الحيواني وجعل خبرتهم التي ورثوها أباً عن جد في هذا المجال تحت أمر الجهات المعنية بالدولة. محمد العذبة:قطر أولى بثروتنا الحيوانية قال محمد العذبة: ملاك الحلال الذين عادوا من المملكة على أهبة الاستعداد للمساهمة في زيادة الإنتاج الحيواني، خاصة أنهم عرفوا معنى أن البناء في الوطن هو الذي يدوم ودون ذلك يذهب هباءً منثورا كما حدث معنا خاصة أن الاستقبال الذي استقبلنا به من الجهات المعنية أدخل في قلوبنا الراحة والطمأنينة فقد حرصت على توزيع الأعلاف والمياه بالمجان وهذا إن دل على شيء فهو يدل على اهتمام الدولة بالثروة الحيوانية. وأضاف: المعاناة التي واجهها المواطنون أثناء نقل الإبل من السعودية إلى قطر لم يواجهوا مثلها بسبب طريقة التعامل معهم من الجانب السعودي ومطالبتهم بسرعة الانتهاء من نقل الحلال خلال مدة قصيرة على الرغم من أنهم استغرقوا أسابيع لإدخالها من قطر إلى المملكة العربية السعودية منذ عدة سنوات وهذا يدل على أنه لن يتحمّلك أحد كما يتحمّلك الوطن. وطالب العذبة من الجهات المعنية بمساعدة المواطنين العائدين من المملكة العربية السعودية خاصة من المتواجدين في منطقة النخش والذين يحتاجون إلى بعض الخدمات مثل بئر ارتوازية أو خزان مياه ضخم ليستطيعوا توفير المياه اللازمة لحلاهم بشكل أسهل. علي المري:تربية الحلال ودعم الإنتاج المحلي أكد علي راشد المري أنهم لن يعيدوا حلالهم إلى السعودية حتى لو عادت العلاقات مرة أخرى، وقال: تعلمنا الدرس ولن نقع في نفس الحفرة مرتين، فنحن اليوم في وطننا نعيش معزّزين ومكرّمين من دولتنا التي وفّرت لنا جميع احتياجاتنا في فترة زمنية قصيرة خاصة أنها راعت أن ما وقع علينا كان فعلاً لا يحتمله أحد. وأكد أن حلال أهل قطر عاد إلى موطنه الأصلي ومشاعر المواطنين اختلطت بين الحزن والفرح، لأن الطريقة التي تعامل الجانب السعودي بها معهم كانت غريبة ولم يعهدوها من قبل، وفرحوا لأنهم سيساهمون في دعم الإنتاج المحلي من الإبل الأصيلة التي تعتبر من أفضل الأنواع في العالم والأغلى ثمناً. وطالب المري بضرورة التوسع في زراعة الأعلاف خاصة أن الإنتاج المحلي هو الحل الأمثل لثبات أسعار الرودس والجت، لأن جميع ملاك الحلال يحرصون على شراء هذه النوعيات من السوق، ولكنهم يجدونها في كل مرة بأسعار مختلفة، فتارة يشترونها بأسعار مرتفعة وتارة أخرى بسعر مناسب. ولفت إلى أن ملاك الحلال يساهمون في إنتاج الثروة الحيوانية، لذا نتمنى من الجهات المعنية الحرص على تشجيع المستثمرين من أصحاب المزارع للتوسع في زراعة نوعيات مختلفة من الرودس بهدف بيعها بأسعار مناسبة وتكون في متناول أصحاب العزب. علي الزكيبا:سأعيد حلالي إلى قطر أكد علي الزكيبا أنه من أصحاب الحلال الذين لا يزال حلالهم داخل المملكة العربية السعودية وحتى هذه اللحظة لا يعرف مصيره قائلاً: «بعد انتهاء الأزمة بإذن الله أول ما سأقوم به هو السفر إلى المملكة لجلب حلالي وحلال عائلتي وإعادته إلى قطر ولن أخرجه من وطني خاصة أن الدرس الذي تعلمته من هذا الحصار أثبت أن من يبني خارج وطنه يكون خاسراً مهما كسب والدليل على ذلك أن علاقتنا مع المملكة العربية السعودية لم تكن علاقة جيرة فقط بل كنا نعتبر أنفسنا أشقاء ولم نتوقع أن يصل الحال إلى منعنا من دخولها خاصة أن لنا فيها صلة رحم وأبناء عمومه ولم نشعر يوماً عند زيارتها بأننا ذاهبون إلى بلد غريبة فكنا نذهب إليها أسبوعياً. وقال: الجهات المعنية بالدولة حرصت على توفير عزب جوّالة لأصحاب الحلال العائدين من السعودية وسهّلت الكثير من الإجراءات وتقوم في الوقت الحالي بتوزيع أنواع مختلفة من الأعلاف، خاصة أن ما واجهه هؤلاء من صعوبات أثناء نقلهم الحلال من مرابطها في المملكة العربية السعودية إلى الحدود كانت كبيرة، ولكن ما لبثت أن تيسرت عند دخول الإبل إلى قطر، حيث وجدوا معاملة فوق الممتازة منذ عودتهم. مبخوت المري:توفير العزب لتربية الحلال داخل قطر قال مبخوت المري، وهو أحد ملاك الحلال في السعودية: إن الحصار فاجأهم ولم يتوقعوا أن حلالهم الذي يملكونه أباً عن جد سيكون يوماً ما بعيداً عنهم ولن يستطيعوا الوصول إليه بسبب الحصار الجائر، مشدداً على أن أصحاب الحلال هم أكثر من عانوا من الحصار خاصة أنهم كانوا يزورون السعودية بشكل أسبوعي وأحياناً يقيمون فيها لمدة شهر وسط أقاربهم وأبناء عمومتهم وأنسبائهم ولم يتوقعوا أبداً أن صلة الرحم ستنقطع بهذه السهولة. وأكد أن أبناء قطر خاصة أصحاب الحلال استفادوا من درس الحصار الكثير فهم حالياً يفكّرون جدياً بإخراج حلالهم من المملكة بعد عودة العلاقات بإذن الله، ولكن ذلك يحتاج إلى تضافر جهود الجهات المعنية لتوفير العزب الجوّالة لأصحاب الحلال العائدين من المملكة في أسرع وقت بعد التمكّن من إخراجها وإيجاد موقع مناسب لها فوراً. ولفت إلى أن تعامل الجهة المعنية مع ملاك الحلال العائدين من السعودية كان سريعاً وفورياً حيث وفّرت جميع احتياجات الحلال من الأعلاف والمياه في نفس اليوم الذي تواجدت فيه الإبل على الحدود، مؤكداً أن ذلك يبيّن مدى احترام الجهة المعنية وتقديرها لأبنائها.
مشاركة :