سارتر ونظريته في الصهيونية الوجودية والعنف ـ

  • 8/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الوجود اليهودي في فلسطين كسلطة سياسة متنفذة ومدعومة من اوروبا، جاء على حساب سلب للوجود الفلسطيني وتقويض كيانه السياسي كجماعة وشتاته! ليتحول الفلسطيني لمقهور لا بد ستفرض عليه ظروفه الرفض والمقاومة، وهما ما سيدفعانه في نهاية المطاف لمجابهة العنف الصهيوني بعنف مضاد، وستصبح معادلة تحرير يهود اوروبا معكوسة، لتحرير عرب فلسطين عبر المعادلة نفسها والجدلية الهيجلية ذاتها، ليصبح وجود يهود اوروبا في فلسطين مشروعا عبثيا، قائما على جدلية لا تنتهي من الفعل والفعل المضاد، لا يمكن أبدا لأي منطق أن ينكر حق الفلسطيني في كسر اضطهاد السيد اليهودي (وكيل الحضارة الاوروبية وأحد تمثلاتها) الذي جاء ليستعبده ويقهره بوصفه العربي الشرقي الأدنى في المخيلة الاوروبية النمطية. وتكون المعضلة أكثر وضوحا كالتالي؛ وجود يهود المشروع الصهيوني في أرض العرب قائم على سيادة سياسية وهيمنة على الأرض والمنطقة العربية كامتداد للمشروع الاوروبي، والعرب في حالة الصحوة (مهما تأخرت) لن يقبلوا بوجود اليهود سوى كتنوع ضمن حاضنة شرقية تسترد سيادتها، يهودها ليسوا سوى مجرد رقم في المعادلة العربية. وهنا سيكون السؤال الذي يحمل الإجابة في طياته: ماذا سيختار يهود اوروبا المسكونون بالتفوق وعقدة التعالي والسيد الاوروبي، عند تحقق السيادة العربية واستعادة مشروع نهضوي يقيم الأركان التي تهدمت؟ والأجدر كيف سيكون سلوكهم والعرب في الطريق إلى مثل ذلك المشروع؟ ويكون سؤال الوعي الأصيل لـ "النخبة العارفة" العربية الحقيقية؛ كيف ولا بد سيكون تصور المستقبل واستشراف نهضته في ظل حقيقة مشروع وجود يهود اوروبا على أرض فلسطين المحتلة، كمشروع للسيادة والهيمنة والقهر.   د. حاتم الجوهري شاعر ومترجم وناقد أكاديمي free3ever@hotmail.com

مشاركة :