رواية الباندا أشبه بنص عن عقم العالم، سخرية من انهياره، كالباندا، واضح بألوانه، ومهددٌ دوماً بالانقراض، ولا بديل عنه، لا يمكن استبدال الكراهية بغيرها، فلم لا نتأمل هذا الانهيار، لم لا نترك للزوال كل مداه، فكما تأمّل عاصم التلّ السماء قبل انتحاره وكما تأمل عمران إناء الماء في الدلو وهو يدور، لنسلم بأن “الموت والفوضى حقيقتان من صلب الوجود والعبث الحقيقي هو محاولة لتنظيم هذا الموت والتخلص من الفوضى بأشكالها كافة التي يرى البعض أنّها كارثة كبرى كما كان يرى ذلك عاصم التلّ ومن بعده عمران”.
مشاركة :